بين اللعب بالنار وإشعال الحرائق!!…

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم: تستطيع حكومة أردوغان أن تقدم ما تشاء من ذرائع لخطها العدائي المتصاعد في المنطقة وحيال سورية خصوصاً، وأن تضع له بنك أهداف، لكن ليس بمقدورها أن تخفف هواجس أحد في العالم من مخاطر ما تقدم عليه، حتى الذين يدفعون بها من تحت الطاولة، أو أولئك الذين يتحمسون لمغامراتها الرعناء.

فقد استرسلت تركيا في خطواتها العدائية، وبالغت كثيراً في التجني على جوارها، ومارست سياسة فيها مساحات واسعة من الخروج الفظ على علاقات حسن الجوار وعلى أسس التعامل بين الدول.‏

لم تكتف بذلك ، بل عمدت بمناسبة، وغالب الأحيان من دون مناسبة، إلى التصعيد السياسي والإعلامي والانخراط المباشر في توتير العلاقات وصولاً إلى زج نفسها في أتون مأزق يزداد بمرور الأيام.‏

وكلما كان المأزق يشتدّ، كان القرار التركي يوغل في الهرب نحو قمة الهاوية بدل تدارك ما يمكن تداركه، وكلما فُتحت له نافذة كي يخرج من المأزق أو التخفيف من حرجه، كان يعمد إلى إغلاقها بحماقة غير معهودة، وفي بعضها كان يبددها بصفاقة غير مسبوقة.‏

اليوم حكومة أردوغان لم تهرب إلى قمة الهاوية فحسب، وإنما أيضاً تدس قدميها داخلها، وتريد أن تجر المنطقة إلى الهاوية غير عابئة بعواقب ما تقدم عليه، حين تطلب نشر صواريخ باتريوت في خطوة عدائية تتجاوز في خطورتها كل ما سبقها من خطوات.‏

الجميع يدرك أن الخطوة التركية تبني حساباتها على اعتبارات تلفيقية تريد من خلالها تعديل مزاج الصورة التي تتشكل لدى الرأي العام التركي، حين تحاول أن تشبك وهم الخطر القادم من سورية بأحلامها في استعادة وجه العثمانية بنسختها المشوهة!!‏

الأخطر في المسألة أن يكون التصعيد الأخير قصفاً تمهيدياً لخطوات عدائية أكثر تهوراً سيدفع ثمنها الشعبان السوري والتركي، كما ستدفع ثمن تداعياتها شعوب المنطقة، لأن عسكرة المنطقة ليس في صالح شعوبها ولا تخدم تطلعات السوريين والأتراك لعلاقات حسن جوار.‏

فالتسويق التركي للخطوة يفتح الباب على مصراعيه أمام الافتراضات التي تريد من خلالها حكومة أردوغان أن تحاكي هواجس هذيان سياسي يحكم قبضته على الطبقة السياسية التي تدير هذه الحكومة، وينقلها من خطوة تصعيدية إلى أخرى في تراكض يكشف الكثير من التفاصيل التي تتحفظ حكومة أردوغان عليها.‏

وتقف في المقدمة الأهداف الرخيصة لأردوغان وزمرته مع الإضافات في بنك أهدافها، حين تتعمد جرّ الأطلسي إلى مواجهة حاول مراراً وتكراراً أن ينأى بنفسه عنها، وبالتالي أن تأخذ الغرب عموماً إلى مواقف ما زال حتى اللحظة يحاول أن يهرب منها في مجمله، رغم أن بعضه يبدو مدفوعاً ومتحمساً لتوريط تركيا بصورة أكثر مما تورطت حتى الآن.‏

لا ننكر أننا تعاملنا بكثير من الصبر والترفع عن ترهات صدرت عن حكومة أردوغان، وغضضنا النظر عن الكثير من الممارسات والسياسات العدائية التي مارستها ضد سورية والسوريين، وفي حالات كثيرة تجاهلنا محاولات الاستفزاز المتعمد في أكثر من قضية.‏

وانطلقنا في ذلك من حرصنا على ألا تهتز العلاقة بين الشعبين لأن الحكومات تأتي وتذهب، بينما الشعوب باقية، لكن كل ما جرى قد يكون في كفة، وخطوات التصعيد العدائية الأخيرة في كفة أخرى لاعتبارات تتعلق بالمخاطر التي تنطوي عليها وفي كل الاتجاهات، وأساسها وجوهرها الانعكاسات السلبية المقلقة على الاستقرار في المنطقة والعالم وليس فقط في سورية حيث تتحرك الأصابع الأردوغانية من اللعب بالنار إلى إشعال الحرائق!!‏

ويبدو أن حرصنا على أفضل العلاقات مع الشعب التركي هو ما يزعج حكومة أردوغان، وفشلها في ابتزاز سورية هو ما يثير غضبها، وإخفاقها في تنفيذ أجندات مرتزقتها هو ما يولّد حالة الهذيان السياسي…‏

لكن ثمة فارق جوهري بين أن تُحبط حكومة أردوغان وبين أن تجر المنطقة إلى مستنقع تهور جديد لا يستطيع أحد أن يتكهن إلى أي قاع أو حضيض يقود!!!.. كما أن هناك فارقاً بين أن يوغل في لعبته القذرة في دعم الإرهابيين والمسلحين وتوفير الحماية السياسية والإعلامية وبين الهوس في مدّ حرائقه وفرد نيرانها!!‏

 

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
"الاتصالات " تطلق الاستمارة الرسمية لتسجيل بيانات الشركات الناشئة      موسم قمح هزيل جداً  في السويداء    استنفار ميداني للدفاع المدني لمواجهة حريق مصياف   رجل الأعمال قداح لـ"الثورة": مشاريعنا جزء بسيط من واجبنا تجاه الوطن   في أول استثمار لها.. "أول سيزون" تستلم فندق جونادا طرطوس وزير المالية يعلن خارطة إصلاح تبدأ بخمس مهن مالية جديدة   بدء الاكتتاب على المقاسم الصناعية في المدينة الصناعية بحلب  تسريع تنفيذ الاستثمارات الطموحة لتطوير الاتصالات والانترنت بالتعاون مع الإمارات  موقعان جاهزان لاستثمار فندق ومطعم بجبلة قريباً  صيانة شبكات الري وخطوط الضخ في ريف القنيطرة  في منحة البنك الدولي .. خبراء لـ"الثورة": تحسين وتعزيز استقرار الشبكة الكهربائية وزيادة بالوصل  وزير الطوارئ  من إدلب: دعم متواصل لإزالة الأنقاض وتحسين الخدمات  انطلاق المرحلة الثانية من الأولمبياد العلمي للصغار واليافعين  بطرطوس  إقلاع جديد لقطاع الطاقة في حلب... الشراكة بين الحكومة والمستثمرين تدخل حيز التنفيذ أزمة المياه في  دمشق ..معاناة تتفاقم بقوة  الشيباني يبحث مع السفير الصيني تعزيز التعاون الثنائي اتفاقية فض الاشتباك 1974.. وثيقة السلام الهشة بين سوريا وإسرائيل مسؤول أممي: وجود إسرائيل في المنطقة العازلة "انتهاك صارخ لاتفاق 1974" إصلاح خط الكهرباء الرئيسي في زملكا  السيارات تخنق شوارع دمشق القديمة