ثورة أون لاين- أحمد ضوا : فضحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ما يسمى «المعارضة الخارجية» بقولها: إن «مجلس اسطنبول لم يعد يمثل المعارضين السوريين»، وبينت أن هذه التجمعات ما هي إلا مرتزقة يتاجرون بدماء الشعب السوري.
فحوى تصريح كلينتون مفاده أن «مرتزقة اسطنبول» انتهى دورهم، والمرحلة القادمة بحاجة الى عملاء من نوع آخر من أمثال «الفار رياض حجاب» لضمان حصول الولايات المتحدة على شيء من الفتات بعد وصول ادارة أوباما الى قناعة واضحة بأنه ليس بالامكان إسقاط الدولة السورية.
من المؤكد ان كلينتون تبحث عن تحقيق مصالح بلادها، ولا يهمها افتضاح أمر معارضة اسطنبول أو غيرهم، وهذا الامر من طبيعة سياسة الولايات البراغماتية، ولكن من يجب عليه الوقوف عند تصريح كلينتون أولئك السوريون الذين لا يزالون بعتقدون أن ما يسمى «المعارضة الخارجية» تهتم لمستقبل سورية، وأنها ليست مجرد مرتزقة يستفيدون من إزهاق أرواح السوريين وتدمير مقدرات سورية.
في كل أنحاء العالم، المعارضة يجب أن تكون وطنية، وليس لها أي ارتباط مع الخارج، وكل «معارضة أو معارض» يكون له ارتباطات خارجية أو يتلقى تمويلاً من الخارج يصنف قانونياً بالعميل أو المرتزقة أو المتآمر.
وبالعرف الاجتماعي والأخلاقي السوري الضارب عميقاً في التاريخ كل سوري يمد يده أو يتلقى دعماً من العدو أو ممن يدعم العدو هو عميل ومرتزق ومتآمر علي الوطن، عقوبته شديدة جداً.
إن ما صرّحت به كلينتون فيما يخص مجلس اسطنبول وأولئك المعارضين الذين تبحث عنهم ليكونوا بديلاً من هذا المجلس دليل كاف وموثق على تورط هؤلاء المعارضين بجرم «العمالة والمرتزقة والخيانة»، ومن واجب جميع السوريين بغض النظر عن «موقفهم السياسي» المطالبة بمحاكمتهم – ولو غيابياً – على خيانتهم وطنهم ومساهمتهم في تدميره والمتاجرة بدماء الشعب السوري.
،بمقابل ذلك يجب على جميع السوريين وخاصة أولئك الذين لهم مواقف سياسية وطنية معارضة البحث عمن يمثلهم داخل الوطن، ويعبّر عن آرائهم ومواقفهم بما يخدم تعزيز قوة سورية في مواجهة المعركة التي تخوضها ضد قوى إقليمية ودولية استعمارية وبما يضمن عودة الأمن والاستقرار الى ربوع الوطن الذي يعدّ الاساس لبناء سورية جديدة تكون فيها الساحة مفتوحة لجميع القوى السياسية على أسس وطنية وديمقراطية.
من المؤسف جداً أنه بعد عام وعشرة أشهر تقريباً لا تزال سورية تعاني وتستنزف بأيدي بعض من أبنائها الذين رغم اتضاح الصورة أمامهم لم يجدوا طريق العودة الى جادة الصواب، تتحكم بهم أحقادهم ونزواتهم الشخصية ومصالحهم وجهلهم برسالة الإسلام.
إن كلينتون فضحت مجلس اسطنبول علناً، فأميركا هي من تشكل «المعارضة الخارجية»، وهي من تفككها، ومن يضع يده بيد داعمي أعداء الشعب السوري فلا أمل منه، سواء كان من المعارضة أو غيرها.
Adam.dawa@yahoo.com