ثورة أون لاين– ميساء الجردي
شهدت صحنايا خلال السنوات الأخيرة نموًا سكانيًا وعمرانيًا كبيرين، ولا تزال حركة البناء بكافة أشكالها مستمرة وشبه شاملة لجميع الاحياء في المنطقة وما حولها. وبغض النظر عما إذا كانت هذه المحاضر والأبنية والتعديلات الإنشائية ضمن الشروط القانونية أم لا، فإن هناك مشكلة كبيرة مع مخلفات هذه الأبنية والإشغالات الكبيرة للشوارع. حيث اشتكى السكان من تراكم مخلفات البناء بصورة كبيرة مطالبين البلدية بفرض عقوبات صارمة وفورية تطبق على أرض الواقع على أصحاب العقارات الذين يتركون مخلفات بنائهم دون إزالة، ويعمدون فقط إلى ابعادها قليلا عن موقعهم ويتركونها مرتعًا خصبًا لتكاثر الفئران والحشرات ومصدرا للغبار والتلوث الهوائي.
شوارع متهالكة وبلدية غائبة
ومن جهة ثانية شكا الأهالي من نقص الخدمات الضرورية المتعلقة بالنظافة حيث تفتقر معظم الشوارع لحاويات النفايات مما يضطرهم الى تجميعها في اكوام كبيرة أو رميها على الأرصفة وبجانب الأشجار وخلف السيارات المتوقفة، الامر الذي يؤدي الى حدوث اضرار بيئية سلبية عليهم وعلى االأخرين، كما تفتقر للأرصفة والخدمات الرئيسية من إسفلت وتنظيم لحركة الباعة وبخاصة أصحاب العربات وبائي الخضار الذين استولوا على معظم شوارع صحنايا الرئيسية والمداخل الفرعية وسط فوضى عارمة وأوساخ كثيرة يتركونها خلفهم، دون أي محاسبة من قبل البلدية، الأمر الذي أدى إلى تهالك الشوارع والساحات.
كثرة المطبات والحفر
ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد تحدث أهالي المنطقة عن كثرة المطبات والحفر وكيف اصبحت غالبية شوارع صحنايا القديمة والجديدة متهالكة أكل الزمان عليها وشرب وجراء ذلك نشأت فيها حفر عميقة لا تحل مشكلتها ببعض الترميمات السطحية وبخاصة خلال فصل الشتاء أثناء هطول الأمطار نظرًا لتجمع المياه في جميع الشوارع، مع الإشارة أن الأمر أكثر سؤ أمام المدارس التي أصبحت الشوارع المؤدية إليها شبه ترابية ومحفرة بالكامل.
مطالبين البلدية بضرورة العمل على صيانة وإعادة تأهيل الطرق المؤدية إلى المدينة نظرا لكثرة حفرها وتأكلها، ونظرا لكثرة المركبات المترددة عليها بشكل يومي. وإلى ضرورة فتح طرقات جديدة تخفف العبء عن الشارع الرئيسي وسط البلدة
الحدائق خارج حسابات البلدية
بالإضافة الى فوضى حركة السيارات وعدم الالتزام بقوانين معينة أو اتجاهات معينة لحركة وسائل النقل الامر الذي يؤدي في كثير من الاحيان الى حوادث تصادم ودهس، فإن خدمات البلدية شبه غائبة عن الاعتناء بالحدائق وبخاصة في موضوع الري خلال فصل الصيف مما أدى إلى انقراض معظم الأشجار والغراس السياجية منها. علما أن هذه الحدائق كانت تروى سابقا من خلال صنابير مياه موصولة إليها مباشرة ضمن شبكة المياه النظامية، ولكن خلال السنوات الأخيرة وبحسب أهالي المنطقة فإن البلدية ألغت هذه الخدمة عن الحدئق وحولتها إلى الري عن طريق صهاريج مياه البلدية. والتي بدورها ألغت هذه الخدمة بالتدريج وصولا إلى حدائق بدون غطاء أخضر وبدون أشجار.
أمراض صدرية
ويؤكد سكان الأحياء ذات الشوارع الترابية، والمجاورة للمنشآت المشيدة حديثا أن هناك جزءًا كبيرًا منهم أصبح يعاني الأمراض التنفسية المستمرة فحين يتحرك الهواء تتحول نسماته الهادئة والعليلة كما كانت توصف سابقا في هذه البلدة إلى أتربة ورمال يتطاير غبارها ويشكل عبئًا كبيرًا عليهم، وهم يطالبون الجهات المختصة بالنظر إلى هذا الجانب المهم فيما يتعلق بصحة سكان الأحياء التي تعاني نقص هذه الخدمات.
تحت المجهر
لا ينفي الأهالي وجود عدد كبير من عمال النظافة المنتشرين في شوراع صحنايا لكن ذلك لا يحل سوى جزء من المشكلة. وبرأيهم لابد من توزيع حاويات جديدة في الشوارع ومنع رمي الأوساخ خلف السيارات وعلى الارصفة ومنع البائعي الجوالين والعربات من اشغال الشوارع بهذه الطريقة البشعة ، والاهتمام بالحدائق في ظل هذا التراجع الكبير للغطاء الأخضر في محيط البلدة. وتنظيم حركة السيارات وغيرها من أمور تصب في صلب عمل البلدية بدلا من اقتصار كادرها على متابعة حركة البناء بما يخدم مصالحهم الخاصة.