الثورة – متابعة رولا عيسى:
علمت صحيفة الثورة أن الوفد الاقتصادي السوري برئاسة وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور نضال الشعار، بدأ أولى زياراته الرسمية في تركيا، واجتمع مع مسؤولي وزارة التجارة التركية. اللقاء كان فرصة هامة لتبادل وجهات النظر حول آليات تطوير السوق المحلي السوري وتعزيز السياسات التجارية التي تدعم المنتجات السورية في الأسواق العالمية.
أبرز النقاط التي تم تناولها كانت تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات السورية في عدة مجالات حيوية، مثل الزراعة، الصناعات الغذائية، والملابس.
تحديات مشتركة وسبل الحلول
النقاشات بين الطرفين لم تقتصر على تطوير العلاقات التجارية وحسب، بل تمَّ خلالها أيضاً مناقشة التحديات التي تواجه الشركات السورية في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، التي تعوق الوصول إلى الأسواق العالمية. كما تمَّ استعراض كيفية تسهيل العمليات التجارية بين سوريا وتركيا والدول الصديقة، بهدف تعزيز التعاون التجاري في المنطقة وتحقيق الاستفادة المشتركة.
الزيارة تشمل توقيع مجموعة من الاتفاقيات الهامة التي من المتوقع أن تحدث تحولاً في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وذلك ضمن 10 اتفاقيات وبرتوكولات تعاون مشترك سيتفق عليها، تشمل جوانب متعددة من التعاون الاقتصادي والتجاري. هذه الاتفاقيات تهدف إلى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، توفير فرص عمل، وتسهيل الاستثمارات الخارجية، بالإضافة إلى توسيع نطاق التبادل التجاري بين البلدين، وبخاصة في القطاعات التي تتمتع فيها سوريا بميزة تنافسية. أحد المجالات البارزة التي تم التركيز عليها كان قطاع الطاقة، وسيتم توقيع اتفاقيات خاصة بتطوير الطاقة المتجددة، وهو مجال يشهد اهتماماً متزايداً من قبل الدول في المنطقة نظراً لأهميته في الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
شراكات تجارية جديدة وتوسيع الأسواق
من بين أبرز الخطوات التي سيتم اتخاذها خلال الزيارة، هي الاجتماعات التي ستعقد مع اتحاد التجارة التركي، الذي يضم عدداً من أبرز رجال الأعمال والمستثمرين في تركيا، وستتم مناقشة سبل تعزيز الشراكات التجارية وفتح أسواق جديدة للمنتجات السورية في الأسواق التركية والعالمية، وسيكون لاتحاد التجارة دور كبير في تسهيل العمليات التجارية، وتعزيز التعاون بين الشركات السورية والتركية في مختلف المجالات.
كما تم التطرق إلى دعم القطاع الخاص في سوريا وتقديم التسهيلات اللازمة لتوسيع نشاطات القطاع، بما يساهم في تقوية الاقتصاد الوطني السوري. ويأتي ذلك في إطار محاولات تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات السورية على المستوى الإقليمي والعالمي.
تعميق العلاقات الاقتصادية
وفي منشور له عبر منصة (X)، أشار وزير التجارة التركي، عمر بولاط، إلى أن المشاورات مع وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور نضال الشعار كانت شاملة وتركزت على تعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وقد تمَّت مناقشة العديد من فرص التعاون في عدة مجالات، مثل التبادل التجاري الثنائي، الاستثمارات، وإعادة إعمار سوريا، كما تم توقيع بروتوكول إنشاء اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة بين تركيا وسوريا، المعروفة بـ “ETOK”، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال التنمية الإدارية والحوكمة.
وصرح أن هذا التعاون سيشمل أيضاً تأسيس مجلس الأعمال التركي السوري، الذي سيتم توقيعه في إسطنبول، بهدف إنشاء منصة دائمة لتعزيز التعاون بين الشركات ورجال الأعمال من البلدين.
الآفاق المستقبلية
من خلال هذه الاتفاقيات، يتوقع أن تشهد العلاقات الاقتصادية بين سوريا وتركيا نهضة ملحوظة، وستفتح هذه الشراكات مجالات جديدة للتعاون في إعادة إعمار سوريا، والبنية التحتية، والطاقة، مما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة، إضافة إلى ذلك، تساهم هذه المبادرات في تعزيز السلام والاستقرار بين البلدين، وتحقيق الازدهار الاقتصادي في المنطقة بأسرها، بناءً على الروابط التاريخية والثقافية المشتركة بين الشعبين السوري والتركي.