صراعات التفكك وليس التحالف ربما هو ما نستطيع أن نطلقه حالياً على ما تشهده أوروبا وحكوماتها نتيجة عوامل عدة منها داخلية وأخرى خارجية، أبرزها قضية المهاجرين، سواء كانت تلك الصراعات انتخابية أو انفصالية كـ»بريكست».
فـعملية «بريكست» حتى الآن تعيش حالة من الشلل بسبب الانقسامات، فتحت عنوان «تمرد في مجلس الوزراء يهدد خطة رئيسة الوزراء للخروج من الاتحاد الأوروبي» نشرت الصفحة الرئيسية لصحيفة صنداي تايمز مقالاً لتيم شيبمان وكارولاين ويلر حول ذلك.
وتقول الصحيفة: إن ديفيد ديفيز الوزير البريطاني السابق الذي كان مكلفا بإدارة ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، يدعو لتمرد في مجلس الوزراء البريطاني ضد رئيسة الوزراء تيريزا ماي بشأن الخروج من الاتحاد، ويأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه أعضاء في البرلمان: إنهم على استعداد لإقصائها من منصبها إذا لم تغير مسارها فيما يتعلق بسياسات الخروج.
ويتهم ديفيز ماي بالمضي قدما في خطة معيبة وغير متوازنة للخروج من الاتحاد الأوروبي تهدف لإبقاء بريطانيا داخل إطار الجمارك للاتحاد، وهو ما يصفه بأنه أمر غير مقبول على الإطلاق، محذراً من أن إخفاق ماي في التوصل إلى اتفاق بشأن الخروج منه قد يكون له عواقب اقتصادية وخيمة على بريطانيا، وقد يؤدي بها إلى سداد ما يصل إلى 39 مليار جنيه استرليني إلى الاتحاد الأوروبي.
هذا وقد فشل المفاوضون بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي مجدداً أمس في التوصل إلى اتفاق نهائي حول شروط الخروج على الرغم من سلسلة الاجتماعات الماراتونية التي عقدها الجانبان في بروكسل.
وأفادت رويترز بأن الوزير البريطاني المكلف بملف الخروج من الاتحاد الاوروبي دومينيك راب اجتمع مع مفاوض الاتحاد الاوروبي ميشيل بارنييه وعقد اجتماعات أخرى منفردة مع سفراء الدول الاعضاء في الاتحاد وعددها 27 دولة قبل حلول موعد خروج بريطانيا من التكتل بأقل من ستة أشهر.
وأفادت مصادر مطلعة في الاتحاد الاوروبي بأن المفاوضات لم تتوصل إلى اتفاق نهائي يمكن أن يقره قادة الاتحاد الاوروبي خلال الاسبوع الجاري، فيما أشارت مصادر أخرى إلى ضرورة عقد اجتماعات جديدة للوصول إلى اتفاق حول شروط الخروج.
أما في ألمانيا فيخشى حلفاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المحافظون في بافاريا هزيمة انتخابية كبيرة في المقاطعة الواقعة جنوب الألب، يمكن أن يتردد صداها في برلين، حيث تشير التوقعات إلى أن الاتحاد الذي تقوده ميركل، سيخسر غالبيته المطلقة.
ويتوقع أن يحقق الشريك الآخر في الائتلاف الكبير الهش الذي تتزعمه ميركل، وهو الحزب الاشتراكي الديمقراطي، نتيجة سيئة، بينما يبدو الحزب اليميني المتطرف المعادي للهجرة «البديل لألمانيا» على عتبة دخول برلمان المقاطعة.
لكن عنصر المفاجأة قد يدخل هذه المعركة الانتخابية حسب التوقعات، كأن يكون أكبر الرابحين حزب الخضر اليساري الميول، الذي تضاعفت نسبة التأييد له منذ انتخابات المقاطعة السابقة لتصل إلى حوالي 18 بالمئة، وهو ما سيجعله ثاني أقوى الأحزاب، وإذا صحّت التوقعات، ستكون انتخابات بافاريا خطوة أخرى نحو تراجع الأحزاب التقليدية وشرذمة المشهد السياسي كما يُشاهد في ديمقراطيات غربية أخرى.
وبالنسبة لميركل التي ضعف موقعها في ولايتها الرابعة والأخيرة، فإن ذلك سيفاقم الضغط السياسي عليها قبل أسبوعين من انتخابات محلية خطيرة أخرى، في مقاطعة هسن بوسط ألمانيا.
وقال رئيس البرلمان فولفغانغ شويبله، الحليف القديم لميركل: إن انتخابات المقاطعتين ستؤثران على السياسات الوطنية وبالتالي سمعة المستشارة.
ومن المفارقة أن إحدى النتائج المحتملة لانتخابات بافاريا قد تكون فرض تحالف غير ممكن بين المحافظين والخضر وهو ما يمكن أن يشكل سابقة لحكومات وطنية مستقبلية.
هذا وقد أظهرت النتائج الاولية للانتخابات البرلمانية في ولاية بافاريا الالمانية خسارة الحزب المسيحي الاجتماعي شريك حزب انجيلا ميركل للأغلبية المطلقة.
وذكرت وسائل الاعلام الالمانية ان الحزب حقق أسوأ نتيجة له في تاريخه لم تتجاوز 35 بالمئة في انتخابات الاحد.
من جهة ثانية مني الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا بخسارة كبيرة أيضا ولم يتمكن من تجاوز نسبة العشرة بالمئة ما يعني خسارة نصف المقاعد في برلمان الولاية، بينما تمكن حزب الخضر من تحقيق انتصار وصف بالتاريخي في الولاية بحصوله على أكثر من 18 بالمئة من عدد الاصوات متقدما على حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الذي حصل على نسبة 11 بالمئة من الاصوات.
وكالات-الثورة
التاريخ: الأثنين 15-10-2018
رقم العدد : 16811