العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لم يتوقف يوماً، حاله كحال باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكن العالم يشهد أن القطاع تعرض للقصف والعدوان أضعاف ما تعرضت له أي منطقة فلسطينية، وأن أبناء القطاع عانوا ما لم تعانه منطقة فلسطينية أخرى.
صحيح أن القطاع شهد حالات من الهدوء بعد دحر المحتل الإسرائيلي في عام 2005، لكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال توقف العدوان الذي استمر بأشكال متنوعة وفي مقدمتها الحصار الخانق على القطاع الذي حرم الأهالي من أبسط مقومات الحياة.
وبالرغم من ذلك فإن روح المقاومة والصمود التي يرسخها أبناء القطاع سواء في مواجهة الحصار أم في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية تؤكد أن شعلة النضال الفلسطيني من أجل التحرر لم تتبدل، وانه مهما تعرضت القضية الفلسطينية لانتكاسات ومؤامرات من بعض أبناء فلسطين ومن بعض العرب فإن إرادة الصمود لن تنطفئ وإن خيار المقاومة في المنطقة يتعزز ويقوى.
حاولت حكومة الاحتلال خلال السنوات الماضية إيجاد نزاعات جانبية بين دول المنطقة بهدف حرف البوصلة والانتباه عن اس الصراع في المنطقة – الصراع العربي الإسرائيلي- وعمدت إلى الاستفراد ببعض الأنظمة العربية والتطبيع معها وإثارة النزاعات في الدول المقاومة بالتعاون مع حليفتها واشنطن.. وهي نجحت إلى حد ما في خطتها، لكنها فشلت حتى اليوم في اطفاء جذوة المقاومة وإرادة الصمود التي تتعزز لدى شعوب المنطقة في فلسطين ولبنان وسورية يوماً بعد يوم.
ما يجري في فلسطين على سياج القطاع من مسيرات العودة وفي خان يونس من صمود ضد الاحتلال، يؤكد أن روح المقاومة التي غرستها سورية في المنطقة تنمو وتكبر، رغم الخيارات الخائبة لبعض الفصائل الفلسطينية ورغم النكران والتنكر الذي أظهرته تلك الفصائل بحق سورية، ورغم التخلي والتطبيع من قبل بعض الأنظمة العربية، ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم.
أبناء فلسطين يقولون اليوم لكل من راهن على تطبيع أو صفقة قرن، إن خيار المقاومة اليوم أقوى وهو يثمر صموداً ونصراً في سورية وفي فلسطين، فمن أراد السير في طريق النصر عليه اختيار طريق دمشق ولا طريق آخر. فالمقاومة في لبنان شاهدة، ونصر سورية شاهد، وصمود أهل القطاع شاهد.
عبد الرحيم أحمد
التاريخ: الأربعاء 14-11-2018
رقم العدد : 16836
السابق