مع اقتراب المهل المحددة لتنفيذ اتفاق سوتشي من نهاياتها، يضيق الزمن على النظام التركي الذي لا يمكن أن يكون في يوم من الأيام إلا إلى جانب الإرهاب ضد الدولة السورية.
وبالرغم من أن رأس النظام أردوغان قد وقّع أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتفاق، إلا أنه من الصعوبة بمكان أن يفي هذا النظام بالتزاماته، والتجربة أكبر دليل على نكثه للعهود والمواثيق الدولية، فهو لم يلتزم مع سورية بقانون دولي ولا بمبدأ حسن جوار، حيث فتح الحدود التركية على مصراعيها لعبور الإرهابيين من جميع أنحاء العالم إلى الاراضي السورية.
ونظام أردوغان لم يقف عند حد تسهيل عبور المرتزقة والقتلة، بل راح يقدم المال والسلاح والمأوى لإرهابيي داعش والنصرة، ويدافع عنهما في المحافل الدولية تحت عناوين زائفة.
ومع بدء تطبيق اتفاق إدلب تكشفت أكاذيبه من جديد، حيث تقوم أجهزته الاستخباراتية بمساعدة تنظيم جبهة النصرة الإرهابي على إخفاء أسلحته الثقيلة عن الأنظار من المنطقة التي يجب أن تكون منزوعة السلاح بحسب الاتفاق، ولم يطبق هذا البند إلا على بعض التنظيمات الصغيرة التي ليس لها وزن في المعادلة الميدانية.
ولم تكن حكومة العدالة والتنمية في أنقرة وحدها من يحاول الحفاظ على الإرهابيين في سورية، والاستثمار في وجودهم لتحقيق أهداف سياسية غير مشروعة، بل تتوافق معها الإدارة الأميركية التي أنشأت من أجل هذه الغاية تحالفاً دولياً خارج إطار الأمم المتحدة تحت مسمى «التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب»، ولكنه بدلاً من محاربة الإرهابيين راح يفتك بالمدنيين الأبرياء في سورية وأيضاً في العراق، ومدينة الرقة الذبيحة شاهد حي على زيف ادعاءات واشنطن ومن معها في هذا التحالف اللاقانوني.
والأنكى من ذلك كله هو قيام المروحيات الأميركية بين فترة وأخرى، وأمام عيون العالم المتحضر الذي يتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان، بنقل إرهابيي داعش ومتزعميهم من منطقة إلى أخرى أكثر أمناً، وذلك كلما اقتربت نهايتهم على أيدي أبطال الجيش العربي السوري الذي لن يوقف عملياته العسكرية حتى تحرير كامل الأراضي السورية من الإرهاب وأي وجود أجنبي آخر.
نافذة على حدث
راغب العطية
التاريخ: الخميس 11-10-2018
رقم العدد : 16808