الثورة- ناديا سعود:
أطلقت وزارة الصحة بالتعاون مع التجمع السوري– الألماني اليوم في مستشفى دمشق “المجتهد”، أسبوع الجنف الأول في سوريا، المخصص لتشخيص وعلاج الجنف وتشوهات العمود الفقري لدى الأطفال واليافعين حتى سن العشرين.
10 عمليات مجانية
وقال جراح العمود الفقري واستشاري جراحة الجنف في ألمانيا، الدكتور أيمن طاطين، في تصريح خاص لـ”الثورة”: تهدف الحملة إلى مساعدة أكبر عدد ممكن من مرضى تشوهات العمود الفقري في سوريا، خاصة الفئة العمرية دون العشرين عاماً، بدأنا اليوم باستقبال المرضى في العيادات، والإقبال كبير، وسيتم لاحقاً اختيار الحالات الأنسب لإجراء العمليات الجراحية.
وأوضح أن الحملة الحالية ستركز على إجراء من 5 إلى 10 عمليات جراحية مجانية، على أن تتوسع الأعداد في الحملات المقبلة بعد وضع قاعدة بيانات دقيقة للمرضى، مؤكداً أن الفريق الطبي يقوم حالياً بالمعاينات وإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد الحالات الأكثر إلحاحاً.
وحول إمكانية اكتشاف المرض مبكراً، بيّن الدكتور طاطين أن الأهل يمكنهم ملاحظة بعض العلامات على أبنائهم مثل: عدم تناسق الكتفين، وانحناء ملحوظ في الظهر واختلاف في ارتفاع جانبي الجسم عند الانحناء.
وأشار إلى أن التشخيص النهائي يتم من خلال الفحوصات الشعاعية، داعياً الأهالي لمراجعة الأطباء المختصين عند وجود أي شك، مؤكداً أن التسجيل في الحملة يتم عبر رابط إلكتروني أطلقته وزارة الصحة على صفحتها الرسمية، وأن الخدمات المقدّمة مجانية بالكامل، بالتعاون مع استشاريين من التجمع السوري–الألماني.
وفيما يتعلق بالتحديات، لفت إلى أن نقص الأجهزة التشخيصية يشكل إحدى أبرز العقبات، إذ يضم مستشفى دمشق جهاز رنين مغناطيسي واحد فقط، ما يسبب ضغطاً كبيراً على المراجعين، في حين لا يتوفر جهاز طبقي محوري في المستشفى.
وختم الدكتور طاطين حديثه بالتأكيد على أن هذه الحملة لن تكون الأخيرة، ويتم العمل على تنظيم حملات إضافية قريباً، لتغطية أكبر عدد من المرضى، وتقديم الدعم لهم بما يليق بحقّهم في العلاج والرعاية الصحية.
الفحص المبكر
من جانبه، أشار اختصاصي الجراحة العصبية والمشرف في شعبة الجراحة العصبية في مستشفى دمشق الدكتور سامر الحمودة، إلى أن للشعبة دوراً محورياً في الحملة، يتمثل في تنسيق استقبال المرضى، إجراء الفحوصات السريرية والشعاعية، وتحضير المرضى للعمل الجراحي بالتعاون مع الدكتور طاطين.
وقال: الإقبال كان كبيراً من مختلف المحافظات نتيجة الحملة والتوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بدأنا بالفعل بفحص أعداد كبيرة من المرضى منذ الصباح، وسنستمر يومياً بهدف استيعاب أكبر عدد ممكن، بعض الحالات قد لا تحتاج لتدخل جراحي، لذا نقوم بفرز المرضى بدقة لتوفير الفرصة للذين يستحقون العلاج الجراحي بشكل عاجل.
وأوضح د. الحمودة أن العملية تبدأ من استقبال المرضى عبر وزارة الصحة والمنشورات التي أطلقتها على المنصات الإلكترونية، ثم يقوم الأطباء المقيمون بإجراء الفحص السريري الأولي، ليُحال بعدها المريض إلى التقييم النهائي عبر الفحوصات الشعاعية، وفي حال ثبوت الحاجة للتدخل، يتم تحضيره للعمل الجراحي داخل غرف عمليات الجراحة العصبية في المستشفى.
وأضاف: إن عدد المرضى الذين يراجعون يومياً كبير، إذ تستغرق معاينة كل حالة نحو 15–20 دقيقة، مشيراً إلى أن بعض الحالات الواردة هي مضاعفات لعمليات سابقة وتحتاج لتدخل إصلاحي.
ونصح الأهالي بضرورة الفحص المبكر لأبنائهم، قائلاً: كلما كان التشخيص والعلاج أبكر، كان التدخل الجراحي أبسط والنتائج أفضل، فيما التأخر يزيد صعوبة الإصلاح ويطيل زمن العملية الجراحية.