الثورة – إيمان زرزور:
شهد لقاء الرئيس أحمد الشرع مع وفد الجالية السورية في الولايات المتحدة مشهداً إنسانياً عفوياً أثار استحساناً وإشادة كبيرة، حين تقدم المواطن السوري صفوان البرازي إلى الرئيس، فقبّل الأخير رأسه في لحظة مؤثرة، وتشير المعلومات إلى أن البرازي حُرم من دخول سوريا منذ عام 1973 بسبب النظام البائد، ما منح المشهد بعداً رمزياً يعكس التحولات التي تشهدها البلاد.
استقبلت الجالية السورية في الولايات المتحدة الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني بحفاوة بالغة أثناء زيارتهما الرسمية إلى نيويورك للمشاركة في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وامتلأت القاعة المخصصة للقاء بالحضور، الذين رفعوا الأعلام السورية، ورددوا هتافات وطنية تعكس مشاعر الفخر والانتماء، في مشهد عاطفي عكس حجم التفاعل الشعبي مع القيادة السورية الجديدة.
مع دخول الرئيس الشرع القاعة وقف الحاضرون مصفقين ومرددين شعارات، مثل «ارفع راسك فوق أنت سوري حر»، فيما تناقل الحضور عبارات ترحيبية مؤثرة أبرزها: «الله يحيي البطن إلي حملك» و«الله يعزك متل ما عزيتنا» و«مثلك لم تلد النساء» و«أحلى أبو محمد في العالم».
حمل اللقاء مع الجالية السورية في الولايات المتحدة بعداً رمزياً وسياسياً مهماً، إذ تُعدّ هذه الجالية إحدى أكبر التجمعات السورية وأكثرها تأثيراً في دوائر القرار الأميركي، وقادرة على نقل صورة إيجابية عن التحولات الجارية في سوريا الجديدة إلى الإعلام والكونغرس ومراكز الأبحاث.
ويعزز اللقاء جسور التواصل بين الدولة السورية ومواطنيها في المهجر، بما يتيح تعبئة الدعم للمشروعات الاستثمارية والتنموية داخل البلاد.
قد يترك ظهور الرئيس الشرع بهذا الشكل الإيجابي أمام الجالية أثراً على مواقف بعض المشرعين الأميركيين، الذين يتابعون عن كثب التطورات السورية، لا سيما في ظل النقاش الدائر حول العقوبات وملفات التعاون الأمني والاقتصادي.
فصورة الجالية الموحدة الداعمة لمسار الدولة السورية قد تسهم في تخفيف حدة الخطاب السلبي تجاه دمشق، وتمهّد الطريق أمام حوار أوسع بين الحكومتين.
يحمل استقبال الجالية السورية للرئيس الشرع في واشنطن دلالات تتجاوز البعد العاطفي؛ فهو يعكس لحظة تلاقٍ بين الداخل والمهجر على رؤية وطنية مشتركة، ويوجّه رسالة للمجتمع الدولي بأن سوريا الجديدة تمضي في طريق إعادة بناء مؤسساتها وعلاقاتها الخارجية، مستندة إلى دعم أبنائها في الداخل والخارج.
هذه المشاهد قد تشكّل رصيداً سياسياً ودبلوماسياً إضافياً للقيادة السورية في مرحلة حساسة من تاريخ البلاد.