ثورة أون لاين: كما لم يفعلوا من قبل وتجاه أحد آخر، فقد صم الأميركيون آذان العالم لكثرة ما أسمعوه نقداً وسخرية وتجريحاً علنياً بالمعارضة «المعتدلة»، بدءاً بالرئيس أوباما حين أسماها فانتازيا، مروراً بوزير دفاعه حين لم يجد بينها سوى 58 «معتدلاً»،
وصولاً إلى الناطق باسم البيت الأبيض حين أعلن أول أمس أن مشروع تدريبها الأميركي فشل فشلاً ذريعاً، وهي التي ما إن أعلنت نفسها قبل أربع سنوات ونيف حتى استقطبوها وتبنوها، وأوعزوا إلى من يمولها ويسلحها ويمررها إلى أرضنا، وحتى بتنا نشفق عليها لكثرة ما أهانها حلفاؤها وركلها ساداتها واشتروها وباعوها.. ماذا يريد الأميركيون؟
هل يعاقبونها لعجزها عن توفير الحد الأدنى من مشروعية استقطباهم لها واعتبارها في سياساتهم؟! لكن، هل كانت تملك أكثر من ذلك، وهي اللقيطة أو المفبركة في اللحظات الأخيرة من دهر المعارضات السياسية؟!
أم يعاقبون رعاتها في المنطقة لسوء تصنيعهم لها وتوضيبها وفق المواصفة الأميركية؟! لكن هل يملك هؤلاء القدرة على تصنيع وتوضيب ما لا يصنعون أو يفهمون أو يديرون؟
من عادة أميركا أن تسقط وتهمل الأشياء التي لا تستفيد منها سياسياً وإعلامياً فور اكتشاف خوائها.. فلماذا يواصلون الضرب في جثتها؟
أتوقع سبباً ما، لم يحن وقت استخدامه بعد، وراء جور الأميركيين المتواصل على ما يسمونه اعتدالاً في المعارضة السورية.. منذ جعلوا منه بساطاً أسود كي تصل أحذيتهم نظيفة إلى ما يضمرون الوصول إليه، فاحزروا ما هو.. أو واصلوا البكاء على الاعتدال!!
خالد الأشهب