كل شيء على وجه البسيطة يموت إذا لم يكن ماحوله قادراً على تأمين شروط البقاء وظروف الحماية الضرورية له.. ليس مانقوله جديداً, ففي ظل الحرب على سورية ثمة أشياء فقدناها بفعل الإرهاب, لكن في المقابل الكثير من الأشياء استعادها الشعب السوري العريق المحب لحضارته ووطنه.. فمثلاً الآثار السورية، لا بل الكنوز التي فُقدت ونهبت وتشوهت من قبل أعداء الحضارة والإنسانية.
لاشك أن الخطر مضاعف لطالما مررنا في أزمة حقيقية وكارثية.. ولاشك أن هناك مَن حاول النيل من حضارتنا وعليائها, لكن البيئات المحيطة بها كانت أقوى وأوعى بكثير..
إنها القناعات والأفكار النيّرة والعناصر والإمكانات التي اشتغلت عليها الجهات المعنية وحققت ونفذّت.. مايجعلنا نشعر بالتفاؤل والإيمان الحقيقي بأن هناك أيادي بيضاء تسعى إلى مزيد من الآفاق وتفضح بؤرة العفونة والجهل.
إنها «الكنوز المستردة» هكذا وصفها المعرض الذي أقيم مؤخراً في دار الأسد وقد ضم حوالي 450 قطعة أثرية تم استردادها بعد أن كانت معدة للتهريب خارج القطر, وقد تم تسليمها الى المتحف الوطني من ضمن مجموعة وصل عددها إلى 8500 قطعة أثرية.
مَن يشاهد هذه الآثار التي تعود إلى عصور ماقبل التاريخ وحتى العصور الحديثة يدرك حجم ما تعرضنا له، ويؤمن أيضاً أن هذه القطع عادت بسواعد رجال الجيش العربي السوري الذين حموا تاريخنا المطرز بحضارات لامثيل لها.. وأكدوا للعالم كله أن سورية كانت ولاتزال مقبرة الغزاة ولن يستطيع أحد انتهاكها.
كنوزنا, أوابدنا, حضارتنا, أبجديتنا أمانة في اعناقنا جميعاً.. ومسؤوليتنا كبيرة في حمايتها والحفاظ والإضاءة عليها.. فتلك هي الثقافة الحقيقية والإبداع والفكر الخلاق الذي لن ينوس في أرض سورية المقدسة.
عمار النعمة
التاريخ: الأربعاء 10-10-2018
الرقم: 16807
الرقم: 16807