الثورة – عبد الحميد غانم
في خطوة نحو تعزيز التحول الرقمي، يبرز معرض تكنولوجيا المعلومات والاتصالات “سيريا هايتك” ليضع سوريا في قلب شراكات استراتيجية إقليمية.
وتظهر المملكة الأردنية الهاشمية كشريك رئيسي، مقدّمة خبراتها وبنيتها التحتية وكوادرها المتخصصة لدعم مشاريع التكنولوجيا والاتصالات، في مسعى لتسريع بناء كفاءات محلية تمكّن البلاد من نهضة رقمية مستدامة.
وشارك وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الأردني، سامي سميرات، على رأس وفد رسمي يضم نحو 80 شركة أردنية من القطاع الخاص، بافتتاح المعرض الذي يقام في مدينة المعارض بدمشق، خلال الفترة بين 20 و24 من الشهر الجاري، بمشاركة 233 شركة محلية وعربية ودولية.
وعلى هامش المعرض، عقد يوم الجمعة الملتقى السوري-الأردني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وشهد توقيع عدد من عقود الشراكة في مجالات التدريب وتمكين الكفاءات السورية، وتكنولوجيا المعلومات، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني.
وتحدث الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات الأردنية العاملة في مجال التكنولوجيا، كميل قفوري، لصحيفة “الثورة”، عن الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه الأردن كـ”بوابة رئيسية” لدعم سوريا في مرحلة إعادة الإعمار والنهضة، خاصة في مجال التحول الرقمي وبناء الكفاءات.
وأشار قفوري إلى أن زيارة وزير الاتصالات السوري مؤخراً إلى الأردن شكّلت “نقطة بداية وفتحت آفاقاً لرسم ملامح تعاون مستقبلي”، لافتاً إلى عمق العلاقات التي تتجاوز المصالح الاقتصادية إلى أواصر القربى والجوار.
وكشف عن توجه القطاع الخاص الأردني للشراكة مع الجانب السوري لخدمة المؤسسات الحكومية في رحلتها نحو التحول الرقمي، مستفيدين من الخبرات الأردنية المتراكمة، معرباً عن أمله في نقل التجربة الناجحة لمشروع هيئة الطاقة والمعادن الأردنية لخدمة الهيئات الحكومية المماثلة في سوريا.
الذكاء الاصطناعي
رئيس مجلس إدارة مجموعة تجارية قابضة، وليد هنداوي، قال لصحيفة “الثورة”: إن مشاركة مجموعته بالمعرض تهدف إلى تنفيذ “أكبر مشروع” في سوريا لتحديث البنية التحتية للاتصالات، معبراً عن طموح المجموعة للتحول إلى مشغل خليوي في المستقبل.
وأوضح هنداوي أن المجموعة تعمل حالياً مع وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات على تجهيز البنية التحتية لمشاريع “FTTH” (الألياف الضوئية حتى المنزل)، إضافة إلى مشاريع استراتيجية أخرى.
ولفت إلى وجود شركة متخصصة ضمن المجموعة تعمل على إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات الحياة المختلفة، مثل أنظمة الكاميرات والمركبات الذاتية، مشيراً إلى توسع عملهم ليشمل جميع المحافظات السورية بعد مرحلة التحرير.
حلول شاملة
ممثل شركة أردنية تكنولوجية، جهاد تيم، أشار إلى إطلاق فرع للشركة في سوريا قبل نحو شهر، استجابة لاحتياجات السوق السوري لتطوير الخبرات التقنية بعد مرحلة التحرير.
وأضاف أن الشركة تتخصص في مجال شبكات الاتصالات والإنترنت، وتقدّم حلولاً شاملة تشمل المكونات النشطة والبنى التحتية وأنظمة اتصال “IP” المتطورة.
وأفاد بأن الشركة تعتمد على دمج الخبرات الأردنية مع الكوادر السورية، مع التركيز على خدمة المجتمع من خلال تأهيل وتدريب الكفاءات المحلية في مجال التكنولوجيا، مؤكداً أن هذا النهج يأتي انسجاماً مع متطلبات مرحلة إعادة الإعمار.