معروف لكل من دخل على خط الأزمة في سورية، أن أي اتفاقات لم تفض لخروج الإرهابيين من البلاد بشكل كامل، هي اتفاقات مرحلية الغاية منها حقن الدماء، وتجنيب الأهالي كارثة الحرب ونيران المعارك، لأنه لا يمكن تحمل وجود أي من أولئك التكفيريين في أي منطقة لا على التعيين إلى ما لا نهاية.
الحديث اليوم يدور عن مدينة إدلب التي كانت محور اتفاق سوتشي، والذي انتهت فيه المهلة التي أعطيت للنظام التركي لفصل الإرهابيين عمن يسمون معارضين، من أجل تسريع العملية السياسية وتكثيف حلقات البحث الخاصة فيها، وذلك من أجل إعادة المحافظة وريفها، وجميع المناطق المحيطة فيها إلى كنف الدولة، انطلاقاً من الموقف الحق الذي تمتلكه سورية بالسيطرة على أراضيها، وعملاً بقانون السيادة المفروض تطبيقه على كل شبر من ربوع الوطن، حيث لا يتقبّل عاقل أن تبقى إدلب أو غيرها خارج تلك السيادة.
الاتفاق المذكور وكما تبين عنه، يمهد إلى تطهير المدينة من الإرهابيين، ويعدُّ خطوة مبدئية لاختبار النيات التركية ومن يعمل ضمن ذاك الإطار، وبالتالي على الجماعات المتطرفة وفي مقدمتها «النصرة» مغادرة المنطقة منزوعة السلاح، كي يتم بحث الخطوة الثانية، لأنه حتماً ثمة خطوة أخرى سيتم اتخاذها، سواء أكانت عسكرية أم حوارية تهدف للاستمرار بالحل، وتجنيب المنطقة ويلات الحرب التي إن بدأت لا ضامن لعواقبها.
بالتأكيد روسيا وإيران وبقية الأطراف الحريصة على الحل النهائي تتابع التفاصيل عن كثب، في الوقت الذي لا يزال فيه أطراف العدوان على سورية يعرقلون الاتفاقات، ويختلقون الذرائع والحجج للتنصل من أي التزامات أُلقيت أو ألقوها على عاتقهم، وهذا لن يفيدهم بشيء لأن مجريات الأوضاع باتت في مراحل متقدمة، وما خطط له أولئك باء بالفشل وسقطت كل الرهانات عليه، سواء من الإرهابيين أم ممن سموا أنفسهم بالمعارضين، ولهذا تفتتح التطورات منافذ أكثر واقعية للحل، في الوقت الذي ما زال أعداء سورية يناورون في أماكن أخرى، ويفتحون أبواب جهنم عليهم، غير مدركين أن الإرادة السورية والحليفة لها سوف تنتصر في نهاية المطاف.
حدث وتعليق
حسين صقر
huss.202@hotmail.com
التاريخ: الخميس 11-10-2018
رقم العدد : 16808