الثورة – وفاء فرج:
تواجه الصناعة السورية، ولاسيما القطاع النسيجي الكثير من العقبات والصعوبات، رغم كل الجهود المبذولة حالياً، والتي أكدها عضو لجنة صناعة التريكو في غرفة صناعة دمشق وريفها نزيه شموط.
ونوه بأهمية ما تبذله وزارة الاقتصاد والصناعة، وعلى رأسها الوزير الدكتور محمد نضال الشعار، سواء من خلال الزيارة الأخيرة إلى تركيا في إطار دعم سوق العمل السوري، أو عبر اللقاءات المهمة التي عقدت مؤخراً في محافظة حلب مع غرفتي التجارة والصناعة، وما تخللها من تصريحات إيجابية حول تخفيض أسعار حوامل الطاقة وتحفيز الإنتاج الوطني، إلا أن الواقع الصناعي في سوريا لا يزال يواجه تحديات عميقة ومتراكمة لا تحتمل التأجيل.

ولفت إلى أن كلف الإنتاج ما زالت مرتفعة إلى حد يفقد الصناعة الوطنية قدرتها على المنافسة وأسعار حوامل الطاقة رغم النوايا المعلنة بتخفيضها لا تزال تشكل عبئاً ثقيلاً على التشغيل، فيما تغرق الأسواق المحلية ببضائع مستوردة ومهربة بعضها لا يراعي أدنى معايير الجودة أو الرقابة ما يضعف من حضور المنتج السوري في سوقه.
وبحسب شموط- إن الأسواق المجاورة لا تزال مغلقة أمام المنتجات السورية رغم أن سوريا فتحت أسواقها لمعظم دول العالم من دون قيود، وعلى سبيل المثال الأردن التي تمنع دخول الألبسة والنسيج السوري بينما يدخل إلى سوريا يومياً أكثر من 3000 طن من الإسمنت الأردني، وتحقق أيضا مليارات الدولارات عبر الترانزيت الذي يمر عبر أراضيها من ميناء العقبة إلى الأراضي السورية، في حين يمنع الصناعي السوري من الوصول إلى هذه الأسواق.
وتساءل شموط، إن كان هذا هو التوازن التجاري الذي نطمح له، وإذا كان من العدل أن تفتح أسواقنا بالكامل بينما تغلق الأبواب في وجوهنا؟!.
ويرى أنه في ضوء ذلك، نرى أن المرحلة الحالية تستدعي تحركات عملية عاجلة على عدة محاور أبرزها.. فتح الأسواق المجاورة وخاصة تركيا والأردن والعراق أمام المنتجات السورية ضمن اتفاقات عادلة ومتوازنة، وتطبيق المعاملة بالمثل مع كل دولة تقيد دخول بضائعنا، وتنفيذ فعلي وسريع لقرارات تخفيض كلف الطاقة من الفيول والغاز والكهرباء، وتعزيز مشاركة المنتج السوري في المعارض الدولية وتنظيم بعثات ترويج خارجية، وفرض رقابة صارمة على جودة المستوردات ومكافحة التهريب من داخل السوق المحلي، ووضع حوافز تصديرية فعالة تعيد حضورنا إلى الأسواق الإقليمية والدولية.
وأكد شموط أن سوريا لا تزال تمتلك طاقات صناعية حقيقية وآلاف المعامل والورش التي أثبتت قدرتها رغم الحرب والحصار، لكنها اليوم بحاجة إلى قرارات حازمة تدعم استمرارها وتحفظ مكانتها وتمنع خروجها من المشهد.