الثورة:
أكد وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني، في حوار متلفز مع الإعلامي فريد زكريا على شبكة CNN، أن سوريا الجديدة تتجه نحو بناء دولة موحدة، مدنية، منفتحة على العالم، وملتزمة بالسلم الأهلي والمحاسبة، مشدداً على أن وجود سوريا واحدة قوية متآلفة سيعزز الأمن والاستقرار الإقليمي ويخدم جميع السوريين.
وقال الشيباني: “نطمح لأن تعيش شعوب المنطقة، وخاصة في الشرق الأوسط وسوريا، بعد سنين الحرب والهجرة واللجوء، في أمان وسلام، ونريد أن نبني لغة الحوار والتعاون مع الجميع”، وبيّن أن الشعب السوري صبر طويلاً على الاستبداد، واختار الحرية والكرامة منذ 2011 وحتى 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، واليوم ينتظر أن يحصد ثمار صموده عبر دولة تمثله وتستوعب جميع مكوناته.
كما وصف الشيباني موقف الولايات المتحدة تجاه سوريا منذ اليوم الأول للتحرير بأنه إيجابي ويحظى بالاحترام من جميع أطياف الشعب السوري، مؤكداً أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات الأميركية عن سوريا نال إعجاب الشارع السوري، لأنه يخفف المعاناة ويعيد الأمل بالاستقرار والتنمية.
وأضاف أن العقوبات المتبقية مثل قانون قيصر وقانون “دولة راعية للإرهاب” لم يعد لها مبرر، ويجب رفعها فوراً دون مفاوضة الشعب السوري على حقوقه الأساسية، مؤكداً أن رفع هذه العقوبات سيسرّع إعادة الإعمار وعودة اللاجئين.
وأوضح الشيباني أن سوريا تسعى لأن تكون دولة اقتصادية قوية، يثق بها شعبها ويستثمر فيها بدلاً من الهجرة منها، وأن الشعب السوري يمتلك خبرة سياسية وحضارية تؤهله لصياغة شكل سياسي يعزز الانتماء الوطني بعيداً عن النماذج المصطنعة.
وأشار إلى أن الإعلان الدستوري الحالي حاز تأييداً واسعاً، ويجري العمل على انتخابات برلمانية شاملة تفرز لجنة دستورية لكتابة الدستور الدائم، بما يضمن التمثيل العادل لجميع المناطق والمكونات.
وشدد الشيباني على أن الدولة السورية ملتزمة بالسلم الأهلي والمحاسبة، وقد شكلت لجنتين لتقصي الحقائق في أحداث الساحل والسويداء، وسمحت للجنة الأمم المتحدة بالتحقيق فيما جرى، وانتقد التدخل الإسرائيلي الذي عقد المشهد في السويداء وشجع مجموعات خارجة عن القانون، معتبراً أن السلاح المنفلت يؤدي إلى الفوضى والتقسيم، وأن الجيش الوطني الجديد يجب أن يمثل كل السوريين ويحمي الحدود والمصالح الوطنية.
وأشار الشيباني إلى أن سوريا خلال السنوات الخمس القادمة ستكون آمنة ومستقرة، متجهة نحو التنمية الاقتصادية، وقد عاد إليها أبناؤها من الخارج، وستكون ذات علاقات مميزة مع دول الجوار، منفتحة على الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية، وعلاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة.
وأكد أن سياسة سوريا الجديدة تقوم على عدم تهديد أحد في المنطقة بما فيها إسرائيل، لكن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة غير مبررة وتتناقض مع الرسائل الإيجابية التي تبعث بها دمشق.
وأوضح أن أي حديث عن التطبيع أو الاتفاقيات الإبراهيمية صعب في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان ومناطق جديدة بعد الثامن من ديسمبر، مشدداً على ضرورة تهدئة الأوضاع وإرسال رسائل تطمين للشعب السوري أولاً.