على الرغم من تمديد قرار تم ترخيصه مرتين.. معمل العصائر الوحيد بطرطوس توقف.. والمطالبات لم تلق آذانا صاغية !!
الثورة – طرطوس – ربا أحمد:
في هذه الفترة من العام وعندما يثمر موسم الحمضيات ويفيض عن موائد السوق المحلية تكثر النداءات بأهمية إحداث مصنع للعصائر في المنطقة الساحلية عامة ومحافظة طرطوس خاصة.
ولسان حال الفلاح دائماً أن إنتاج موسم الحمضيات لا يجد تصديراً يحمي تكلفة إنتاجه، ولا سوقاً محلية تستوعب تصريفه، ولا منشآت اقتصادية تستثمر بعضاً من كميته، ومنذ أعوام طويلة والفلاح بمحافظة طرطوس يطالب بمعمل عصائر طبيعي في المحافظة من دون استجابة. فلماذا لم تتم الاستجابة إلى الآن؟
مدير الصناعة المهندس عمار علي أوضح لـ “الثورة” أنه لا يوجد ضمن خطط وزارة الصناعة إقامة معمل للعصائر بطرطوس، وإنما تم تأجيله في محافظة اللاذقية، والمديرية دائماً تطالب بإنشاء هذا المعمل سواء في طرطوس أم اللاذقية، ولكن إلى اليوم لا يوجد شيء يخص طرطوس إطلاقاً بهذا الأمر، باستثناء الموافقة التي أعطيت منذ خمسة أعوام لمستثمر معمل عصائر طبيعي في منطقة الصفصافة ولم ينجزه إلى اليوم.
وحول وضع معمل العصائر المتوقف أشار مدير فرع هيئة الاستثمار المهندس هيثم مصطفى إلى أنه تم الترخيص منذ عام 2017 لمعمل عصائر في منطقة الصفصافة بقيمة 50 مليون ليرة، ولكن مازال المعمل قيد الإنشاء، ولم يبن المستثمر سوى هتكار فقط، والهيئة مددت قرار الترخيص مرتين بهدف الحفاظ على المصنع وتقديم التسهيلات اللازمة له، ولكن المستثمر المغترب يبدو انه لم يعد جاداً ولم يكمل عمله وهو الآن مسافر، والتكلفة اختلفت كلياً، مشيراً إلى أنه بالمقابل لم يرد أي طلب آخر لإنشاء أو ترخيص لمعمل عصائر آخر بالرغم من توفر جميع التسهيلات اللازمة.
من ناحية أخرى وحول إمكانية تشجيع المستثمرين ضمن الاتفاقيات التجارية لإنشاء معمل عصائر من قبل غرفة تجارة وصناعة طرطوس، أشار مدير الغرفة محمد العجي إلى أنه خلال الزيارة الأخيرة لوزير الصناعة إلى المحافظة طرحت الغرفة جملة من المشكلات والصعوبات التي يواجهها كل من يرغب بإقامة منشآت صناعية وكل من يستثمر في هذا القطاع، كما تقدموا بالمقترحات اللازمة لمعالجتها، وكان من ضمنها ضرورة وأهمية ارتباط المنشآت الصناعية بما تنتجه المحاصيل الزراعية في المحافظة وأهمها زيت الزيتون والحمضيات، وبالتالي أهمية أن يتم إنشاء مصنع لبودرة وحبيبات الحمضيات وهي المادة الأساسية التي تستورد من عدة دول بالعالم منها البرازيل لمعامل العصير، وتحويل من معمل لإنشاء العصير الطبيعي لمادة الحمضيات إلى معمل لإنشاء مادة النكتار المهمة وهي الأساس في معامل العصير والتي تستورد من الخارج لتحويل هذا المنتج من منتج محلي إلى منتج مطلوب عالمياً ويتم تصديره للخارج مع مراعاة خصوصية المحافظة عند إصدار البلاغات الحكومية، لتسهيل إقامة هذه المعامل.
ويأمل العجي أن تجد المقترحات آذاناً صاغية من قبل وزارة الصناعة كون جميع البلاغات تمنع إنشاء صناعات تستثمر المحاصيل الزراعية الغنية بمحافظة طرطوس.