تدخل منطقة الشمال السوري مرحلة جديدة، وذلك مع إطلاق التنظيمات الإرهابية الرصاصات الأخيرة على اتفاق سوتشي، بعد أن أوعزت إليها الأطراف والأنظمة الداعمة بذلك، بهدف العودة إلى المربع الأول، وتعقيد الأوضاع وتشبيكها، ثم رمي الكرة إلى ملاعب الأطراف الأخرى بانتظار ردود الفعل، متوهمة أن المناورة الأخيرة التي تلجأ إليها قد تحمي مرتزقتها، أو تجعلهم في مأمن من ضربات الجيش العربي السوري القادمة.
إرهابيو النظام التركي وغيره يأملون بإحياء مسرحياتهم الممجوجة، وتكرار اسطواناتهم المشروخة، عبر ما يريدون الإعداد له لتجديد فكرة التدخل الأميركي والعدوان الغربي، لكن تمنياتهم باتت في لحظات الحلم الأخيرة، ومسألة إيقاظهم تبدو قريبة وسوف تنقلهم إلى واقع ميداني ملتهب قد يحرق الأخضر واليابس تحتهم ومن حولهم.
لا الكيماوي ولا غيره من ذرائع وأضاليل سوف تفيدهم، والدليل مرحلة التخبط والاقتتال التي يمرون فيها، وأيام الفوضى التي تسرّع نهايتهم، وكأنهم يعيشون في عالم لا يسمعون فيه الأخبار ومنقطعون فيه عن التطورات القادمة، عبر توق بعض الأطراف التي ناصبت العداء لسورية لفتح القنوات الدبلوماسية معها، حتى بات أولئك في واد وداعموهم في واد آخر، وتغيرات المشهد بعيدة عنهم لا يستطيعون تمييز خطوطها ومضامينها.
تنحسر اليوم التنظيمات الإرهابية وتتراجع، كما تفقد الأماكن التي تواجدت فيها، ويختفي مرتزقتها إما قتلى أو هاربين، في الوقت الذي تطيل فيه الدول الداعمة لهم الوقوف على الأطلال، وبالتزامن مع توق بعض الأدوات لفتح صفحة جديدة مع الحكومة السورية، إلا أن خوفها من أسيادها في البيت الأبيض الأميركي يؤخر اتخاذها القرار المصيري الذي سيجنبها بالتأكيد لهيب المعارك فيما لو اشتعلت.
أولئك وغيرهم يرقصون اليوم على موجات التردد، متوجسين العودة عن الطريق الذي يسيرون فيه، طمعاً بتحصيل المكاسب، غير مدركين أن اليد الوحيدة الممدودة لهم هي يد الدولة، وأن الحضن الذي يحميهم ويحقق لهم ما يصبون إليه هو حضنها، في الوقت الذي مازالوا يديرون ظهورهم لها، متوهمين أن تلك الاستدارة قد تؤخر الحل السياسي المنتظر أو تعرقل طموحات السوريين بحل الأزمة التي عصفت ببلادهم.
حدث وتعليق
حسين صقر
huss.202@hotmail.com
التاريخ: الخميس 22-11-2018
الرقم: 16842