66 ألف طن قمح وشعير خطّة “إكثار البذار”

الثورة – جهاد اصطيف:

وضعت المؤسسة العامة لإكثار البذار خطتها الإنتاجية للمحاصيل الاستراتيجية، وعلى رأسها القمح والشعير، وذلك في سياق الجهود الوطنية التي تبذلها وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لتعزيز الأمن الغذائي، وتأمين احتياجات المزارعين من البذار المعتمدة ذات الجودة العالية للموسم الجديد، بما يضمن استمرار العملية الإنتاجية الزراعية واستقرار القطاع الزراعي في البلاد.
وتأتي هذه الخطة كجزء من رؤية متكاملة تستهدف دعم المزارعين بالوسائل التقنية والعلمية اللازمة لزيادة الإنتاج وتحسين نوعيته، انطلاقاً من الدور الحيوي الذي تلعبه البذار في العملية الزراعية، بوصفها الخطوة الأولى والأكثر أهمية في سلسلة الإنتاج، باعتبار أن جودة البذار تحدّد إلى حدّ كبير كمية الإنتاج ونوعية المحصول النهائي.

مدير المؤسسة العامة لإكثار البذار المهندس عمار المحمد، أكد، وفق بيان، أن المؤسسة أعدّت خطة زراعية شاملة لجميع فروعها في المحافظات، تتضمن تأمين الكميات المطلوبة من بذار القمح والشعير وفق الاحتياجات المحلية لكل محافظة. وبيّن أن خطة محصول القمح لهذا الموسم حددت بنحو 60 ألف طن، بينما تبلغ خطة محصول الشعير نحو 6 آلاف طن، موضحاً أن المؤسسة تعمل بكامل طاقتها لضمان تنفيذ الخطة بالشكل الأمثل، حيث جهزت وحدات الغربلة والتعقيم لتعمل بأعلى درجات الجهوزية والإنتاجية.

نشاط مُكثّف

وفي إطار تنفيذ الخطة السنوية لإعداد البذار، تشهد مراكز الغربلة والتعقيم التابعة للمؤسسة العامة لإكثار البذار نشاطاً مكثفاً خلال هذه الفترة، استعداداً لتأمين الكميات المطلوبة للمزارعين قبل حلول مواعيد الزراعة.وتعمل الفرق الفنية في مختلف المحافظات على مدار الساعة لضمان جاهزية البذار من حيث الجودة والنقاوة والتعقيم، إذ تعدّ هذه المراحل أساسية في عملية الإعداد، كونها تضمن خلو البذار من الشوائب ومسببات الأمراض الحشرية والفطرية.

وفي هذا السياق، أوضح مدير فرع حلب للمؤسسة، المهندس محمد الحامض، أن عمليات الغربلة والتعقيم في المحافظة انطلقت بوتيرة متسارعة لتأمين الكميات المطلوبة من البذار المغربلة والمعقمة تمهيداً لتوزيعها على المزارعين ضمن الجداول الزمنية المحددة، وأكد أن المؤسسة في حلب، شأنها شأن باقي المحافظات، تعتمد خطة دقيقة لإدارة العملية الإنتاجية، تتضمن مراحل الفحص المخبري والتعقيم والتعبئة والتخزين في مستودعات مؤهلة تضمن الحفاظ على جودة البذار حتى موعد التوزيع. وكون المؤسسة تستخدم منظومات آلية متطورة في الغربلة، قادرة على فرز الحبوب حسب الحجم والوزن وإزالة الشوائب بدقة عالية، ويتم تنفيذ عمليات التعقيم باستخدام البخار أو المبيدات الخاصة لضمان خلو البذار من أي مسببات للأمراض، فإن هذه الإجراءات تأتي لرفع كفاءة البذار وتعزز ثقة المزارعين بها.

ضمانة للإنتاج

يجمع الخبراء الزراعيون على أن جودة البذار تشكّل الأساس لنجاح أي موسم زراعي، إذ تحدّد إلى حدّ كبير إنتاجية المحاصيل وقدرتها على مقاومة الظروف البيئية القاسية، ومن هذا المنطلق، تضع المؤسسة العامة لإكثار البذار نصب عينيها هدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من البذار الوطنية، بما يعزز مفهوم السيادة الزراعية ويحدّ من الاعتماد على المصادر الخارجية، وخصوصاً في ظلّ التحدّيات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.

