دامت الحرب على سورية سنوات سبع ونيف، رغم كل عقدها وكربها لم تقع ولم يحقق عدونا هدفه في إيصالها إلى منحى الدولة الفاشلة، وإن حقق بعض أهدافه فيها استنزاف شبابها إما في استشهادهم أو تهجيرهم أو تخفيهم في أثواب عدة ضد بلدهم
لم يكن نصر سورية فائض نضال؛ بل أساساً من دمٍ سقى تربها،
فأورق نصراً، دم يتحرك في أحشاء الأرض، لا يترك للسبات أن يتمكن مِنْ يَقَظَةِ مَنْ ذادوا عن حياضها، أرض الكنوز السورية تدخر كنزاً جديداً، دماء أبنائها الطاهرة لا يقدر بثمن.
حق السوريين لا يضيع وإن تجمع العالم كله على نهبه، هاهو حق الفلسطينيين رغم مضي أكثر من سبعين عاماً، ظن الصهيوني الغاصب أن الكبار يموتون والصغار ينسون والزمن يمضي بهم في بلاد اللجوء، فتموت القضية الفلسطينية وأداً بجراحها.
مخططات وخرائط تُرْسَمُ نهاراً جهاراً بعد أن كانت تحاك في ظلام وظلمات، لأنها تجد اليوم مرحبين سافري الوجوه، ما عاد يكسفهم حياء أو دين، بل أصبح الدين مطية لتطرفهم، ومبرراً للعنف الذي يمارسونه على من ادعوا يوماً أنهم بنو جلدتهم.
جينات عُدِّلَتْ وراثياً لكن الأصل غلاب، الجذر السيء يطرح فروعاً يأكلها السوس والمَنّْ، حتى تتساقط وتهوي واحداً تلو الآخر. مهما حاولوا إطفاء الأنوار، وتجميل الحكايات الشائهة، لتدمير البنية المعرفية للأصل الأصيل، ستخفق الإيحاءات الوهمية.
التاريخ المشوه لن يخفيه تزوير الهوية، وكتابتها بالأبجدية العربية، ولا التخفي خلف دروع خشبية، فجميعها تنتفي منها قدسية الإنسانية، أمام وحشية قصف الآمنين الأبرياء، ليستحيل اليمن السعيد إلى تعاسة ساحقة، اصطفافات هدامة لفتن وانزلاقات
الدم الذي جادت به المقاومة على مدى سنوات، هزمت فيها العدو الصهيوني هزيمة نكراء. آخر جولاتها وليست الأخيرة تلك التي كانت في غزة، مرة بعد مرة، حاول فيها العدو الصهيوني الادعاء بأنه متفوق إلى أن فضحت هزيمته باستقالة ليبرمان.
الصهيونية التي تدير الإدارة الأمريكية، والكثير من دول العالم باعتراف نتنياهو متبجحاً بذلك، تُهزم اليوم أمام الحق الفلسطيني. هي ذات الإرادة التي تحررت يوم هزم الكيان الصهيوني في تشرين 1973 والتي عملت الصهيونية على إفراغ نصره.
نتنياهو تلميذ ثعلب الصهيونية كيسنجر، الذي عمل على ربط مصر والأردن بالكيان الصهيوني وتحصين حدوده معهم، يحاول لعب دور أهم بتطبيع يجاوز الدبلوماسية مع دول تضع ذاتها في الخانة العربية، لتهميش مقاومة غزة، إلا أن غزة تنتصر..
المقاومة التي انتصرت بصمودها، وفعلها على الأرض في سورية، نبع المقاومة وسندها ضد حرب الإرهاب العالمية عليها. هي ذاتها التي انتصرت في لبنان الـ 2000 ـــ 2006والتي تنتصر اليوم في غزة فلسطين، بمفاجآت أذهلت العالم.
اليوم في الكيان الغاصب ترتفع المقاصل، ويبرز التخوين وتزلزل الأرض تحت نتنياهو الذي وعد بصفقة القرن؛ التي تموت اليوم على نعش الصهيونية العالمية، غزة أماتت فرحته بزيارة دول التطبيع، وفرحته بالقدس التي أهداها إليه ترامب.
الدول التي رحبت بمسؤولي الكيان، نصر غزة ومفاجآته للعالم جعلها اليوم أسيرة شباك الارتهان، التي هزت الكيان في قواعد الاشتباك، أرض أراد الكيان إكراهها على النسيان، هي اليوم تستعصي على طحالبه التي حاول بها إطفاء مصباح النصر.
الأرض التي تختزل الزمن الآتي بآيات النصر، ممسوكة اليوم بدم الشهداء، سِرُّ نصرها الذي حيّر العالم إن في سورية أو في غزة. واليمن تسير على طريق النصر هل استيقظ العالم مؤخراً على همجية الحرب الوهابية ضدها.أهي حفرة أمريكية؟؟..
بدائل أمريكا جاهزة دوماً، اليوم تروج الصحف الأمريكية باستبداد النظام السعودي وتنعته بالوهابي وتجرم ما فعله باليمن. وتربط بين رعونة ترامب وتبرئة ابن سلمان من قتل (الخاشقجي) أهي حفرة كتلك التي ضاعت فيها العراق، مع اختلاف الحالة.
الخيار الوحيد أمام العرب ومن يَدْعُوِن ذاتهم عرباً هو توحيد المقاومة، لأجل حاضر الأمة ومستقبلها بعد القحط الذي حلَّ بها. ولمواجهة إسقاط مساعدة وتغذية الإرهاب، الصهيونية تمارس في فلسطين إرهاباً منظماً، تنقله بأدوات محلية رخيصة للجوار.
إضاءات
شهناز فاكوش
التاريخ: الخميس 22-11-2018
الرقم: 16842