ثورة اون لاين: ثمة طيف أو أطياف من فصائل المعارضة الداخلية في سورية , لطالما كانت , وأعتقد أنها ستظل , خارج حسابات الشارع واستقطاباته وخارج معظم ما يتطلع إليه السوريون من أمن واستقرار
من جهة أولى وعدالة وديمقراطية وتعددية من جهة ثانية , إذ على الرغم من أن جماهير هذه الأطياف الضحلة تعجز أن تملأ زقاقاً في مدينة سورية , إلا أنها تصر على الحذلقة السياسية والتنظير الأعمى لما يجري في سورية وكأنها تعيش في كوكب آخر , فلا تريد أن ترى ولا تريد أن تسمع سوى هواجسها الذاتية المغلقة على ميول انتقامية ونزعات انتهازية , في تفسير الكيفية والأهداف التي توافد فيها آلاف المرتزقة من المتطرفين الإرهابيين من كل اتجاه صوب سورية للقتال فيها وتحصيل ما يمكن تحصيله من حوريات الجنة !
وعلى الرغم من أن هذه الأطياف التي ارتفعت أسعار أسهمها السياسية فجأة وعبر بنك الدم السوري المسفوح غدراً وقتلاً وإرهاباً , لا تترك فرصة إلا وتزايد فيها بالدولة المدنية التعددية الديمقراطية وبحقوق الإنسان والحريات , وعبر « تنسيق » ما عجزت عن تنسيقه طيلة عقود مضت , إلا أنها , وهي المدعية ليل نهار حمل ألوية المدنية والتعددية , لا ترى في القتلة والمجرمين الإرهابيين من قاعديين ووهابيين وسلفيين القادمين من كل حدب وصوب .. سوى نتيجة للعنف المشروع الذي تمارسه الدولة ضدهم في الدفاع عن وطنها ومواطنيها .. رغم فصائلهم المتكاثرة كما الفطر في الداخل السوري , ورغم العلنية التي يجاهرون بها في إنشاء الإمارات الإسلامية هنا وهناك وآخرها عصابة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتشكلة في حلب على سبيل المثال !!
هذه الأطياف المعارضة , ونتيجة إدراكها المسبق والمضمر وغير المعلن , بأنها عاجزة شارعياً ومشروعاً سياسياً معاً , وبالتالي , عاجزة ديمقراطياً وأمام أي صناديق انتخابات قادمة, واستباقاً لافتضاح أمرها وانكشاف عورتها السياسية, فإنها ترى ما ترى من سوء النظر والتنظير معا , وتحاول , بعد إسقاط الأولوية الوطنية , أن تلعب لعبة انتهازية رديئة ووضيعة أخلاقياً على الأقل .. قبل وضاعتها السياسية والوطنية ؟
خالد الأشهب