في الوقت الذي كان ينتظر فيه المواطن وصول رسائل اطمئنان من الجهات الرسمية توضح له بأن قفزات ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء بشكل جنوني بأيام قليلة ما هي إلا لعبة مكشوفة ومتوقعة من المضاربين ولن تسمح بانعكاسها بتاتاً على أسعار المواد والسلع في الأسواق.
يظهر علينا أحد المسؤولين ليؤكد أن ما يحصل في الأسواق لا أحد يعرف مبرره ولكنه بالتأكيد لعبة كبيرة ليدعمه رئيس اتحاد المصدرين السوري بتصريح أكثر غرابة ومفاده أن الهزات الحاصلة في سعر الصرف بالسوق السوداء سببها المضاربون والذعر الذي تبعه لا مسوغ له.
لانعتقد ان في الامر اكتشاف فمن الوهم الاعتقاد للحظة أن المضاربين المتربصين والمستغلين لمثل هذه الثغرات الفاضحة سيهدأ لهم بال كي يعاودوا ممارسة تلاعبهم بسعر الصرف ليحققوا أكبر قدر ممكن من الأرباح وهذا ما حصل بالأيام الأخيرة في ظل صمت واضح وغير مفهوم من الجهات الرسمية أو أقله أن تضطلع الوزارة المعنية بحماية المستهلك بدورها في ضبط سوق المواد وحرمان التجار وأصحاب المحال من استثمار الظرف ليرفعوا أسعارهم ويستغلوا الناس وما سهل من استمرار حركة التلاعب بسوق الصرف بطء التعامل معه من إدارة المصرف المركزي ومن خلفها مجلس النقد والتسليف الذين بقيا يتابعا ما يحصل وكأن الأمر لا يعنيهما.
سيناريو مكرر دأب من راهنوا على ضرب الاقتصاد السوري ورمزه الأهم الليرة السورية على تنفيذه وإخراجه بطريقتهم ووفق مصالحهم وأهدافهم من بداية الحرب على سورية وفشلوا في كل مرة رغم الارتدادات السلبية الكبيرة الناجمة عن تلك الممارسات على معيشة المواطن ومرد هذا الفشل لم يرتبط مطلقاً بالإجراءات والتحضيرات الوقائية الحكومية والمصرفية والمالية التي كان يفترض أن تواجه بقوة وعزم وآليات مبتكرة كل تلك الهجمات وإنما بفضل انتصارات الجيش العربي السوري الذي وسع من رقعة الأراضي المحررة من رجس الإرهاب وفق خطط محكمة وتنفيذ عالي الدقة لها على الأرض وببرنامج زمني محدد لم يرتقِ المسؤولون لدينا حتى اللحظة لمستوى التعلم منه واعتماده وخير شاهد ما نعيشه حالياً.
الكنـــــز
هناء ديب
التاريخ: الخميس 22-11-2018
الرقم: 16842