ثورة أون لاين:
ضمن أعمال صدقي إسماعيل التي لم تنشر سابقاً عثرت السيدة عواطف الحفار إسماعيل على كتابه قصائد الخالدين وحققته ونشر ضمن منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب.
قدم للكتاب الدكتور حسام الخطيب بقوله: خلف الأديب المفكر الراحل صدقي إسماعيل تراثاً فائقاً من جميع وجوهه في مختلف المجالات المعرفية ذات الطابع الفكري والأدبي والسياسي والاجتماعي, وكان مجلسه في منزله وفي المنتديات العامة مثالاً لما يتوقع من المثقف الملتزم والمراهن على القيم القومية والمعرفية والكرامة الإنسانية وعلى الرغم من تركيزه على الثقافة العربية فإنه كان ذا نظرة ثاقبة فيما يتعلق بالقيم والأخلاقيات على امتداد الإطار العالمي.
أضف إلى ذلك أنه كان مثالاً للأدب واللطف وكان غزير الاضطلاع والثقافة وفي الوقت نفسه كان مناضلاً أبياً ومعتداً بنفسه ومجتمعه وانتمائه العربي وإلى حد كبير على امتداد الإطار العالمي والإنساني.
وباختصار كان أنموذجاً للمثقف الملتزم الذي وهب نفسه لخدمة وطنه ومستقبل أمته العربية.
أخيراً وكما يقول الخطيب: يحسن أن نسجل لصدقي جمال لغته المترجمة وصفاءها إلى جانب دقتها وحسن انتقائه للنصوص المترجمة وليس ذلك أمراً سهلاً وأسمح لنفسي أن أعترف أن صدقي في معظم ما كتبه كان يبرهن بالوعي وإلى حد ما بالسليقة أن الإبداع المنشود هو الجمع بين الحسنين: الجمالية ونصاعة الهدف وما نظن إلا أنه شخصياً فارسهما المجلّي وحامل الراية.
مختارات من الكتاب
الكسندر بوشكين
ينتمي بوشكين إلى المدرسة الروما نتيكية التي تتميز بحرارة الأداء والروح الغنائية واللجوء إلى الرمز المثير في التعبير عن المشاعر.
ولد بوشكين في موسكو عام 1799 وبدت عليه علائم النبوغ في دراسته وتلقى أفضل دراسة في روسيا حيث حصل على شهادات كبيرة كانت موضع الاحترام والتقدير وبدأ بنشر كتاباته وهو في الخامسة عشرة من عمره ونشر له أول قصيدة وهو في السادسة عشرة وحصل على منحة للدراسة في كلية العلاقات الخارجية في بترسبورغ.
في عام 1820 كانت قصائده الثورية موضع المساءلة من قبل الحاكم في بترسبورغ ما أدى إلى إرساله إلى المنفى في جنوب روسيا, وخلال ثلاث سنوات في المنفى كتب بوشكين قصائد تحمل عنوان (السجين في القوقاز) ثم روايته الشعرية (أوجين أو نيجين) من أشهر قصائد بوشكين قصيدة إلى سيد كبير وهي إشارة إلى الثورة الفرنسية يقول فيها:
يا للأرض المباركة والشطآن الآسرة
حيث ينضج البرتقال ويرتعش الغار
حدثنا عن النساء هناك
كيف يوفقن بين الحب والرحمة؟
كيف يلوحن بالإشارات المناسبة؟
كيف تسقط الرسالة وراء الحواجز؟
كيف يرتجف عاشق في العشرين تحت النافذة ولكن كل شيء تغير الآن؟
لويس أراغون
يعد آراغون مؤسس الحركة السوريالية في الأدب مع الشاعر بول ايلوار واندريه بريتون وغيرهم, كان آراغون شاعراً وراثياً وناشطاً سياسياً, وكانت نظرياته في الرواية والشعر موضع اعتبار وتقدير.
ولد آراغون في أحد أحياء باريس الراقية ودرس في ثانويتها ثم تخرج في جامعة باريس عام 1916 حيث درس الطب ومارس عمله بالطب خلال الحرب العالمية الأولى.
في عام 1930 زار الاتحاد السوفياتي وكتب مقدمته الشهيرة الجبهة الحمراء استوحاها من الشاعر السوفياتي المعرف مايا كوفسكي وهناك تعرف بسيدة من أصل روسي تدعى (الزا) التي أصبحت زوجته لمدة أربعين عاماً وكان لها أكبر الأثر في كتاباته الأدبية وهي كاتبة كبيرة حازت على جائزة (الفونكور) الأدبية الفرنسية.
كتب آراغون أجمل وأرق القصائد من أجل زوجته ومن أشهر قصائده (إلى إلزا) وفيها يقول:
أول فكرة منها تبعث هواها الجميل
إلزا الفجر يغمغم بارتداد الأمواج في الغدران
إلزا إنني أسقط أين أيا إنسان كالحصاة الثقلية تجرفه المياه على رحال النهار
بول ايلوار
يعد بول ايلوار من مؤسسي الحركة السوريالية في الأدب مع آراغون وبريتون كما أنه من أهم الشعراء الغنائيين في فرنسا في القرن العشرين.
ولد ايلوار في طبقة فقيرة في باريس كان أبوه أمين مستودع للكتب وأمه تعمل في مصنع للثياب بدأ اهتمامه بالشعر منذ حداثته.
في عام 1917 تزوج امرأة روسية عرفت باسم غالا وقد ألهمته قصائد جميلة صدرت في مجموعة شعرية أوصلته إلى الشهرة كشاعر كبير.
من أشهر قصائد ايلوار "عيونهم صافية أبداً"
إنها أيام الأناة أيام المطر
أيام المرايا والإبر الضائعة
أيام الأهداب المغلقة على أفق البحار والساعات المتشابهة
أيام الأسر إن روحي ما تزال تتألق على الأوراق والأزهار
روحي عارية كالحب
وإذا أردنا أن نستعرض أسماء من ترجمهم لهم فإننا نذكر منهم:
الشاعر اليوناني نيكوس كازانتزاكي, الشاعر النرويجي هنريك إبسن, الشاعر الأميركي ت.س اليوب, الشاعر الألماني جاك بول ريختر, الشاعر الفرنسي رينيه شار, الشاعر الإيطالي أوجينو مونتالي وغيرهم من الشعراء.
ثورة أون لاين- يمن سليمان عباس: