الثورة أون لاين – موسى الشمّاس : خصّ مركز الطبّ الشرعي بحمص (الثورة أون لاين) بشرح مفصّل حول مجموعة من القضايا الحسّاسة التي تتعلّق بكشف التزييف الإعلاميّ للإجرام الذي تقوم به المجموعات المسلّحة والتي أوضحها رئيس مركز الطبّ الشرعيّ بحمص د.بسّام محمّد بتفنيد التزييف والخداع الإعلامي بافتعال أذيات و كدمات بصرية ظهرت على شاشات التلفاز في محطات عربية و أجنبية لا صحة لها والتي سنقدم الدليل الطبي الشرعي القاطع على أنها ليست كدمات بل مجرد ألوان صناعية تم تلوين أجساد من ظهروا على تلك الشاشات بها .التمثيل بأجساد الضحايا ،استخدام أسلحة صيد متطورة في عمليات القتل والترويع .
أولا : التزييف والخداع الإعلامي بافتعال أذيات و كدمات بصرية
أوضح محمد قائلاً: لقد ظهرت عدة مقاطع فيديو على شاشات التلفاز التابعة لمحطات عربية وعالمية تظهر صوراً لأشخاص تظهر عليهم كدمات في مناطق متعددة من أجسامهم وقيل حسب رأي تلك المحطات أن هؤلاء الأشخاص تم اعتقالهم من قبل أجهزة الأمن السورية وأنهم تعرضوا للضرب والتعذيب ، لذا كان من الواجب علينا رصد تلك المقاطع و تحليلها من وجهة نظر الطب الشرعي وسنقدم فيما يلي تفسيراً وتحليلاً طبياً شرعياً لتلك الإصابات مثبتين بما لا يترك مجالا للشك بأنها ليست كدمات ورضوض إنما هي مجرد ألوان تمّتْ صباغة الأجساد بها لتضليل من يشاهدها ليقتنع بأنها حقيقية ، وسنعمد إلى عرض الصور التي أخذناها من تلك المقاطع وسنقوم بالتعليق عليها مع الشرح والتفسير والتوضيح بلغة طبية شرعية بسيطة يكون فيها القارئ غير المتخصص قادراً على فهمها.
تظهر أن الشخص الموجود على يسار الشاشة قد تعرض للضرب عل عينه اليسرى .
التحليل الطبي الشرعي للحالة:
لننظر إلى الألوان الموجودة حول العين اليسرى ، سنلاحظ أنها أزرق وأحمر بنفسجي وهذا علميا يعني أن الكدمة حديثة أي أن عمرها الزمني عدة ساعات فقط وهذه الحقيقة العلمية لا مجال لدحضها ولكن الكدمة الحديثة حول العين والتي تكون بهذه الشدة وهذا الاتساع ستترافق حتما بوذمة (تورم) حول العين تكون من الشدة بحيث تغلق العين ويصبح الشخص غير قادر على فتح جفنيه حتى إن الأطباء أحياناً لا يتمكنون من فحص العين لعدم قدرة الشخص على فتحها ويؤجلون فحصها حتى تراجع الوذمة ، ولمن لا يستطيع تمييز الوذمات نقول له ببساطة قارن بين الجهتين أي قارن بين العين اليسرى واليمنى فستلاحظ ببساطة أنهما متناظرتان ولا يوجد أي فرق بينهما أما في حال كانت هناك وذمة فلن يكون هناك هذا التناظر وحيث إنه لدينا ما يشير لوجود كدمة حديثة ولا يوجد وذمة مرافقة والتي هي رد فعل الجسم على الأذية وحيث إن الوذمة (التورم ) لا يمكن تقليدها فإن هذا التناقض أي وجود كدمة وعدم وجود تورم يدفعنا لتفسير ذلك بالقول أن ما نراه مجرد ألوان الغاية منها الكذب والادعاء بأن هذا الشخص تعرض للاعتقال و التعذيب فنحن نستطيع أن نقلد الكدمة بالتلوين ولكننا لا نستطيع تقليد الوذمة حولها لأنها ردة فعل الجسم الطبيعية تجاه الرض وهذا ما جعلنا نجزم أن ما نراه مجرد ألوان في هذه الصورة . بالإضافة إلى أن بياض العين ( الملتحمة العينية ) سليمة تماما والتي من المفترض في مثل هذه الأذية أن تكون حمراء وهذا سنوضحه أكثر في الصورة الثانية .
