“تقنيات التعلم الفعال”.. تحصيل حياتي أفضل

الثورة – لجينة سلامة:

 

ركزت الأستاذة الدكتورة ميسون زيادة على نقاط هامة تشغل تفكير الأهالي جميعهم، وذلك في محاضرتها عن “تقنيات التعليم الفعال “التي قدمتها في اتحاد الكتاب العرب بطرطوس. وبدأت بتساؤل يتردد إلى أذهاننا جميعاً، وهو ما سبب عدم التكافؤ بالتعلم بين مجموعة من الطلاب رغم امتلاكهم نفس الخبرة والدافع في التعلم؟. بمعنى آخر لماذا يختلف البعض في تلقي المعلومة وحفظها، ويكون الاختلاف في النتائج والتحصيل العلمي!؟.

توضح زيادة “أن سبب عدم التكافؤ التعليمي رغم تساوي الخبرة أمر يعود للاختلافات الإدراكية، فكل متعلم لديه طريقة مفضلة لاستقبال ومعالجة المعلومات (بصري، سمعي، حسي، رقمي)، وبعض الطلاب لديهم قدرة تركيز أطول أو استراتيجيات حفظ أفضل، كما يختلف الطلاب في امتلاك نوع معين من الذكاء سواء كان لغوياً أم منطقياً أم حركياً، بالإضافة إلى العوامل النفسية، مثل: القلق والثقة بالنفس، والدافعية الداخلية التي تؤثر على الاستيعاب، إلى جانب التفاعل مع المعلم وطريقة عرضه التي قد تناسب طالباً ولا تناسب آخر.

أي إن السبب ليس في ضعف التلقي وحده، بل إن الوضع مرتبط بمزيج إدراكي ونفسي وبيئي.. وهذا ما دفعنا لنسألها لماذا نختلف بتلقي المعلومة!؟ فتجيب: إن الأمر يعود إلى اختلاف الإدراك الحسي، أي إن هناك طالباً يفهم بسرعة من مخطط، فيما آخر تصل له الفكرة من قصة مسموعة، أي أن بعض الطلاب يحفظون بالتكرار، وآخرين بالفهم أو الربط، ويعود الحال إلى الخبرة السابقة، أي أن ذات المعلومة ترتبط بخلفيات معرفية مختلفة. إذاً كيف نطبق هذه التقنيات في مدارسنا؟ توضح د. زيادة أنه يتم ذلك عبر تنويع طرق التدريس أي إدخال صور، وخرائط ذهنية وأنشطة عملية، ومناقشات، واعتماد التعلم التعاوني عبر تشكيل مجموعات صغيرة تسمح بتبادل الخبرات، والتقييم المتنوع وهو اختبارات كتابية مع عروض شفوية ومشاريع عملية، وتدريب المعلمين، وأعتقد أنها الناحية الأساس للبدء بها، ولا يكفي تغيير المناهج، بل يحتاج المدرسون للتدريب على توظيف تقنيات مثل VARK والذكاءات المتعددة.

أنشطة مكملة

هل “تقنيات التعلم الفعال” تناسب مناهجنا الحالية سألتُ المحاضرة، فأجابت: إن المناهج تقليدية وتعتمد على الحفظ، لكن من الممكن التعامل معها بمرونة إذا كان المعلم مبدعاً، إذ يمكن إدخال التقنيات على شكل أنشطة صفية أو مكمّلة للدرس (تمارين تفكير، ألعاب تعليمية، تطبيق التجويد أو الرياضيات عبر أنشطة حسية)، (أنماط الإدراك، والذكاءات المتعددة، والمهارات العقلية). وكانت د. زيادة تناولت “تقنيات التعلم الفعال” فتحدثت عن أنماط الإدراك وهي النمط البصري (Visual) وفيه يتعلّم الطلاب من الصور، الخرائط، والمخططات، والنمط السمعي (Auditory) يتذكر فيه الطلاب المعلومات من الشرح الشفوي، النقاشات الصفية، وحتى قراءة النص بصوت عال. والنمط القرائي/الكتابي (Reading/Writing) ويرتاح فيه الطلاب مع النصوص، القوائم، والمقالات، والكتابة بحد ذاتها أداة للتذكر. بالإضافة للنمط الحسي-الحركي (Kinesthetic) ويتعلم عبره الطلاب التجربة العملية: مختبر، تجربة واقعية، أو نشاط حركي، أي المعرفة بالنسبة لهم مرتبطة بالجسد والإحساس المباشر.ثم تطرقت إلى نظرية الذكاءات المتعددة، موضحة نظرية غاردنر التي وسّعت مفهوم الذكاء من مجرد اختبارات IQ إلى طيف واسع من القدرات، وشجّعت على إعادة النظر في طرق التدريس بحيث تراعي التنوع الفطري عند الطلاب والذكاءات المتعددة هي:الذكاء اللغوي: يتفوق فيه الكتّاب، والشعراء، والصحفيون، والمحامون.. الذكاء المنطقي- الرياضي: يميز العلماء، والمهندسين، ومحللي البيانات، المبرمجين، الذكاء الموسيقي: أساسي عند الملحنين، والعازفين، ومغني الأوبرا.الذكاء الاجتماعي (Interpersonal): يميز القادة، والمدرسين، والمفاوضين، والعاملين بالعلاقات العامة.الذكاء الذاتي (Intrapersonal): يساعد الفلاسفة، والكتاب، والمستشارين النفسيين.

الذكاء الطبيعي: يميز علماء الأحياء، والمزارعين، وحماة البيئة. الذكاء الوجودي: يظهر عند الفلاسفة، ورجال الدين، والمفكرين. الذكاء البصري- المكاني: ضروري للمعماريين، والجراحين، والرسامين، ومصممي الأزياء.الذكاء الجسدي- الحركي: يبرع فيه الرياضيون، والراقصون، والممثلون، وحتى الجرّاحون.

ثم عرجت على مهارات الإنسان العقليّة الموزّعة بالجانبين الأيسر والأيمن من قشرة المخ، وهي مهارات كامنة تحتاج للتّدريب والتّطوير الملائمين لتظهر وتتطور. وهذه المهارات هي: الكلمات، والتّرتيب والتّسلسل والتّرقيم والقوائم واللون والإيقاع والخيال والأبعاد والوعي بالمكان والقدرة التّحليلية والتّطور المتتابع للأحداث والأفكار وإعادة الإنشاء أو الإبداع والصورة “الجشتالتية” أو الصورة الكاملة.

خريطة العقل وتقنيات التذكر

بعد ذلك تطرقت إلى بعض التقنيات لتسهيل التعلم وزيادة فرص وصوله لعدد أكبر من الطلاب رغم اختلاف طرق تلقي المعلومة لديهم، واختارت خريطة العقل وهي ليست وسيلة لتلخيص المعلومات، فقط بل أداة للتفكير البصري والإبداعي لكل باحث أو معلم أو كاتب، وتحول المعلومات الخطية والجافة إلى شبكة مرئية من الأفكار، بحيث ترتبط الكلمات الرئيسة بالتفاصيل والرموز والصور، وتحسّن الذاكرة طويلة المدى لأن الدماغ يتذكر الصور والرموز أفضل من النصوص الطويلة.

وتعزز أيضاً قدرة الدماغ على الربط بين الأفكار الجديدة والمعروفة، وتعزز الإبداع وحل المشكلات عبر ربط أفكار مختلفة في شبكة واحدة.

والتقنية الثانية التي جاءت على توضيحها تقنيات التذكر، تحدثت فيها عن إيقاعات الذاكرة وذكرت المبادئ الثلاثة للذاكرة لدى اليونان وهي تداعي المعاني (الربط)، والصور الذهنية والموقع أو المكان.

غنية بأهدافها

بوسعنا التنويه إلى أن المحاضرة كانت بمثابة جلسة علمية مكتفية العناصر، لكنها افتقدت إلى الحضور النوعي من الاختصاصيين في مجال التعليم والأهالي الذين يعاني البعض مع أبنائهم من مشكلات في التعلم ولا يعرفون كيف يتم تداركها.

آخر الأخبار
ريف إدلب يتهيأ للعام الدراسي الجديد بحملات تأهيل ومتابعات ميدانية واسعة اتفاق سياسي أميركي - سوري: لإلغاء قانون قيصر وفق شروط محددة تحطيب مستمر وقرارات بلا تنفيذ.. منبج في مرمى التصحر العودة إلى المدارس.. غلاء ينهك الأهالي والتعليم يتحول إلى عبء "تقنيات التعلم الفعال".. تحصيل حياتي أفضل تشريعات الاغتصاب .. صرامة في النص تساهل في التطبيق ثلاثية بيضاء لميلان في الكالتشيو طرح الدوري الممتاز وكأس الجمهورية للبيع.. فمن يشتري؟ دمشق وواشنطن .. نحو بناء علاقات راسخة تحاكي المصالح المشتركة مزارعو الغاب بين قسوة الجفاف ونيران الحرائق  وقفة احتجاجية تطالب بإسقاط المرسوم 66 .. أصحاب الحقوق: أكبر جريمة نهب عقاري في تاريخ دمشق السياسة الخارجية السورية التفاعلية... نقطة على السطر الشيباني.. واختبار جدية التأثير الأميركي على "قسد" صفحة جديدة في مسار العلاقات السورية-الأميركية الزبداني .. تعيد النور إلى فصول مدارسها 30 مدرسة بريف دمشق تتحضر لاستقبال طلابها فتح 200 كم "خطوط نار" في ريف اللاذقية الشمالي تكريم حفظة القرآن في تجمع "جديدة الفضل" و"دروشا" افتتاح محكمتي صلح في "دارة عزة" و"الأتارب" ‏ختام فعاليات ملتقى "وجهتك الأكاديمية" في جامعة الفرات