ثورة أون لاين – ميساء الجردي:
إعادة بناء الإنسان … وملفات من عمق الأزمة
مواضيع وملفات عديدة تعمل عليها مؤسسة أحفاد عشتار التي تأسست عام 2014 بهدف ضمان دور المرأة بكل المراحل لبناء ثقافة جديدة ولاسيما ما بعد الأزمة لما لها من دور في إنقاذ الوطن والمجتمع والعائلة. فقد أكدت الدكتورة أيسر ميداني مديرة المؤسسة على ضرورة تسليط الضوء على التاريخ وعلى مشكلات الهجرة والمتاجرة بالأشخاص، وتعريف الناس من هو العدو ومن هو الصديق وبخاصة فئة الشباب الذين يعتقدون بحقيقة ديمقراطية الغرب. وتمكين المرأة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا. من خلال التعريف بصمودها وتضحياتها بكل حالاتها لافتة إلى أهمية دور الثقافة في إعادة الحياة إلى ما كانت عليه قبل الأزمة باعتبارها ضمانا لوجودنا وهويتنا وتراثنا ومبينة أنه بالرغم من الأوضاع الصعبة التي نعيشها إلا أن الفعاليات الثقافية والأنشطة الاجتماعية ما زالت موجودة ومستمرة..
صور من الواقع
توضح ميداني الوجه الآخر للديمقراطية الغربية، وتركز في ندواتها ومحاضراتها على الأعمال التي قامت بها تلك الدول وبخاصة فرنسة لدعم الصراع والقتل والتشريد في سورية،ودعم الطائفية. وكيف كرست لذلك كل طاقاتها ومراكز البحوث والصحافة والإعلام التلفزيون والإنترنيت والساحات والمنابر في كل المدن الفرنسية، لهدف واحد وهو تخريب عقول الشباب السوري من الدارسين لديها والمهاجرين والجاليات والعربي بشكل عام تجاه بلاده. وعليه تبين مديرة عشتار جوانب من عمل المؤسسة في التوعية والتنبيه للمخاطر الثقافية والاجتماعية الناتجة عن هذا العدوان، وحقيقة الحرب على سورية، من خلال استضافة مفكرين وقادة متقاعدين وشخصيات بارزة فرنسية وأوروبية ممن لهم مواقف ايجابية تجاه سورية، ودفعوا ثمنا باهظا لمواقفهم الإنسانية ليتحدثوا بالوثائق على حقيقة ما تم تدبيره لسورية وللمنطقة العربية بشكل عام.
من أجل المرأة والطفولة
ملفات عديدة بدأت مؤسسة أحفاد عشتار بالعمل عليها بالتعاون مع شركاء وطنيين وفي مقدمتها مساعدة الجرحى من الجيش العربي السوري لتحقيق استقلالية اقتصادية من طريق مشاريع صغيرة، نساعدهم في الوصول إليها وتنفيذها. ليأتي ملف إعادة الأطفال إلى طفولة حقيقة بريئة وتحيق تجانس فكري شعبي أهم ملف من خلال المطالبة بتعديل بعض بنود قانون الأحوال الشخصية التي تتعلق بالمرأة والطفولة، وذلك نتيجة لما أفرزته الأزمة من عدد كبير من النساء المعيلات وجدن أنفسهن مسئولات عن عائلة كبيرة بعد فقدان الزوج أو المعيل، ويعشن حالة مادية مزرية، لأن القانون لا يعطيهم صلاحية رب الأسرة، ولا تستطيع هذه المرأة التصرف بأموال زوجها أو نقل أطفالها من مكان إلى آخر، بالإضافة لمشكلات الإرث، والتعامل مع البنوك. هذه الحالات الكثيرة والشديدة والتي يتناقض وجودها مع النص الدستوري الذي يقر المساواة بين الرجل والمرأة. كانت في ظل الظروف الراهنة سببا مباشرة لتشرد الكثير من الأطفال والتسول والدخول في شبكات غير أخلاقية وأعمال الدعارة وغيرها من أمور اجتماعية تدمي القلب.
مليون ونصف معاق
تشير ميداني إلى العديد من الأمور التي يجب العمل عليها بكل الطاقات، والأخذ بها مع عملية البناء والإعمار.نظرا لكثرة انتشارها وخطورتها، ومن ضمنها معالجة التحديات التي يواجهها أكثر من مليون ونصف معاق خلفتهم الحرب على سورية. معالجة مشاكل الشباب والهجرة، والعمل على ملف الموفدين الذين لم يعودوا إلى الوطن، ومشكلة تغييب القيم وضياع الكثير من مقومات الانتماء، وضرورة التركيز على الإيفاد إلى الدول الصديقة لكونها ليست استعمارية ولا تريد خلق جيل يعادي وطنه. وتنوه إلى تحديات أخرى تتعلق بقضايا الاغتصاب وصيد الأطفال والقاصرات لتجنيدهم في شبكات الغلمان التي تمول من قبل دول الخليج لتشويه صورة الشعب السوري.
قضايا أخرى
الهدف الأساسي لأحفاد عشتار هو التوعية والتصدي لتحديات الأزمة وتحديات إعادة الأعمار من الناحية الفكرية والاجتماعية، والتركيز على المواطنة والانتماء فكان النادي السينمائي والتركيز على عرض الأفلام السورية الوطنية، مع التركيز على فتح باب الحوار والنقاش فيما طرحه الفلم وذلك لشحذ فكر الشباب وتسليط الضوء على السينما الملتزمة.