أكثر من شهرين مرّ على اتفاق سوتشي حول إدلب، وما زال النظام التركي يراوغ ويتهرب من تنفيذ التزاماته حول المنطقة منزوعة السلاح، ممنياً نفسه أن تحقق أدواته الإرهابية في سورية شيئاً ما على الأرض، يتناسب مع أوهام العثماني الجديد أردوغان، إذا ما ماطل هذا الأخير أطول مدة للقيام بما التزم به أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ومع أن الاتفاق المذكور هو آني ومرحلي- أي إنه يسبق عودة إدلب وما حولها في نهاية المطاف إلى سيادة الدولة السورية- غير أن الجانب الروسي يبدي رغبة في تنفيذه بالوقت الحالي بشكل كامل، لذا تم استدعاء وزير دفاع نظام أردوغان منذ يومين إلى سوتشي لتذكيره والضغط عليه لتنفيذ ما عليهم من هذا الاتفاق الذي إذا فشل في الأيام القليلة القادمة، فسيكون عندها الكلام الفصل في هذا الموضوع للجيش العربي السوري ولا أحد غيره.
وأمام خروقات التنظيمات الإرهابية المنتشرة في إدلب وما حولها، والتي لم تنقطع أبداً ضد المواقع السورية، يجب أن يكون هناك موقف واضح من قبل قمة الدول الضامنة لعملية آستنة، والمزمع عقدها أواخر الشهر الحالي في العاصمة الكازاخية، وتحميل النظام التركي مسؤولية انهيار الاتفاق، وأي خرق يرتكبه الإرهابيون ضد وحدات الجيش العربي السوري المرابطة في المنطقة.
وصحيح أن مناطق خفض التوتر واتفاق إدلب جاءت في سياق حلول سياسية مرحلية ومؤقتة، تم التوافق عليها بين الدول الضامنة بعد التشاور بين موسكو ودمشق التي وافقت بدورها على الجهد الروسي المشكور فيما يخص اتفاق المنطقة منزوعة السلاح، غير أن الحل الدائم هو عودة إدلب وغيرها إلى حضن الوطن، سواء كان ذلك بالحل السلمي السياسي أم بالحسم العسكري، وجيشنا البطل بعد أن أعلن مؤخراً المنطقة الجنوبية خالية من الإرهاب الداعشي، عينه على ما تبقى من المناطق السورية كي يطهرها من التنظيمات الإرهابية، وكل وجود أجنبي غير شرعي.
بقعة ساخنة
راغب العطيه
التاريخ: الخميس 22-11-2018
الرقم: 16842