ثورة أون لاين: توجهت الدراسات الحديثة في التربية وعلم النفس والبارسيكيولوجيا إلى اكتشاف كنه الإنسان وقدرته وطاقاته وتفجر ما لديه من قوى كامنة ليصبح أكثر فاعلية في الحياة وأكثر قدرة على الاستمرارية ومواجهة ما يحيط به من ظروف وضغوط.
ومن هنا يأتي كتاب "العقل الباطن يستطيع كل شيء" لمؤلفه جون كيهو ترجمة عمار المير أحمد الصادر عن دار علاء الدين, يقع الكتاب في 142 صفحة من القطع الكبير يتناول فيه المؤلف مجموعة من المواضيع الشائقة والمهمة نذكر منها وحسب الفصول: نظرة مختلفة إلى الواقع- الوعي- الخيال أو التصور العقلي- غرس الأفكار- الإقرار- الإدراك- العقل الباطن- البديهة- الأحلام- الواقع- التركيز والتفكير- الآراء وتأصيلها- التقويم الذاتي- النزعة الإبداعية- لا مشكلات فقط إمكانات- اشف نفسك- وعي الإنسان الناجح- علاقاتنا المتبادلة- تدرب بمثابرة والنتائج ستفوق كل التوقعات.
في الفصل الرابع عشر يتحدث المؤلف عن النزعة الإبداعية والتي عادة ما ترتبط بالكتّاب والفنانين والشعراء والموسيقيين- الشخصيات التي تظهر نفسها في الفن غير أن هذا لا يحددها, فالمقدمة الناجحة للأعمال الطرائق الجديدة في تربية الأطفال والحياة المرحة والصاخبة كلها تتطلب هكذا مدخلاً إبداعياً كالفن, وأحياناً التحليق الخيالي الكبير أيضاً, والتصور والإلهام هما في غاية الأهمية في كل ميادين الحياة, فهل يتعلق هذا بالعلاقة المتبادلة مع الناس, الأسرة الأعمال التجارية, العمل أو المجتمع والناس عندما يحققون النجاح فإنهم يعيشون بثقة مؤسسة على مواهبهم الإبداعية, قدرتهم على اختلاق شيء ما جديد وإدخال ذلك في الحياة موزعين الدعوة إلى الجميع.
هل يوجد لديك نزعة خيالية أم لا؟ على هذا السؤال تتحدد نواح كثيرة من حياتك يعني من ترى نفسك؟ هل تثق بغرائزك أم لا؟ كيف تحل المشكلات؟ ما هو مسلكك إلى الأفكار وعلاجها؟ كل ذلك يعود لجوابك على ذلك السؤال اسمح لي بالتفسير, فلعدة سنوات مضت كما يقول المؤلف قمت بإعداد تقرير عن تجارب أجرتها شركة كبيرة وكانت تتعلق بغياب موهبة الإبداع عند مهندسي الشركة, ولحل هذه المشكلة تم استدعاء فريق من علماء النفس وكان هدفهم توضيح الفرق بين الأشخاص المبدعين واللاعبين, وقد أملت إدارة الشركة أن الإثباتات التي حصلت عليها بواسطة المختصين النفسيين تسمح بخلق طرائق لتحفيز الأشخاص مع فكرة إبداعية أقل تطوراً, وأجرى علماء النفس مجموعة تجارب محاولين إيجاد الفرق بين العامل المبدع والآخرين, فهل يوجد عنصر سحري واحد أم لا؟ وإذا كان الجواب بنعم فماذا يكون؟ وقد طرح أولئك مئات الأسئلة بدءاً من التعليم, الاختصاص- الأهواء والكراهية وقد راقب العلماء القناعات- طريقة التفكير- الآراء في استقصاء الحلول المتملصة ثم وجدوا ذلك المسبب المفتاحي ذاته الذي يحدد الفرق بين مجموعتين, فالأشخاص المفكرون المبدعون يعتبرون أنفسهم شخصيات مبدعة, والأشخاص المتمتعون بنزعات إبداعية أقل تطوراً يظنون أنهم غير مؤهلين للإبداع وهذا التأكيد الواضح بحد ذاته يفسر بشكل كامل من نكون نحن وكيف نعيش؟
كلنا نتمتع بمقدرة إبداعية مهداة من الطبيعة وهي جزء لا يتجزأ من كل شخص ولكن الكثيرين اقتنعوا في عمر مبكر بغيابها وفي النتيجة كانت البداية الإبداعية كئيبة ولحسن الحظ يمكن إنعاشها ببساطة.
ويضع المؤلف ست استراتيجيات إبداعية لتحسين الحياة وهي: كن باحثاً- اطرح الأسئلة- احمل في داخلك كومة من الآراء- اخرق القاعدة واكسر التقاليد- اعط العمل للخيال وأخيراً املأ البئر البئر ويعني ذلك أنه يجب عليك التعب من أجل نفسك وتعلم تقدير قوتك وتعويض المصادر بوعي.
ويخلص الكاتب إلى القول إن النزعات الإبداعية هي تجربة ضرورية لحياة ناجمة ولحسن الحظ فإن هذه الموهبة يمكن أن تنمو حيث أنها معطاة منذ الولادة, وروح الإبداع الميقظة تعني أكثر بكثير من البديهة العادية, فهذه الموهبة تحل المشكلات التي تظهر يومياً بانتظام واستمرار وذلك بأسلوب متجدد وفريد, ويمكن في هذه الناحية من الروتين والتقاليد المتبعة استخدام الوحي الذي يعيش فينا ومتابعة الأفكار القياسية فالبعث الخاص ينتظرنا فاكتشف واستخدم الروح الداخلية للإبداع وهي ستحول حياتك إلى مغامرة مرحة.
ثورة أون لاين- يمن سليمان عباس