ثورة أون لاين: بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم : في وقت تنوس فيه مساحة المبادرات نحو الحلول السياسية رغم ما سرب عن نياة ملتبسة للإبراهيمي طرح أفكار قد لا تكون بمستوى مبادرة، وليس هناك مايضمن أن يكون مصيرها كسابقاتها، فإن الحديث عن البدائل بات يشغل الحيز الأكبر ،
وخصوصاً حين يترافق بتسريب متعمد وغير بريء أحياناً عن اتفاق على الخطوط الحمر التي تخترقها بين الفينة والأخرى اقتحامات من هنا أو هناك.
وما يعزز هذا الحديث أن السعي الغربي لتجميع ما ينطوي تحت المصطلح الجديد للمعارضة في العرف الغربي ببصمات أطماعه الجديدة، وصل في نهاية المطاف إلى البيان رقم واحد لإعلان الحرب على الحوار، وعلى كل من يرفض منطق هذا التجمع واعتباراته وحساباته، وبالتالي البدء عمليا بفصل جديد وربما مرحلة جديدة تغيرت فيها قواعد الاشتباك كما تبدلت أدوات المواجهة.
لا شك في أن الحديث عن الحوار استهلك على مدى الأشهر الماضية المساحة الأوسع، وكلما كانت هذه المساحة تزداد كان على الضفة الأخرى ثمة أصوات تعلو في كل حين لتفصح عن ذاتها وعن تعمدها رفض الحوار، وكأن الرفض قد تجاوز ردة الفعل ليصبح جزءاً من الفعل، هذا إن لم يكن الفعل كله.
وفيما هذا الرفض يأخذ حيزه في سياق إعلان الحرب على الحوار كمقدمة أو كمدخل إلزامي، وربما تأشيرة يحتاجها – كل من اصطف منذ البداية أو لاحقاً- لقبوله كأداة من أدوات تلك الحرب التي لم تنتظر بالأساس رفض الحوار لتعلن عن وجودها، بل استخدمته كأحد العناوين لقتل كل الفرص المتاحة أو التي أتيحت للحوار.
الواضح أن الحوار مع تلك القوى والأطراف التي ارتهنت لإرادة الخارج تحول وبشكل تلقائي إلى الثلاجة في البداية، ثم ما لبث أن تم ترحيله إلى التقاعد المبكر، لأن لغة الرفض التي تعامل بها مرتزقة الخارج ذهبت بآخر الأوراق المحتملة، وخصوصاً أنها لم تنف ذلك، وأعلنت ذلك دون أي التباس.
مع إلغاء فرص الحوار تفرض الضرورة البحث عن البدائل لأنه لم يعد من المنطقي التمسك بشيء، وهناك من حذفه من حساباته وأخرجه من نطاق أي بحث.
القوى الرافضة للحوار أرفقت بدائلها وهي واضحة وصريحة، وكانت عناوينها الاحتكام إلى السلاح واللجوء إلى التسلح كمعبر للتعبير عن تأييد تلك البدائل من القوى والأطراف الداعمة لمن رفض الحوار.
وهناك القوى التي ترفع شعار الحوار، لكنها تضع شروطاً تطيح بالحوار وتتقاطع عن قصد أو دون قصد مع من يرفض الحوار، دون أن ننسى أيضاً أن هناك من لا يزال يتعاطى مع الحوار كشعار دون أن يقترن ذلك بأي معطيات أو أفكار تحدد الموقف منه.
بالمنطق .. الجاهزون للحوار باتوا ملزمين بتحديد خياراتهم، إما الانتظار حتى تقتنع الأطراف الأخرى بالحوار وإعداد الطاولة حتى تحين تلك اللحظة وقد يطول انتظارها وقد لا تأتي, وإما عقد الحوار بمن يرضى به ومع من لديه أفكار فعلية للحوار وجاهز لمناقشتها، وذلك بالتوازي مع حسم مايضاف هنا أو يستجد هناك.
ما هو مؤكد أن القوى الرافضة للحوار لن تضيف الكثير مهما يكن الخيار، لأنها سلكت طريقها بوضوح في اللجوء للسلاح كحل تتوهم أنه بالدعم الخارجي يمكن أن تحقق ما تعمل عليه بالأجرة، وهي بالأساس لاتملك قرارها ولاخيارها .
وفي كل الخيارات المواجهة باتت محسومة مع تلك الأطراف، سواء بشكل مباشر أم عبر وكلائها ومرتزقتها الذين سبقوها إلى الميدان بالتنسيق معها أو دون تنسيق، وباتت التقاطعات السياسية والعملياتية معهم أكثر وضوحاً من أي وقت سابق، مثلما هي تقاطعاتهم مع التكفيريين وتنظيم القاعدة التي وصلت إلى حد التطابق أحياناً.
لن نسهب في حديث أشبع نقاشا وتحليلاً واستنتاجاً، لكن ثمة فواصل تبدو مصيرية في اتجاهها، وما قبلها قد لا يشبه ما بعدها، فالسوريون لم تغب من حساباتهم تلك التبدلات والمتغيرات، ومثلما كانوا جاهزين لكل الخيارات في الماضي هم اليوم أكثر مقدرة مع مااستجد من خيارات أو استبدل وعلى المسارين، مسار الحوار والمسار الآخر الموازي له في مكافحة الإرهاب، وهوية هذا الإرهاب لم تعد سرآ ولا لغزاً ولا هي خارج التداول من تنظيم القاعدة إلى كل الطيف التكفيري المنطوي في أجنداته وتحت عباءته، وصولاً إلى بيانات الحرب التي تتقاطع مع منطق القاعدة وأخواتها.
a.ka667@yahoo.com