الثورة- منهل إبراهيم:
تحول المشهد السوري إلى نقطة استقطاب عالمي واهتمام كبير منذ سقوط نظام الأسد، وبرزت سوريا في ضوء التحديات والتدخلات الخارجية كما لو أنها رقعة شطرنج معقدة، تتحرك فيها الحكومة السورية بكل حذر وحنكة دبلوماسية ضمن أطر محلية وإقليمية ودولية، وضوابط تسعى من خلالها لحل جميع المشكلات الداخلية والخارجية، لإنهاء معاناة السوريين، ورأب الصدوع، وإنعاش الاقتصاد عبر جذب الاستثمارات والفرص الاقتصادية، وتسعى لتجنب الحروب والعرقلة لمشاريع التعافي والعودة إلى مسار التنمية وإعادة الإعمار في سوريا.
وكشفت مجلة “فوربس” Forbes الأميركية أن أحد أهم أسباب عرقلة مستقبل سوريا هو التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية.. ووصفت “فوربس” السيد الرئيس أحمد الشرع بأنه رجل دولة براغماتي.
وبحسب المجلة الأميركية فإن الرئيس الشرع يسعى إلى استعادة الأصول السورية المجمدة بقيمة 400 مليون دولار، وتثبيت دولة مركزية قوية.. وتشير “فوربس” إلى أن تكلفة إعادة إعمار سوريا تقدر ما بين 250 و500 مليار دولار، وهذا يتطلب مشاركة واسعة من القوى الغربية والخليجية، لن تتحقق -وفق التقرير- من دون تحقيق استقرار في واقع البلاد.
وتؤكد المجلة الأميركية أن واشنطن تهدف إلى المساعدة على انتقال سياسي منظم في سوريا يمنع عودة “داعش” ويمنع عودة النفوذ الإيراني، مع خطط لتقليص وجودها العسكري وقواعدها في سوريا.
وفي هذا الصدد شدد المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك في وقت سابق على أن “الطريق إلى الأمام بيد السوريين”، داعياً إلى الحفاظ على الهدوء وسلوك طرق الحوار”.
وأضاف باراك أن سوريا تستحق الاستقرار، قائلاً “السوريون يستحقون السلام”.. أما بالنسبة لبريطانيا فهي من وجهة نظر الصحيفة تدعم الاستقرار والشرعية السياسية والحكومة الجديدة في سوريا.
وأوضحت “فوربس” أن إسرائيل تريد سوريا دولة ضعيفة وغير قادرة، ولذلك نرى التدخلات الإسرائيلية كثرت بعد سقوط النظام المخلوع.. وبالنسبة لإيران ترى المجلة الأميركية أنها تهدف للحفاظ على ممر بري لحزب الله، وتبحث عن بدائل بعد فقدان سيطرتها على الممر عقب سقوط نظام الأسد.
وفي الطرف الآخر الداعم لدمشق تشير “فوربس” إلى سعي دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات إلى دعم جهود إعادة إعمار سوريا، ورصد استثمارات ومبالغ مالية كبيرة، في مشاريع البنية التحتية والطاقة، والموانئ، ودمج سوريا في شبكات التجارة الإقليمية.
ولفتت المجلة الأميركية إلى أن الصين تنتظر عقود إعادة الإعمار ضمن مبادرة “الحزام والطريق” بتكلفة تتراوح بين 250 و400 مليار دولار، وتتعامل مع جميع الأطراف المعنية من دون قيود.. وبالرغم من قسوة الظروف وتعقيدات الواقع السوري، في ظل محاولات خارجية خبيثة لاستثمار الأوضاع الداخلية وضرب أسس التنمية والاستقرار التي تتبلور بشكل واضح في سوريا، تسعى الحكومة السورية للتعاون مع جميع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية لتثبيت حالة الاستقرار في سوريا الجديدة، ونبذ وإنهاء الحالات الشاذة التي تعرقل مستقبل السوريين.