زيارة الشيباني إلى سلطنة عُمان.. خطوة جديدة في مسار تعزيز الانفتاح السوري

الثورة – نور جوخدار:

أجرى وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني أول زيارة رسمية له إلى سلطنة عُمان، ضمن مرحلة الانفتاح الدبلوماسي وتطوير الشراكات الثنائية التي تنتهجها الخارجية السورية، إلى جانب تعزيز التنسيق السياسي مع دول الخليج والعالم.

وتكتسب الزيارة أهمية خاصة لكونها تمثّل ملفاً سياسياً متكاملاً يمكن قراءته من زاوية العلاقات العربية-العربية، والسياسة الخارجية السورية، والتحولات الدبلوماسية الجارية في المنطقة.

والتقى الشيباني نظيره العماني بدر بو حمد البوسعيدي، وتبادلا وجهات النظر حول المستجدات الإقليمية والدولية، حيث شدد الوزير البو سعيدي على موقف سلطنة عُمان الداعم للجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، واحترام سيادتها ووحدة أراضيها.

من جانبه، أعرب الوزير الشيباني عن تقدير دمشق لنهج سلطنة عُمان الحكيم وسياساتها المتوازنة، مثمناً دورها الداعم لأمن واستقرار الجمهورية العربية السورية، مؤكّداً تطلّع بلاده إلى توسيع آفاق التعاون وتعميق التنسيق المشترك مع سلطنة عُمان، بما يرسّخ المصالح المتبادلة للبلدين ويُعزز الروابط الأخوية بين الشعبين الشقيقين.

وأضاف الشيباني، لوكالة الأنباء العُمانية أنّ العلاقات السورية-العُمانية علاقات قديمة وتاريخية، قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون البنّاء، كما تربط البلدين علاقات ثقافية وحضارية عميقة شكّلت عبر العقود جسوراً للتواصل المستمر بين الشعبين.

وأشار إلى إننا نتطلع إلى أن تُسهم هذه العلاقات في دعم مرحلة إعادة الإعمار في سوريا في مختلف القطاعات، ولا سيّما القطاعات الاقتصادية والخدمية التي حققت فيها سلطنة عُمان تقدّماً ملموساً، بما في ذلك الموانئ والطرق ومشروعات الربط. وعلى الصعيد الدبلوماسي، نحرص كذلك على الاستفادة من الحكمة العُمانية ومن التجربة الدبلوماسية العريقة لسلطنة عُمان.

السلطنة وسيط محتمل

وحول دلالات الزيارة، أكد الباحث في الشأن السياسي محمد العرسان، أن زيارة الوزير الشيباني إلى السلطنة تأتي ضمن إدراك دمشق للدور الذي تلعبه سلطنة عمان تاريخياً في سياستها الخارجية القائمة على التوازن والحياد، إلى جانب أهميتها الاقتصادية في مرحلة إعادة الإعمار.

وأوضح العرسان في تصريح خاص لـ “الثورة”، أن علاقة عُمان الجيدة مع إيران، تمنحها موقعاً فريداً يمكن من خلاله لعب دور الوسيط السياسي مستقبلاً مع سوريا الجديدة مما يساهم في تخفيف التوتر والتواصل بين الأطراف، ويعزز فرص الاستقرار والأمن في سوريا.

وتأتي هذه الزيارة في سياق سلسلة من الاتصالات والزيارات المتبادلة خلال الأشهر الماضية، حيث تلقى الشيباني في 29 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، اتصالاً هاتفياً من نظيره العُماني البوسعيدي، لبحث سبل تطوير العلاقات وتعزيز التعاون في مختلف المجالات بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.

وفي 11 كانون الأول/ديسمبر الماضي، زار أول وفد عماني دمشق برئاسة المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان، الشيخ عبد العزيز الهنائي، حيث التقى الرئيس أحمد الشرع والوزير الشيباني بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وفي كانون الثاني/يناير الماضي، ترأس وزير الخارجية بدر البوسعيدي، وفد سلطنة عُمان المشارك في الاجتماع العربي الموسع بشأن سوريا في الرياض، بهدف بحث الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق الاستقرار في سوريا، مؤكداً على أهمية العمل المشترك لدعم تطلعات الشعب السوري للمستقبل والمشاركة في صياغة هذا المستقبل، نحو تحقيق الأمن والوحدة والتنمية وإعادة الإعمار ورفع العقوبات الاقتصادية الدولية.

إعادة الإعمار أولوية

منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، حافظت السلطنة على علاقاتها السياسية والاقتصادية مع سوريا بشكل متوازن، كما انحازت إلى قرارات الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، وتمسكت بوحدة أراضيها وسيادتها واستقرارها، كما أبقت سفارتها مفتوحة في دمشق في وقت علقت دول كثيرة علاقاتها.

ونشر معهد “كارنيجي” في 3 شباط/فبراير 2021 تقريراً رأى فيه أن القيادة العُمانية تعتبر إعادة إرساء الاستقرار في سوريا يتطلب الحفاظ على علاقة مثمرة مع دمشق، مؤكداً أن المسؤولين العُمانيين أجمعوا على أنه “لا يمكن إعادة إعمار سوريا على نحوٍ فعّال من دون التوصل إلى حلّ سلمي للأزمة”، وبلا شك أن السلطنة سوف تؤدّي دوراً في إعادة إعمار سوريا مع المجتمع الدولي عند عودة السلام والاستقرار إلى البلاد”.

ورأى الباحث السياسي محمد العرسان، أن رغبة دمشق اليوم تتجه نحو الانفتاح بشكّل أوسع على الدول العربية خصوصاً تلك التي كانت تتمتع بعلاقات جيدة مع النظام المخلوع، مشيراً إلى أن الدور الذي يمكن لعُمان أن تلعبه هنا لا يقتصر على السياسة فحسب، بل يمتد إلى دعم إعادة الإعمار في سوريا، عبر استقطاب الاستثمارات العُمانية في البنية التحتية مثل الطرق والمطارات والموانئ إلى جانب التمويل والمنح.

وأوضح أن هذا يعكس رغبة حقيقية من قبل دمشق في خلق شراكة اقتصادية مع الدول العربية لمرحلة إعادة البناء والإعمار وتعزيز الاستقرار طويل الأجل خصوصاً في ظلّ تدهور الاقتصاد السوري مؤخراً.

اتفاقية النقل الجوي والتبادل التجاري

وفي سياق متصل بالعلاقات الثنائية، صادقت سلطنة عُمان، في 29 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، على اتفاقية النقل الجوي مع سوريا والتي جرى توقيعها في مدينة مونتريال الكندية في 22 أيلول/سبتمبر الماضي، والتي تعدّ تحديثاً لاتفاقية عام 1992، وتهدف إلى تطوير حركة الطيران بين سوريا وعمان وفتح آفاقاً جديدة للتعاون المشترك.

كما شهد مقر الجمعية العامة لمنظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو” رفع العلم السوري في مدينة مونتريال إيذاناً بعودة سوريا لمكانتها الدولية في مجال الطيران المدني.

الجدير ذكره، أن الوزير الشيباني التقى في العاصمة العمانية مسقط وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار السيد قيس اليوسف.

وتناول الجانبان خلال اللقاء سبل تعزيز التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، والتعاون في عملية إعادة بناء سوريا الجديدة.

آخر الأخبار
رئيس الأركان الفرنسي يؤكد ضرورة الاستعداد للحرب لبنان وسوريا يتجهان نحو تعاون قضائي مشترك تفعيل البعثة الدائمة.. كيف تطوي سوريا صفحة "الرعب" ومحاسبة مجرمي "الكيميائي"؟ الأردن يعزز التنسيق مع سوريا لمواجهة تحديات إقليمية ما وراء تصريحات ترامب "حزب الله مشكلة كبيرة".. إلى أين سيُدفع لبنان؟ أجواء فنزويلا خالية من الطائرات.. وعملية عسكرية مرتقبة عون: القمة السعودية - الأميركية تحمل إشارات إيجابية لعودة مسار السلام زيارة الشيباني إلى سلطنة عُمان.. خطوة جديدة في مسار تعزيز الانفتاح السوري عين على الطفولة.. أولى تحدياتنا نفي رسمي للشائعات حول اكتشاف مغارة ذهب في درعا الأسرة في زمن التحولات.. هل تغيّر الحبّ أم تبدّل شكله؟ هيئة الأعمال الخيرية العالمية في سوريا لتدشين مشاريع إنسانية رسالة "سويفت".. خطوة أولى لإعادة التواصل المصرفي مع العالم برايان ماست يدعم إلغاء كامل العقوبات المفروضة على سوريا قواعد اللعبة تتغير في واشنطن.. "قيصر" قاب قوسين أو أدنى من الإلغاء الكامل التفكير الاستراتيجي وصنع القرار... بوابة سوريا نحو إعادة البناء طلاب الثانوية الأحرار بلا اختبار ترشيحي.. ارتياح شعبي وحذر تربوي وزير الإعلام اللبناني: مساعٍ حقيقية بين بيروت ودمشق لتخطي العوائق "سيريا هايتك".. شراكة سورية- أردنية ترسم مستقبل التحول الرقمي الاحتلال يوسع تحركاته جنوباً.. دوريات وتوغلات ورفع للعلم في تل الأحمر