وفي حديث مع عدد من المزارعين الذين تعاملوا مع المؤسسة، عبّر العديد منهم عن ثقتهم المتزايدة ببذار المؤسسة وجودتها العالية، حيث أوضح المزارع حومد حومد من ريف حلب الجنوبي، أنه يستخدم بذار المؤسسة منذ سنوات، ويلاحظ فرقاً واضحاً في الإنتاجية مقارنة بالبذار التجارية، مشيراً إلى أن البذار المعتمدة تمنح المزارع استقراراً في الإنتاج وثقة بنتائج الموسم، لكنه في الوقت نفسه شدد على أهمية تأمين مياه الري بشكل مستمر. واعتبر أن توفر المياه يشكل عاملاً أساسياً مكمّلاً لجودة البذار، داعياً الجهات المعنية إلى التدخل الفوري عند حدوث أي طارئ خلال ريّات الموسم الزراعي.

من جهته، أكد المزارع أسامة حج موسى، أن الاعتماد على بذار المؤسسة العامة لإكثار البذار، يمنح المزارع اطمئناناً وثقة بالمحصول القادم، لما تتمتع به هذه البذار من نظافة وتعقيم وخضوع للتجارب المحلية، وأشاد بالدور الكبير الذي تقوم به الفرق الفنّيّة في المؤسسة من حيث المتابعة والإرشاد الميداني، كما دعا إلى ضرورة مراعاة الظروف المادية للمزارعين فيما يتعلق بتأمين الأكياس المستخدمة في تعبئة البذار، وتخفيف الإجراءات الإدارية التي قد تزيد من أعبائهم.

تأتي خطة المؤسسة العامة لإكثار البذار في إطار سياسة شاملة تتبناها وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، هدفها تعزيز الأمن الغذائي الوطني من خلال رفع كفاءة الإنتاج الزراعي وتحسين جودة المدخلات الزراعية، وعلى رأسها البذار، وتعمل الوزارة بالتعاون مع المؤسسة على تحديث منظومة إنتاج البذار عبر إدخال أصناف جديدة من القمح والشعير ذات إنتاجية عالية ومقاومة للأمراض، إضافة إلى تطوير أساليب التخزين والتوزيع بما يضمن الحفاظ على جودة المنتج حتى وصوله إلى يد المزارع.

ومع استمرار عمليات الغربلة والتعقيم بوتيرة متسارعة في المؤسسة، تبدو الاستعدادات للموسم الزراعي 2025-2026 في ذروتها، وسط أجواء من التفاؤل تسود أوساط المزارعين الذين يرون في البذار الوطنية عنواناً للجودة والإنتاج الوفير.

آخر الأخبار
مشاركة سورية في حدث تكنولوجي عالمي بعد غياب لسنوات إعلام بريطاني: خطة ترامب هشة وكل شيء اختفى في غزة جائزة نوبل للسلام.. من السلام إلى الهيمنة السياسية هل يستطيع ترامب إحياء نظام مراقبة الأسلحة الاستراتيجية؟ منطقة تجارية حرة.. مباحثات لتعزيز التعاون التجاري بين سوريا وتركيا التنسيق السوري التركي.. ضرورة استراتيجية لمواجهة مشاريع التقسيم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في إطار تنفيذ اتفاق غزة بين دمشق وبرلين.. ملف ترحيل اللاجئين يعود إلى الواجهة الخارجية تفعّل خطتها لتطوير المكاتب القنصلية وتحسين الخدمة للمواطنين الرئيس الشرع: سوريا تدخل مرحلة بناء وفرصة تاريخية للعالم التشاركية بالقرار شعار المرحلة صناعيون: بعض القوانين منفرة للاستثمار حفر وتأهيل 31 بئراً لمياه الشرب في درعا نحو زراعة عضوية مستدامة لخدمة الإنتاج المحلي بحلب "الدرونز" على خط الحلول الاقتصادية للأزمات الزراعية خبير حقوقي: مشروع قانون الخدمة مصدر إرباك للجهاز الإداري تفعيل مجالس أولياء الأمور.. خطوة لتعزيز الشراكة بين الأسرة والمدرسة 66 ألف طن قمح وشعير خطّة "إكثار البذار" هل تحل الدبلوماسية ملف ودائع السوريين في لبنان؟ المسنّون.. تاريخ طويل من العطاء.. كيف نحافظ على توازنهم النفسي؟ مستقبل سوريا يشرق من حقول الريف