تظهر أن ذاك الشخص قد تعرض للضرب عل عينه اليمنى .
التحليل الطبي الشرعي للحالة:
لو نظرنا إلى اللون الموجود أعلى الحاجب الأيمن بجوار الناحية الصدغية اليمنى لوجدنا أنه أحمر زهري ضارب إلى البنفسجي وهذا يعني أنه من المفترض أن تكون هذه الكدمة حديثة كما شرحنا في الصورة السابقة ، وبالنظر إلى الألوان الموجودة على الجفن السفلي لهذه العين لوجدنا أنها من الداخل نحو الخارج هي الأصفر و الأزرق و البني وهذا علمياً يعني أن الكدمة قديمة أي أن عمرها الزمني أكثر من 36 ساعة وهذه الحقيقة العلمية لا مجال لدحضها ولكن هذا التناقض في الألوان بحيث إن جزءاً منها يشير إلى أن الكدمة قديمة وجزءاً منها يشير إلى أنها حديثة وكلها في منطقة واحدة حول العين لا يمكن تفسيره إلا أنها مجرد ألوان فمن قام برسمها لتقليد لون الكدمة هو حتما ليس طبيباً ولا يعرف هذه الحقائق فلم يتمكن من خداع الخبرات الطبية الشرعية ولن نتحدث هنا عن ردود الجسم الطبيعية بتشكيل وذمة لأنه لم تظهر العين اليسرى في الصورة لنقوم بالمقارنة ولكن تبدو الملتحمة العينية ( بياض العين ) صافية ومن المفترض في هذه الكدمة أن تكون قد تسببت على الأقل باحتقان ملتحمة والذي كان من المفترض أن يكون بلون أحمر علما أن النزوف تحت الملتحمة تستمر لمدة أسبوعين وتبقى محتفظة بلونها الأحمر لتأخذ بعدها اللون الأصفر وتزول بدون أن تمر بالتدرج اللوني الذي تمر به الكدمات في أي منطقة أخرى من الجسم فالكدمات تكون بلون أحمر مزرق ثم الأزرق ثم البنفسجي أو البنفسجي المزرق ثم الأخضر أو الأزرق المخضر ثم الأصفر وهذا لا يمنع أن نجد عدة ألوان بعضها مع بعضٍ.
تظهر أن ذاك الشخص قد تعرض للضرب والرفس على ظهره
التحليل الطبي الشرعي للحالة: وهنا أوضح محمد
1. نلاحظ أن الكدمة الأولى التي بجوار زاوية الإبط يظهر مركزها بلون أبيض مصفر ومحيطها بلون أحمر مزرق وتعدد الألوان يشير كما أوضحنا سابقا أن الكدمة قديمة وهذا يعني أن مركز الكدمة قد شُفي و لكن القاعدة العلمية تقول: إن شفاء الكدمة يبدأ من المحيط نحو المركز وليس من المركز نحو المحيط كما تظهر الصورة ولا يمكن تفسير ذلك إلا بالقول: إن ما نراه هو مجرد ألوان فمن يرسم لا يعرف هذه الحقيقة العلمية.
