الثورة- منذر عيد:
أي خيارات تطرق أبواب الكرملين مع بقاء أربعة أيام على انتهاء مهلة العشرة أيام التي أعطاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى موسكو لإيجاد حل للوضع في أوكرانيا وإنهاء الحرب فيها، وأي دروب قد ترسمها زيارة مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إلى العاصمة الروسية المرتقبة الأربعاء أو الخميس المقبلين، وهل يتكرر سيناريو إسرائيل وإيران، والتدخل الأميركي، أم أن وجه الشبه والمقاربة غير واردة في موضوع روسيا وأوكرانيا؟ كثيرة هي الأسئلة والتحليلات والتوقعات، فهل هي كذلك خيارات موسكو إزاء التهديد الأميركي للهروب أو لاحتواء الموضوع أو للتوصل إلى حلول وسط؟.
في يوم الثلاثاء 29 الشهر المنصرم هدد ترامب بفرض عقوبات جديدة على روسيا، حال عدم إنهاء القتال في أوكرانيا خلال الأيام المقبلة، وقال إن المهلة التي منحها لروسيا قبل فرض العقوبات ستكون 10 أيام ابتداءً من اليوم (الثلاثاء)، وإلا فإنه سيرد بفرض عقوبات تشمل رسوما جمركية على روسيا وعلى الدول التي تشتري النفط منها بنسبة مئة بالمئة، لترتفع وتيرة تهديدات ترامب عقب حرب كلامية بينه وبين الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف،العضو الحالي في مجلس الأمن الروسي،الذي لوح بقوة الترسانة النووية الروسية في تهديد مباشر لواشنطن، ليعلن الرئيس الأميركي نقل غواصتين نوويتين باتجاه المياه الروسية، في رسالة من المؤكد أن فحواها وصل إلى أصحاب القرار في الكرملين، وهو ما بدا من خلال التزم ميدفيديف الصمت، وتخفيف الكرملين حدة نبرته التهديدية.
إن المؤكد أن زيارة ويتكوف لن تكون بروتوكولية، بل إنها تعكس تحوّلا في أسلوب إدارة ترامب للأزمة،حيث تنقل العلاقات الروسية – الأميركية من ضفة الوعود السابقة التي وعد بها ترامب بتحسين العلاقات مع موسكو، إلى ضفة الضغوط وفرض العقوبات، واحتمالية ذهاب واشنطن أبعد من ذلك وزيادة إمدادات الأسلحة لأوكرانيا في حال فشل العقوبات، ولينقض الوعود التي قطعها ترامب لناخبيه بعدم القيام بذلك، ليكون السؤال هل يقدم ترامب على مالا يتوقعه أحد؟.
يقول “فريدفليتز”، الذي عمل في مجلس الأمن القومي الأمريكي خلال الولاية الأولى لترامب، إن “ترامب قد كسر قواعد مؤسسة السياسة الخارجية”، ليعتبر إدوارد فرانتز،المؤرخ بجامعة إنديانا بوليس الأمريكية،أن نهج ترامب قد لا يكون الطريقة الأكثر عملية لإدارة الدبلوماسية؛ نظراً لأن ترامب لا يضع في اعتباره أن الدبلوماسية قد تكون أشبه بـ”مباراة كرة القدم” التي تحتاج أحياناً إلى التعادل وليس بالضرورة الفوز، الأمر الذي يجعل الجميع يتوقع أن يقدم ترامب على أي أمر خارج المألوف، وبما يكسر القواعد الدبلوماسية، خاصة مع طبيعة ترامب المتقلبة، ولغته الصارخة، وتحركاته غير المتوقعة، وتطلعه لتحقيق إنجازات سريعة.
هل يقدم ترامب على التدخل في القضية الأوكرانية، كما فعل في المواجهة بين إسرائيل وإيران في حزيران الماضي، أم أن وجه المقاربة بين الحالتين بعيد جدا، وما هو ممكن في القيام به تجاه إيران صعب الحدوث على الجبهة الروسية، الأمر الذي أكده مدفيديف،بقوله إنه يحب أن يتذكر ترامب بأن روسيا ليست إسرائيل أو إيران ولغة الإنذارات تمثل خطوة نحو الحرب، كل ذلك يجعل ويتكوف في مهمة صعبة وفي سباق مع تهديدات ترامب، عله يصل إلى خط المهلة عشرة أيام وبيده “قصبة الحل”.