يهتز العرش السعودي منذ أحداث الحادي عشر من أيلول بعد تحطم البرجين اللذين ضحت بهما أمريكا، بتغييب كل الموظفين اليهود، وحمَّلت الحكم السعودي المسؤولية على إثر جوازات سفر لسعوديين استقلا الطائرتين. مستندٌ هام في العرف الأمريكي
المؤامرة سابقة للحدث وتجريم السعودية مُحْبَكْ، (ضُرِبَ العصفوران بتفجير واحد) هُزَّ العرش باختلاقاتِ تغيير المناهج، التي طالما كانت تدرس بموافقتهم، وتطبع بإشرافهم ثم أصبحت لا تناسب الزمن، رغم أنها لم تكن تشبه مناهجنا ولا نقتنع بها.
مضت سنواتٌ من سيادةِ ثقافةِ التجهيل في المملكة، وأمريكا تعلم، لا رياضة أنثوية في المدارس ولا حقوق للمرأة.
كثيرة هي المثالب على كل النظم السائدة في المملكة، وكان نضال القائد الخالد حافظ الأسد أن تكون كل الدول العربية في صف تضامني، مرة إثر مرة كانت السياسة الأمريكية تَسحب السجادة رويداً رويداً من تحت العرش السعودي.
بعرفها عفا عليه الزمن، وانتهى دوره الوظيفي، لكن البديل مازال في المطبخ الأمريكي لم ينضج بعد، حتى وُقِّعَ قانون جاستا. (العدالة ضد رعاة الإرهاب).
اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية بإصدار قانون جاستا أن السعودية مسؤولة عن حادث البرجين، بحجة رعاياها، وجرَّمتها بدفع مليارات الدولارات تعويضاً لأسر الضحايا.. ذاك هو العصفور الأول. أما الثاني فهو التحكم في العالم وسيادات الدول.
وصل ترامب رجل الأرقام والصفقات إلى البيت الأبيض، ليرفع الستار عن كل السواد المتخفي بين أروقته؛ ومراكز دراساته وأدوات إداراته وقراراته. وبعد جلسة مطولة مع ثعلب السياسة العالمية كيسنجر، ضَغين الحقد على العرب وسورية تحديداً.
بدأ ترامب بالبقرة الحلوب وحمل منها ما خفّ وزنه وغلا ثمنه، واليوم يهدد حكامها علناً وعلى الملأ، ليجردها من ثرواتها التي لم يتمتع بها الشعب الذي يستحقها وكانت حكراً للأسرة الحاكمة وخاصتهم، والفتات يقتات به الشعب المغلوب على أمره.
لا حياة اقتصادية قوية في (السعودية)، مقابل الصرف الباذخ من الأمراء؛ يتناوله الإعلام الغربي والنواب الغربيون في محافل عديدة. منها ما تم تداوله حول اليخت الذي تجاوز ثمنه عشرة أضعاف ما تباهي به السعودية أنها دفعته لأجل الأونروا.
يبدو أن البديل بدأ ينضج، لذا تتسارع الأوامر والتهديدات الترامبية، التي تُرمى في وجه أزلام البيت الحاكم السعودي. ليس المال وحده ثمن ثبات العرش السعودي، والحرز الحامي لطائرة ولي العهد، وغيره من أفراد البيت الحاكم.
صفقة القرن بند من شروط ثبات العرش، إن لم تتحقق بوجودهم فقد يأتي البديل ليحقق المراد الصهيوني بعد أن منحهم ترامب القدس. وكما وقع ابن عبد الوهاب على منحهم فلسطين، على القائمين اليوم أن يوقعوا شهادة وفاة القضية الفلسطينية.
الميتون حسرة قلوب دويهم أنهم لا يعودون. والمتآمرون على القضية الفلسطينية بقضهم وقضيضهم يعملون على زرع الحسرة في قلوب الفلسطينيين. سعي حثيث لإعلان موتها، ووأد حق العودة. لإعلان الدولة اليهودية التي تعهدها ترامب.
مازال المال المحاصر في المصارف الأمريكية، لا يملكه البيت الحاكم ولا المملكة كسلطة، فقد وُضِعَتْ اليد الأمريكية عليه على أنه جزء من تعويض أسر الضحايا، هو مليارات من الدولارات، والمال المودع في مصارف الغرب يعطى لهم بالقطارة.
أي مال يخصص للتنمية في أرض الجزيرة العربية يعرقل، لا يمكنهم التصرف بمال البترول، أما إن كان لأجل اليخوت والإبل والماعز، أو ليصرف على الليالي الحمراء فلا بأس من سحب المبالغ مهما كانت قيمتها. تكريس ممنهج لسياسة التجهيل..
ولي العهد السعودي مهدد اليوم شخصياً من قبل ترامب. رغم كل صفقات السلاح الذي تدور مصانعه بالمال النائم زمناً طويلاً في المصارف الأمريكية تحديداً.. ذات السلاح الذي يضرب به اليمنيون، من قِبَلِ السعودية، وسورية من الحلف الأمريكي.
أما الحلف الذي تسعى أمريكا صياغته، ليكون موازياً للناتو الأطلسي، ناتو عربي باسم (ميسا)، تنضوي فيه السعودية ومصر وإمارات الخليج. يتطلع لتحقيق سلام الكيان المحتل، والوقوف في مواجهة إيران، وعقد قمته بزعامة أمريكا بداية 2019
البدائل الأمريكية يغصُّ بها مطبخها السياسي، كما كانت في بداية الحرب على سورية تتنطح بالخطة ألف/والخطة ب/ خططها التي سخرت العملاء لهيبتها، ونجحت في غير مكان من الدول، تكسرت على الصخرة الصلد سورية.
هل تسفر سياستها عن ما في جراب مطبخها، وحليفها التركي لأجل نهايات القضاء على الإرهاب في ادلب وكذا شرق الفرات والمناطق المحتلة تركياً، وقاعدة التنف وأماكن تواجد قواتها على الأرض السورية.
نحن أيضاً لنا بدائلنا لكن تحت الشمس وفي وضح النهار.. لأننا نسور لها القمم، ولم نكن يوماً ولن نكون خفافيش ظلام.
إضاءات
شهناز فاكوش
التاريخ: الخميس 11-10-2018
رقم العدد : 16808