ثورة أون لاين :
لم يكن هنري كيسنجر ليخطىء حين وصف وجود النفط في شبه جزيرة العرب بأنه خطأ جيولوجي لا سبيل إلى إصلاحه.. لو لم يكن حكام هذه الجزيرة على شاكلة آل سعود..
وإلا فكيف يفسر المرء وجود كل هذه الثروة إلى جانب كل هذه البربرية الهمجية ليكون الناتج الأخير من اجتماعهما هو القاعدة وداعش والنصرة وغيرها؟
الإخبارية الأميركية «بلومبيرغ» كشفت أول أمس أن الولايات المتحدة صدرت قبل أيام فقط أول شحنة من نفطها بعد حظر تصدير دام أربعين سنة، مع أنها في مقدمة مكتشفي النفط ومنتجيه عبر التاريخ، وبما يعني أن نفط الجزيرة العربية لم يكن ليذل أميركا ويلوي ذراعها كما يتوهم الأعراب، وبأن الاكتفاء الذاتي الأميركي منه لم يكن ليعني العزوف عنه، بل إعادة تدوير أمواله إلى أسلحة وذخائر يشتريها آل سعود مقابل فائض مال النفط بعد رفع سعر برميله حينذاك من عشرة إلى مئة دولار!!
فلماذا تبحث أميركا عن الديمقراطية في جزيرة العرب إذا كانت قادرة على صرف البربرية فيها إلى مليارات الدولارات في بنوكها نفطاً مجانياً مستورداً وسلاحاً مباعاً وودائع متراكمة تصرف عند الطلب، ولماذا لا تستثمر في الوهابية والوهابيين فتحولهم إلى قتلة ومجرمين ومرتزقة بالمجان أو برأسمال بخس.. ليس أكثر من عقيدة فاسدة وولاة أكثر فساداً؟
دون نقطة دم واحدة ودون صرف دولار واحد تبيع أميركا وتشتري وتؤجر وتستأجر عبر الوكيل الحصري السعودي الذي ينتج إرهاباً أكثر مما ينتج نفطاً.. ثم يرسل «الخراج» كاملاً إلى أميركا ؟؟
خالد الأشهب