تبلورت في سياق لقاءٍ للإعلاميين المهتمين بالمسألة الصحية في سورية، دعا إليه مكتب دمشق لمنظمة الصحة العالمية، فكرة دعم الأداء الإعلامي الميداني لتقصي واقع الوعي الصحي في المناطق السورية التي رزحت لسنوات تحت نير الاختطاف الإرهابي لها وحرمان أهلها من التعليم والعلم،
ورأت السيدة إليزابيت هوف الممثل المقيم لمنظمة الصحة العالمية في الجمهورية العربية السورية أن الحكمة من هذا التقصي الإسراع في إيصال المعلومات الصحية العامة التي تشكل أساس الوقاية، ومعلوم أن درهما منها خير من قنطار علاج، وقدم الدكتور محمود كريم الخبير العالمي في الوبائيات أمثلة عديدة عن أهمية الاعتماد على الوقاية لاسيما وأن بعض الأمراض لا دواء لها مثل الكريب (الانفلونزا) أو اليرقان A وهناك أمراض صعبة الشفاء كالإيدز والسل والمالطية والزحار يمكن تجنبها بغسل الأيدي بالصابون وتعقيم الحشائش التي تؤكل نيئة بالخل والملح وغلي الأدوات الجراحية أو الحلاقة ١٨٠ درجة وليس مئة درجة فقط. إنها لفرصة ثمينة أن تبدي منظمة الصحة العالمية استعدادها للتعاون مع الإعلاميين السوريين على هذا الصعيد الصحي – البيئي، ولقد اقترحت تسيير باص للإعلاميين إلى المناطق التي انتزعت من قراصنة الإرهاب من دمشق حتى البوكمال، وأغنت الزميلة ميساء الجردي الصحفية في جريدة الثورة الاقتراح بأن يرافق الإعلاميون خبراء المنظمة وربما الممثل المقيم لها ولا سيما أن مدير الأعلام في مكتب هذه المنظمة الاستاذ يحيى بوظو، الذي أدار اللقاء كان لفت الإنتباه إلى أن العاملين في منظمة الصحة العالمية في دمشق يقومون بمثل هذه الزيارات الميدانية دورياً. وما من شك أن الفرصة ثمينة جداً، وهي تتيح نقلة نوعية للإعلام التنموي إلى الميدانية ( أكد مجلس الشعب في سياق مناقشته لموازنة وزارة الإعلام لعام ٢٠١٩ وهي ١٣ملياراً و ٧٢٢ مليون ليرة سورية على التركيز على الإعلام التنموي ) ولعل أهم أسسه العمل الميداني والاطلاع على الواقع والإصغاء لجمهور الوسيلة الإعلامية.
وهذه الفرصة هي ثمرة تميز مكتب دمشق لمنظمة الصحة العالمية في سورية بحيوية ملائمة لظروف الحرب، إذ نجح هذه السنة في تأمين مساعدات لسورية بعشرين مليار ليرة سورية ٨٠./. منها لوزارة الصحة.
إنها فرصة لإعلام ميداني أقوى في مرحلة إعادة الإعمار هي في صالح شريحة واسعة جداً من المواطنين السوريين.
أروقة محلية
ميشيل خياط
التاريخ: الخميس 22-11-2018
الرقم: 16842