الثورة – سومر الحنيش:
رغم أن الدوري الممتاز بكرة القدم لم يبدأ بعد، ورغم أن الأندية من المفترض أن تكون في ذروة التحضير منذ ما يقارب الشهرين، إلا أن الواقع يقدم صورة مختلفة تماماً، استعدادات متقطعة، وأندية متوقفة تدريباتها، ولاعبون يعيشون قلقاً يومياً بسبب تأخر الرواتب، في مشهد يعكس أزمة مركبة تضرب جسد كرة القدم السورية قبل صافرة البداية.
فوضى مالية
تشهد غالبية أندية الدوري الممتاز أزمة مالية خانقة تتجدد كل موسم، لكن حدتها هذا العام بدت غير مسبوقة، تأخر دفع المستحقات أصبح عادة، ما يخلق توتراً دائماً بين اللاعب والنادي، ويجعل العلاقة مبنية على الوعود أكثر منها على الالتزام،
بعض الأندية مثل الفتوة وعدد من أندية الساحل، متوقفة منذ أكثر من أسبوع، بينما تعيش أندية أخرى حالة من العجز المالي والفني والإداري دفعة واحدة، في ظل ضبابية شكل ومواعيد المسابقة والعوائد المالية المنتظرة منها.
الأندية الأكثر تضرراً هي أندية الساحل التي تعيش حالة فوضى غير مسبوقة، تختلف بشكل واضح عما يحدث في أندية دمشق وحمص وبقية المحافظات، المشكلة هنا ليست فقط مالية، بل تمتد إلى غياب الإدارة الفاعلة، فبعض الأندية لم تشكل إدارة لحد الآن ومنهم نادي تشرين؟!
من يتحمل المسؤولية؟
لا يمكن تحميل الأندية وحدها مسؤولية الفوضى، فمديريات الرياضة والشباب في المحافظات التي يعيش بعضها هذا الانهيار، تتحمل جزءاً أساسياً من المشكلة، باعتبارها الجهة المشرفة، أما المسؤولية الأكبر، فتبقى على وزارة الرياضة والشباب التي عيّنت تلك المديريات، وبالتالي من الطبيعي أن تتحمل نتائج ضعف أدائها.
تطبيق غائب !
تنص المادة (14) من لائحة أوضاع وانتقالات اللاعبين على حق اللاعب بفسخ عقده إذا تأخر النادي عن دفع راتبه لشهرين متتاليين، شرط توجيه إشعار رسمي يمنح النادي مهلة (15) يوماً لتسوية المستحقات، القانون وضع لتحقيق العدالة، لكن الواقع يقول إن الكثير من الأندية تتلاعب بتفاصيله، عبر تقسيم العقود إلى دفعات صغيرة، ما يجعل اللاعب عاجزاً عن استخدام حقه القانوني، اللاعبون بدورهم يخشون المطالبة بحقوقهم خوفاً من التجميد أو الاستبعاد من التشكيلة.
خلاصة القول.. ما يحدث اليوم ليس مجرد أزمة رواتب، بل أزمة إدارة، ورؤية، وتخطيط، ومساءلة، الدوري لم يبدأ بعد، لكن أندية كثيرة تبدو وكأنها أنهت الموسم قبل أن يبدأ، وسط ظروف تُنذر بمستقبل مقلق لكرة القدم السورية، إن لم تعالج سريعاً وبقرارات واضحة تعيد الثقة بين اللاعب والنادي، وبين النادي والجمهور.