2. نلاحظ أن الكدمتين اللتين على الجانب الأيسر من الصدر تبدوان بلون بني مصفر متجانس اللون من المركز نحو المحيط و لكن الحقيقة العلمية تقول إنه من المفترض أن تكون الكدمات بهذا التوضع على الظهر متقطعة وليست متجاسة والسؤال الذي يثور الآن لماذا ؟ توضيحاً لذلك نقول : إن الضرب أو الرفس على الظهر سيؤدي إلى إحداث كدمات شديدة على الظهر على الأنسجة المتوضعة مباشرة فوق عظام القفص الصدري أما في الأنسجة المتوضعة بين عظام القفص الصدري وهي المسافة التي تسمى بالأوراب حيث لا يوجد أضلاع فإن الكدمة ستكون إما معدومة أو خفيفة جداً بالمقارنة مع المنطقة التي يوجد تحتها سطح قاس وهو العظم وهذه الاختلافات التشريحية في الظهر أي وجود أضلاع عظمية بينها فراغات ستجعل الكدمة في هذه المنطقة متقطعة وليست متجانسة، فوجود كدمات متجانسة اللون في هذه المنطقة من الظهر لا يمكن تفسيره إلا بأن تلك الكدمات ليست حقيقية وهي مجرد ألوان صناعية هدفها تقليد لون الكدمة ولكن تلك الحقائق لا تخفى على التحليل الطبي الشرعي لآلية الإصابة .
تظهر أن ذاك الشخص قد تعرض للضرب بأداة كليلة كالعصا أو الحزام أو الرفس على ظهره .
التحليل الطبي الشرعي للحالة:
1. تظهر الصورة رقم (1) وجود كدمة أعلى الإبط واسعة قديمة مركزها أبيض تمّ شفاؤه و محيطها بلون أزرق ضارب إلى البنفسجي وهذا كما شرحنا سابقا يتناقض مع الحقيقة العلمية التي تقول: إن الكدمة تشفى من المحيط نحو المركز و ليس العكس .
2. تظهر الصورة رقم (2) وجود كدمة للشخص نفسه أسفل الظهر حديثة بلون أحمر زهري عصوية الشكل على شكل زكزاك وهي متجانسة و مستمرة .و لكن من الناحية العلمية والمنطقية من المفترض أن تكون تلك الكدمات المتوضعة في هذا الموضع وهذا الشكل متقطعة وليست مستمرة والسؤال الذي يثور هنا لماذا ؟ جواباً على ذلك نقول: إن أسفل الظهر منطقة ليست مستوية من الناحية التشريحية (الشكلية) فهناك العمود الفقري وتحدّبان على جانبيه والكدمات العصوية الشكل التي نراها كان من المفترض أن تكون متقطعة وليست مستمرة ولتسهيل فهم تلك الآلية نقول : إن الضرب بالعصا على سطح مستو كالطاولة مثلا لا يترك الأثر نفسه على سطح ليس مستوياً يشبه تفاصيل المنطقة أسفل الظهر .
ثانياً : التمثيل بالجثث
التمثيل بالجثث يعني أن يقوم القاتل أو القتلة بقتل الضحية ثم إحداث أذيات بجسد تلك الضحية ليس الهدف منها القتل وإنما الهدف التشفي من الضحية أو خلق الرعب في نفوس الناس . وهنا سنقدم مثال على جثة طفل قتل بطلق ناري ومع ذلك وجدنا على بطنه عدة طعنات بأداة حادة وهو على قيد الحياة أي أنها حدثت بعد الوفاة .
تظهر الصورة عدة طعنات بأداة حادة في البطن . وسبق أن أظهر الفحص الطبي الشرعي وفاة هذا الطفل بطلق ناري وحتى لا يسأل أحد من أين أتينا بهذه الصورة التي لا تظهر فيها معالم الطفل نقول: إنها صورة مشهورة تعمدنا عدم إظهار معالم الطفل حرصا على مشاعر أهله وأن هذه الصورة سبق أن نشرت على شاشة الفضائية السورية.
التحليل الطبي الشرعي للحالة:
إن الجروح الخمسة التي نراها تبدو مغزلية الشكل أحد زواياها حادة وهذا يعني أنها نجمت عن سكين ذات حافة حادة واحدة ومن جهة أخرى لا نلاحظ حول تلك الجروح أية نزوف دموية وهذا يعني أنها جروح حدثت بعد الوفاة وهذا بالضرورة يعني أن جثة الطفل تعرضت للتمثيل بها بعد القتل بالرصاص.
