الثورة – جهاد اصطيف:
احتضنت صالة مديرية الرياضة والشباب في حلب، حفلاً تكريمياً خاصاً بأبطال منتخب المحافظة الذين تألقوا في بطولة النصر والتحرير، وأثبتوا أن الرياضة قادرة على أن تكون صوتاً للفرح والتحدي والانتصار، الحفل جاء بحضور مدير الرياضة والشباب أحمد الإمام، ومدير دائرة ألعاب القوة محمد نور شمسه، ورئيس اللجنة الفنية للملاكمة عبد القادر شيخ العشرة.
احتفاء بالإنجاز
افتتح الحفل بكلمات ترحيب وتأكيد على أهمية الإنجاز الذي تحقق بفضل جهود اللاعبين، الذين مثّلوا حلب خير تمثيل في البطولة الوطنية، وجرى خلال المناسبة توزيع شهادات تقدير على الأبطال، في خطوة تحمل بعداً معنوياً مهماً، إذ تعكس تقدير المجتمع لهم وتشجعهم على مواصلة طريق الإنجاز، خاصة أن لاعبي منتخب حلب قدموا مستويات مميزة في بطولة النصر والتحرير، فجاءت نتائجهم ثمرة أشهر طويلة من التدريب المكثف.
كلمات مؤثرة
خلال الحفل، عبّر الحضور عن اعتزازهم بما قدمه اللاعبون قائلين: إن تكريم هؤلاء الأبطال اليوم، هو واجب قبل كل شيء، فهم سفراء حقيقيون لحلب وللوطن بأسره، وأكدوا أن المديرية ستبقى إلى جانبهم عبر برامج دعم وتدريب متكاملة استعداداً للاستحقاقات القادمة.
مدير دائرة ألعاب القوة محمد نور شمسه، ركّز على الجانب الفني والإداري، إذ قال: ما تحقق في بطولة النصر والتحرير لم يكن محض صدفة، بل هو نتاج التزام بالبرامج التدريبية، وتنسيق دائم بين المديرية واللجان الفنية والمدربين، وأضاف: المرحلة القادمة ستشهد خطة جديدة، تتضمن زيادة معسكرات التدريب والاحتكاك مع منتخبات المحافظات الأخرى.
بدوره، أشار رئيس اللجنة الفنية عبد القادر شيخ العشرة إلى خصوصية لعبة الملاكمة في حلب، قائلاً: حلب كانت على الدوام مدرسة في الملاكمة، واليوم نعمل على استعادة هذا الإرث، عبر التركيز على القواعد العمرية، وإقامة بطولات دورية، ثقتنا كبيرة بلاعبينا، وما رأيناه في هذه البطولة دليل على أننا على الطريق الصحيح.
الرياضة في خدمة المجتمع
لم يكن الحفل مجرد مناسبة بروتوكولية، بل حمل في طياته رسالة واضحة مفادها أن الرياضة قادرة على أن تكون عاملاً من عوامل تعزيز الانتماء الوطني واللحمة الاجتماعية، فالحضور أضفى على التكريم طابعاً مختلفاً، وأكد أن الإنجازات الرياضية تلامس وجدان الناس وتمنحهم الأمل،
كما شكل الحفل فرصة للتذكير بأهمية دعم المواهب الشابة وتوفير بيئة تدريبية مناسبة لهم، خصوصاً أن معظم الأبطال هم من جيل شاب الذي لا يزال في بداية الطريق، ويحتاج إلى احتضان رسمي وشعبي ليستمر في العطاء.
تحديات وإنجازات
الرياضة الحلبية مرّت بسنوات صعبة نتيجة الظروف التي عاشتها المدينة، لكن عودة الأبطال وتحقيقهم نتائج مميزة في بطولة وطنية بهذا الحجم، يعكسان أن عجلة الرياضة لم تتوقف، بل استطاعت أن تتجاوز المحن لتعود إلى الساحة بقوة، والتكريم أيضاً شكل دافعاً نفسياً للاعبين الذين أكدوا أن ما تلقوه من تقدير سيكون حافزاً لهم للاستمرار، بعض اللاعبين عبّروا عن مشاعرهم بكلمات مؤثرة، حيث قال أحد الأبطال: اليوم نشعر أن تعبنا لم يذهب سدى، وأن كل جهد بذلناه في التدريب توّج بهذا التكريم الذي منحنا ثقة أكبر، بأننا قادرون على تحقيق إنجازات أكبر.
آفاق مستقبلية
يرى القائمون على الرياضة في حلب أن الخطوة المقبلة يجب أن تركّز على إقامة معسكرات تدريبية، داخلية وخارجية، لزيادة خبرة اللاعبين، وتنظيم بطولات محلية منتظمة لاكتشاف المواهب الجديدة، وتأمين الدعم المادي واللوجستي من خلال التنسيق مع وزارة الرياضة والشباب والجهات الراعية، وتعزيز الرياضة النسائية بما يتناسب مع الاهتمام المتزايد بدور المرأة في المنافسات الرياضية.
هذه الخطوات، بحسب المسؤولين، ستجعل حلب في موقعها الطبيعي، كقاطرة للرياضة السورية، ولعل تكريم أبطال منتخب حلب، الفائزين في بطولة النصر والتحرير، لم يكن مجرد احتفال، بل هو رسالة ثقة وأمل بأن الرياضة في هذه المدينة العريقة قادرة على النهوض من جديد، وأن لاعبيها سيواصلون رفع اسم الوطن عالياً في المحافل الوطنية والدولية.
فكما قال مدير دائرة ألعاب القوة محمد نور شمسه: الرياضة ليست مجرد منافسة، بل هي مدرسة في الانضباط والإرادة، وحلب اليوم تقدم نموذجاً رائعاً في كيفية تحويل التحديات إلى إنجازات.