الثورة – همسة زغيب:
“معًا نبني الوطن 2” عنوان المعرض الذي افتتح اليوم في المركز الثقافي العربي “بلدة فيق”، بمساكن برزة بتنظيم الجبهة الوطنية العربية “مكتب الفنون والأدب”، وإشراف رئيسة المكتب الفنانة حنان محمد.
وجمع المعرض عدداً من الفنانين والفنانات السوريين والفلسطينيين، بالإضافة إلى مشاركات مميزة لضيوف شرف من الفنانين التشكيليين.
ويأتي المعرض في إطار جهود الجبهة المستمرة لدعم الطاقات الفنية وفتح المجال أمام الإبداع الأصيل، ما يعكس إيماناً راسخاً أن الفن ليس مجرد تعبير بصري فقط وإنما وسيلة لبناء الوعي وترسيخ قيم الانتماء والمحبة بين الشعبين الشقيقين.
تحدثت حنان محمد عن المعرض قائلة: “تنبع مشاركتي من حسّ انتمائي لكل قضية إنسانية تُمسّ فيها المساكن والبنى التحتية للمجتمعات. ويأتي نجاح المعرض من كونه نتاجاً جماعياً يعكس وحدة الفنانين في إبداعهم ورسالتهم”.
قدم الفنانون المشاركون أعمالاً تعبيرية تُجسد تجاربهم الشخصية ورؤاهم المبدعة، حيث عرض الفنان براء يونس أربع لوحات تسلط الضوء على قصص أطفال غزة وأبطالها الصغار، موضحاً أنه سعى من خلال ألوانه نقل “صمودهم وإصرارهم على الحياة رغم التحديات”. ويؤكد براء أن الفن بالنسبة إليه رسالة أمل، تتيح له الفرصة لرفع صوت هؤلاء الأطفال، ليصل صمودهم إلى العالم.
أما الفنانة مانويلا الحكيم، فشاركت بثلاث لوحات تتناول أسئلة الإنسان والوطن، الأولى منها بعنوان “مرّك طعمه حلو”، تجسد صرخة امرأة تختبر مرارة الحب والوطن.
وتفتح اللوحة الثانية نافذة قديمة تطل على غصن زيتون، في حوار بين زمن مثقل بالندوب وأفق مُصرّ على السلام. وقدّمت في لوحتها الثالثة احتفالاً بالقوة الداخلية من خلال امرأة متمردة وحصان جامح، لتمثل الحرية التي لا تُروّض.
وفي إطار التضامن الفني والإنساني، عرض الفنان سامر الصعيدي عمل أكريليك بمقاس 130×100، يجسد الجدار الفاصل الذي يمثل معاناة شعبه. ولا يقتصر العمل على تصوير المعاناة، بل يسلط الضوء أيضاً على مئذنة النبي صالح – المسجد الأبيض في الرملة، المدينة التي تحمل ذكرى الأجداد، كما يقدم من خلاله شهادة بصرية عن الهوية والصمود الفلسطيني، مشيراً إلى أن الفن هو الذاكرة الحية التي تظل حاضرة رغم محاولات طمسها.
تعكس الأعمال الفنية تنوعاً إنسانياً عميقاً، حيث يبرز المعرض كمساحة مفتوحة لقصص وتجارب متداخلة تتقاطع حول الوطن والإنسان والحلم بالسلام. ويأمل القائمون عليه أن يشكل خطوة جديدة في دعم الفن السوري والفلسطيني، وتقديم طاقات مبدعة تستحق أن تُسمع وتُرى في عالم يقدر الفن والإنسان في آن واحد.
من بين الأعمال الأخرى التي لاقت إعجاباً خاصاً في المعرض، لوحة بعنوان “أمل في الظلام” للفنانة سناء إبراهيم، التي جسدت تداعيات النزوح من خلال رمزية الظلال والضوء.
يقول أحد الزوار: “شعرت أن اللوحة تتحدث عن معاناتنا جميعاً في ظل التحديات الإنسانية في حياتنا”.