وكمثال آخر سنقدم جثة رجل قتل ببارودة صيد (بومب أكشن ) ثم بعد ذلك ضرب بأداة حادة ثقيلة (كالساطور مثلا) على وجهه.
تظهر الصورة أن ذاك الشخص قد تعرض للقتل ببارودة صيد ثم ضرب بأداة حادة ثقيلة على عينه اليمنى .
التحليل الطبي الشرعي للحالة: حسب ما ذكر محمد
نشاهد على الفخذين والجبين عند ذلك الرجل عدة بقع سوداء وهي في الحقيقة فوهات دخول متعددة لخرادق ناجمة عن إطلاق نار من بارودة صيد متطورة وقوية تعرف بالبومب أكشن وتوزعها الواسع يشير إلى أن الإطلاق حدث من بعيد أي من مسافة أكثر من 15 مترا ثم بعد ذلك تم ضربه بأداة حادة ثقيلة على العين اليمنى حيث يلاحظ وجود جرح متهتك واسع على العين و الوجنة في الجهة اليمنى من الرأس .
ثالثاً : مقاذيف نارية غريبة
لقد سمعنا الكثير من الشائعات في المحطات الفضائية وعلى لسان بعض الناس في داخل البلاد التي تدعي عدم وجود مسلحين بين المتظاهرين وأن من يطلق النار هم رجال الأمن .
الرأي الطبي الشرعي :
لن نقف كثيرا عند هذه النقطة لأن التحقيقات المستقبلية والأيام القادمة كفيلة بإثبات الحقيقة ولكن سنكتفي بتقديم شهادتنا كأطباء شرعيين في هذا الموضوع لمن يرغب بسماعها وهي ترتكز على النقاط الأساسية التالية :
1. لقد قمنا بفحص العديد من الجثث والأحياء المصابين بطلق ناري ناجم عن استخدام أسلحة صيد متطورة تدعى بالبومب أكشن وسبق أن عرضنا مثالاً عليها وهنا نقول لا يوجد قوى أمن أو جيش في العالم يستخدم أسلحة الصيد في عتاده وهذا يعني حتماً أن من استعملها هم مسلحون خارجون على العدالة .
وهنا يثور السؤال التالي لماذا استخدمت أسلحة الصيد ؟ ببساطة نسمح لأنفسنا بالقول إن من أدخل الأسلحة وهربها لداخل البلاد كان حريصا على إدخال هذا النوع من السلاح لأن استخدامها لا يحتاج لمهارة في الرمي وهي تؤذي أكبر عدد من الناس دون الحاجة لخبير في الرمي لأن الخرادق الموجودة داخل المقاذيف تنطلق بعد الإطلاق بشكل مخروط وكلما كانت مسافة الإطلاق بعيدة أصاب أكبر عدد من الناس .
2. لقد فحصنا بعض الجثث التي فارقت الحياة بسبب استخدام القاتل لأدوات غريبة كالسواطير مثلاً .
التحليل الطبي الشرعي للحالة:
إن شكل الجرح الذي يبدو في الصورة أمام الإبط الأيمن واتساعه ومواصفات حوافه تشير إلى أنه ناجم عن استعمال أداة حادة ثقيلة كالساطور.
3. لقد استخرجنا من بعض الجثث مقاذيف غريبة لا تشبه المقاذيف التي اعتدنا مشاهدتها خلال خبراتنا عبر السنوات السابقة ما يشير إلى استخدام أسلحة غير المسدسات والبنادق الموجودة في بلادنا بشكل قانوني . والصورة التالية تظهر مقارنة بين أحد المقاذيف التي استخرجناها والذي يختلف عن نماذج المقاذيف التي اعتدنا مشاهدتها في سورية .
في الختام :
إن الطبيب الشرعي يسعى لتوظيف خبرته الطبية في كشف الحقيقة فهو الساعد القوي للعدالة لأنه يساعد في نصرة الحق ، وما عرضناه سابقا ما هو إلا حصيلة خبرتنا خلال الفترة العصيبة السابقة التي مرت بها بلدنا يجب العمل جاهدين لإظهار الحقيقة التي ترضي الله والمجتمع .
…………..