ثورة أون لاين – د. خلف المفتاح :
مع استمرار العدوان الصهيوني الهمجي والممنهج على الشعب الفلسطيني في غزة تؤكد المقاومة الفلسطينية مقدرتها العالية على المواجهة وتمكنها من تغيير قواعد اللعبة وامتلاكها اسلحة قادرة على تغيير معادلة الردع مع العدو الصهيوني كل ذلك بفضل دعم واحتضان المنظومة المقاومة لها اضافة الى قدراتها الذاتية وبسالة وشجاعة الشعب العربي الفلسطيني ولكن المفارقة اللافتة هو ذلك الصمت العجيب الذي لف مواقف تلك الدول التي انبرت تتسابق متآمرة على سورية وشعبها وتستعجل القرارات من الجامعة العربية التي اختطفت لصالح دول الخليج واسيادها في الغرب لتكون منصة عدوان واستهداف لسورية وشعبها في حين نراها عاجزة عن اتخاذ موقف عملي تجاه العدو الصهيوني بل ويصف وزير خارجية قطر بعض الدول العربية بانها كالنعاج امام الكيان الصهيوني وهي التي تحولت الى ذئاب عندما تعلق الامر بسورية وشعبها .
لقد اثبت العدوان الصهيوني على اهلنا في غزة حقيقة ان المقاومة الفلسطينية المدعومة من محور المقاومة والممانعة قادرة على تحقيق الانتصار وهزيمة الة الحرب الصهيونية وان انتصار تموز عام 2006 قد شكل تغييرا جوهريا في معادلة الصراع مع العدو الصهيوني وكل اطراف المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة والحقيقة الثانية ان الة الحرب الصهيوني لا تستطيع مواجهة سلاح المقاومة مهما امتلكت من تقانة وقوة ردع مفترضة بدليل وصول صواريخ المقاومة الى عمق الكيان الصهيوني متجاوزة ما سمي القبة الحديدية الامر الاخر هو ان بسالة المقاومة وقوة ردعها قد ادخلت قادة الكيان الصهيوني وحلفائه في المنطقة بحالة حيرة وقلق وكشفت زيف مواقفهم وادعاءاتهم بدعم القضية الفلسطينية فهاهم يتنادون الى القاهرة بهدف ايجاد مظلة سياسية للتغطية على هزيمة العدو بدل اتخاذ مواقف عملية بدعم المقاومة عسكريا وسياسيا وقطع كل اشكال العلاقة مع الكيان الصهيوني واحالة ملف العدوان الى مجلس الامن تحت الفصل السابع بدل الحديث عن تهدئة واجتراح لحلول تفقد المقاومة طعم الانتصار .
لقد اثبت سير الاحداث في المنطقة ان ساحات المقاومة والمواجهة مع العدو الصهيوني هي واحدة تماما كما هي ساحات محور الاستسلام وان الاستهداف لمحور المقاومة والممانعة ثابت لا يتغير لان القضية باختصار شديد هي صراع مركب وبكلمة ادق صراع مشاريع مشروع امريكي صهيوني له ادواته وملحقاته في المنطقة ومشروع مقاوم ممانع له ايضا اطرافه وقواه على الساحة العربية والاقليمية وهنا يمكن قراءة ما تتعرض له سورية من استهداف غير مسبوق في هذا السياق تماما وهذا يوجب على كافة قوى المقاومة والممانعة والقوى الحية في منطقتنا الانتصار لسورية وشعبها لان اية خسارة لاي مكون من مكونات المنظومة المقاومة هو خسارة لكل المنظومة مهما تباعدت ساحاتها الجغرافية لانها في دائرة الاستهداف جسم ومكون واحد .
التالي