طبول الحرب.. وقارعوها..!!

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير: علي قاسم:
لم تعد معادلة التصعيد في السياسة والتسخين في الميدان وحدها تكفي لوقف قرع طبول الحرب، باعتبارها باتت مقصداً يتناوب على قرعها الثنائي السعودي الإسرائيلي، بدفع متعمد من إدارة ترامب، وتحديداً من فريقها الخاص الذي يميل بطبعه إلى إشعال الحروب، وحتى عندما لا تتوافر عوامل كافية، تصطنع الذرائع للذهاب بذلك الاتجاه.

فرغم سيل التحليلات التي تناوبت على قراءة «همروجة» نتنياهو الدعائية، فإن أحداً لم يكن بمقدوره أن يستبعد خيار الحرب الذي يلوح في الأفق، وربما أقرب من ذلك، وخصوصاً مع التلميحات المتصلة بجملة الإجراءات «الحربجية» التي أقدمت عليها حكومة الكيان الإسرائيلي، بدءاً من التفويض الممنوح لنتنياهو ووزير حربه، وليس انتهاء بحزمة المواقف المتدحرجة التي تشي جميعها تقريباً بالقصف التمهيدي الذي يسبق في العادة البدء بالحرب، وتشكل في نهاية المطاف جملة تكتيكات سياسية ولوجستية كإجراءات استباقية للعربدة الإسرائيلية القادمة، والتي تتعدد فيها الاحتمالات، لكنها تقود إلى النتيجة ذاتها، وهي الاستعداد للحرب.‏

هذا لا يعني استبعاد لغة المبازرة ورفع السقف، باعتبارها منهجاً أميركياً من أجل رفع الثمن، وسواء كان بالصفقات غير المباشرة، أم اقتضى الوصول إلى حد دفع التكاليف المترتبة على ذلك، حيث المشاهد العملية والاستنتاجات قد تقود بهذا المنحى، لكنها لا تجزم بأنه الخيار الوحيد الموضوع على طاولة البيت الأبيض، بدليل أن الخطوات التمهيدية للانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي قد بدأت عملياً، سواء كان على مستوى الإجراءات السياسية، أم تعلق الأمر بالخطط الاحترازية التي تمثل في حدها الأدنى رفع وتيرة قرع طبول الحرب.‏

فالمشهد وانعكاساته.. وحالة الذعر في أوساط الاتحاد الأوروبي، تكاد تجزم بالنتيجة المتوقعة، حيث أوروبا التي وجدت في الاتفاق النووي نافذةً للخروج من عنق الزجاجة، عادت إلى حالة الاستعصاء السياسي التي تتأرجح فيها المواقف بين التمسك بالاتفاق، والضغط العملي من أجل تعديل يدرك الأوروبيون قبل سواهم أنه من المتعذر إن لم يكن من المستحيل النقاش فيه، وخصوصاً أن الخيارات الإيرانية تتسع مقابل موجة الانحسار الواضحة للخيارات الأوروبية، التي تجد نفسها أمام سندان ما تحقق بعد الاتفاق، ومطرقة الضغط الأميركي بتحريض سعودي إسرائيلي لا يمكن أن تخطئه العين.‏

الفرق الأكيد عمّا سبقه أن الأجواء مهيأة لتقبل هذه الرعونة، وقد سبق أن مارستها إسرائيل وأميركا نفسها أكثر من مرة، والأخطر أن الحسابات والموازين لا تأخذ بعين الاعتبار النتائج والتداعيات، ولا تتعلم من أخطاء الماضي، بل في بعضها محاولة يائسة للرد على محدودية تلك النتائج، وخصوصاً تلك المتعلقة بالفرق الذي أحدثته قبل العدوان وبعده، حيث المشهد يتدحرج في سياق المكابرة الأميركية على التمسك بوهم فائض القوة الذي يدفع به فريق الحرب داخل الإدارة الأميركية، ويعمل جاهداً لتوظيفه تحت أي طائل، ويشكل هذا الفائض ممراً قسرياً لمختلف المعادلات والحسابات التي تجريها أميركا حين يتعلق الأمر بالعلاقات الدولية وتوازناتها.‏

والرهان هنا يبدو مشتتاً بين الحماقة الإسرائيلية والرعونة السعودية بالتساوي مع الفريق الأميركي، الذي يبدو سابقاً في بعض جوانبه لكلتا الحالتين انطلاقاً من معادلات الصراع الداخلي الأميركي المجزأ بدوره على مراكز النفوذ وقوى متصارعة داخل أجنحة الإدارة الأميركية، وداخل مراكز القرار الأميركي التي وصلت إلى سقوف غير معهودة ولا مسبوقة، بحيث يكون التصعيد الأميركي محاولةً محمومةً للهروب من خلافاتها الداخلية، بكسب الإجماع على محددات تبدو لدى البعض الأميركي مهددة وفق زعمه للأمن القومي الأميركي، فتشكل عكازاً يمكن أن تتكىء عليه إسرائيل للتحريض، وصولاً إلى كسب مشاركة أميركا في أي عدوان قادم.‏

فقرع طبول الحرب ليس للعبث السياسي، بقدر ما هو مخرج مشترك لثالوث «العدوانية» المأزوم الأميركي الإسرائيلي السعودي من مآزق داخلية بالجملة، وحين يصبح المخرج هو الحرب حسب رؤية مراكز بحوث ودراسات غربية وأميركية على وجه التحديد، فعلى المنطقة أن تتحضر لفصولها المتأرجحة، رغم أنها لا تقوى على تحمل التبعات، وليس بمقدورها التكهن بالنتائج التي تبقى رهناً بموازين قابلة للتغيير على نحو دراماتيكي.. فالحروب قد يعرف الكثيرون متى تبدأ.. لكن أحداً لا يستطيع الجزم كيف ومتى تنتهي..!!‏

a.ka667@yahoo.com ‏

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة