ثورة أون لاين- هيثم يحيى محمد:
يبدو أن مدينة بانياس ستبقى (مدينة فقيرة) إلى أجل غير مسمى لأسباب مختلفة بعضها موضوعي وأغلبها ذاتي..فرغم حل مجلسها السابق وتشكيل مكتب تنفيذي جديد لها منذ سبعة أشهر ورغم زيارتها من قبل رئيس مجلس الوزراء منتصف نيسان الماضي على رأس وفد حكومي كبير
وتوجيهاته بتنفيذ العديد من الأعمال والمشاريع التنموية في المدينة لم يحصل أي شيء على أرض الواقع لا بل إن الأمور فيها تسير من سيئ إلى أسوأ ولاسيما في مجال النظافة والخدمات المختلفة حيث كان سيتوقف كل شيء فيها منذ نحو الشهر لولا منحها عشرة ملايين ليرة من قبل المحافظ وبشكل إسعافي لإصلاح آلياتها المعطلة.. وفي المجال الاستثماري ومجال تنمية وتطوير المدينة لم يتم استثمار أي من أملاكها حتى الآن لتأمين موارد مالية دائمة لها!
هذا الواقع السيئ طرحناه مع محمد رسلان رئيس مجلس المدينة الذي سمي رئيساً للمكتب التنفيذي المؤقت للمدينة منذ منتصف شباط الماضي على أمل إنقاذ المدينة من واقعها المترهل والضعيف الذي كان السبب في حل مجلسها المنتخب 2012 فماذا قال وبماذا برّر وأين وضع الكرة؟
مشاريع واعدة ولكن؟
يقول محمد رسلان رئيس مجلس مدينة بانياس. وزير الإدارة المحلية والبيئة طلب بعد زيارته للمدينة منتصف نيسان الماضي مع رئيس مجلس الوزراء من المكتب التنفيذي إعداد دراسة أولية (اقتصادية – اجتماعية – فنية) لعدد من مشاريع المدينة مع ذكر أهمية تلك المشاريع وأولويتها وتنفيذاً لذلك تم إعداد الدراسة لعدة مشاريع أهمها (مشروع إنشاء فرن تمويني في حي المروج) بانياس بقيمة إجمالية للكشف التقديري (30497236) ليرة.
وهذا المشروع يحقق إيراداً مالياً للمدينة يقدربـ /10/ ملايين ليرة سنوياً كما يؤمن حاجة أساسية لحي واسع ضمن المدينة – مشروع أعمال تنظيم مجرى نهر بانياس بقيمة إجمالية للكشف التقديري بلغت (555393850) ليرة، ويحقق إيراداً مالياً لمجلس المدينة من الإشغالات السياحية تقدر بـ /20/ مليون ليرة سنوياً كما يؤمن حالة اجتماعية في موقع سياحي مميز ضمن المدينة – مشروع إكساء البناء التجاري على العقار 135 بعمرائيل أوبين العقارية بقيمة إجمالية للكشف (105736440) ليرة.
وهو يحقق إيراداً مالياً لمجلس المدينة من خلال استثماره يقدر بـ / 500/ مليون ليرة ويؤمن مواقع استثمارية لمحال تجارية ومكاتب خدمات متنوعة ضمن المدينة – مشروع معالجة الكورنيش البحري الجنوبي بقيمة إجمالية للكشف بلغت(72007500) ليرة، وهويحقق إيرادا مالياً لمجلس المدينة يقدر بـ /10/ ملايين ليرة سنوياً باستثمار مساحة /1000/ متر مربع للمنشآت السياحية ويؤمن موقعا سياحيا ضمن المدينة لأهالي المدينة والوافدين – مشروع شراء آليات لمرآب البلدية بقيمة إجمالية بلغت (130000000) ليرة، ويشكّل حاجة ماسة لتجديد آليات النظافة والصيانة القديمة ويحقق إنجازاً مستمراً لخدمات المدينة من نظافة وصيانة- فرن تمويني خاص بمجلس المدينة يحتاج للإنشاء بقيمة /100/ مليون ليرة علما أن هناك تخصيصاً للمكان والموافقات اللازمة – مشروع حوض جاف لتعمير السفن في ميناء بانياس- أحواض بحرية لتربية الأسماك (مزارع ثروة سمكية)- استثمار العقار رقم /2650/ سياحياً (فندق ومطعم) العائد بملكية لمجلس المدينة وفق نظام /pot).
أمام الوزارة
ويضيف رئيس مجلس المدينة: تم رفع هذه الدراسة الأولية لوزير الإدارة المحلية والبيئة عن طريق محافظة طرطوس بالكتاب1384 تاريخ16 تموز الماضي وحتى الآن لم يأت الرد وبالتالي لم يستطع المكتب التنفيذي للمدينة فعل أي شيء في المدينة لعدم توافر السيولة المالية..!
وقد ازداد واقع النظافة والواقع الخدمي بشكل عام سوءاً في الفترة الأخيرة بعد أن تعطلت وتوقفت أهم الآليات الخدمية في المدينة(باكر-تراكس-ثلاث سيارات قمامة من أصل ست- ثلاث آليات بوب كات من أصل أربع..الخ)، إضافة لحاجة الآليات الأخرى كالجرارات والضواغط والكانسات والصهاريج والسيارات الخدمية لعمرات وإصلاحات عاجلة قدرت كلفتها بثلاثة وثلاثين مليون ليرة وفق كتاب رفعه مجلس المدينة للمحافظ برقم 1863/ص تاريخ 24 أيلول الماضي طالباً فيه تقديم المساعدة لإصلاح تلك الآليات حيث تم منح المدينة مبلغ عشرة ملايين ليرة للإصلاحات ما أنقذ الموقف بعض الشيء ومؤقتاً.
رد المحافظة
عضو المكتب التنفيذي المختص في مجلس المحافظة المهندسة دلال محمود أوضحت أن المحافظة رفعت الدارسات المتعلقة بالمشاريع المقترحة من مجلس مدينة بانياس إلى وزارة الإدارة المحلية أكثر من مرة وهي بانتظار توجيهات الوزارة.
كما طلبت إعانة مالية لمدينة بانياس من أجل إكساء الطرق مقدارها 150مليون ليرة وما يمكن تقديمه من أجل الآليات والنظافة.
وأضافت المشكلة ليست في تأمين الأموال إنما في الأداء وفي الكادر الإداري والفني ضمن المدينة وفي الجمود الذي تعيشه المدينة رغم حل المجلس السابق وتعيين مكتب تنفيذي مؤقت منذ شباط الماضي، وهذا كله بمسؤولية رئيس وأعضاء هذا المكتب وأكدت أن المحافظة تعمل بجد لتطوير وتنمية واقع المدينة من كافة الجوانب.
ختاماً
مما تقدم يتضح أن واقع مدينة بانياس لما يتغير نحو الأحسن بعد حل المجلس وتعيين مكتب تنفيذي مؤقت لا بل إنه يعاني الجمود إن لم نقل التراجع، وهذا هو حديث الناس والفعاليات المختلفة في المدينة، ومن ثم فإن التفاؤل الذي أبداه البعض بعد التعيين وبعد زيارة الوفد الحكومي للمدينة منتصف نيسان الماضي برئاسة رئيس مجلس الوزراء ذهب أدراج الرياح… فهل يجوز ذلك… وإلى متى؟