احتجاجات الفرنسيين تتصاعد في وجه الرئيس إيمانويل ماكرون، مع رفضه التراجع عن قراراته الأخيرة بحقهم وتعديل أوضاع العاملين الاقتصادية والإصرار على تعنّته بما يفاقم معيشتهم ويرفع من الأضرار التي تلاحق أوضاعهم، لتنطلق حملة قوية ضده تأخذ في شعارها السعي لإسقاطه ضمن سلسلة من حملات الاحتجاج وبعدما أهانها ماكرون بشكل فظ. وضمن ذلك أعلنت حركة «السترات الصفراء»، 1 من كانون الأول القادم، موعداً لتحركها الاحتجاجي الثالث، ودعت المتضامنين معها للخروج إلى الشارع لإسقاط الرئيس إيمانويل ماكرون.
وجاء نداء الحملة الثالثة بعد التصريحات التي أدلى بها ماكرون واصفاً الاحتجاجات بالمهينة والمخجلة لقيم الدولة الفرنسية والفرنسيين.
وبدأت بعض الأصوات تتعالى محذرة من أن تكون «حركة السترات الصفراء» قد اخترقت أو مخترقة أصلاً من بعض الجهات أو الأحزاب المعارضة على رأسها اليمين المتطرف.
وكانت جادة الشانزليزيه شهدت أعمال صيانة وتنظيف لإزالة آثار المظاهرات والمواجهات التي تجددت أول أمس.
ومع هذا التصعيد الاحتجاجي ضد ماكرون أعلنت مديرية الشرطة في العاصمة الفرنسية باريس أن قوات الشرطة اعتقلت خلال المظاهرات التي شهدتها المدينة أول أمس نحو 103 أشخاص، مشيرة إلى أن معظمهم أوقفوا قيد التحقيق.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن حصيلة المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن كانت 24 مصاباً بينهم خمسة من قوات الأمن حيث أطلق عناصر الدرك وشرطة مكافحة الشغب قنابل الغاز المسيل للدموع واستخدموا خراطيم المياه على المتظاهرين الذين رشقوا عناصر الشرطة بمقذوفات مختلفة وتحصنوا خلف متاريس، بينما تدخل عناصر الإطفاء لإخماد حرائق أشعلها المتظاهرون في المتاريس التي أقاموها والتي تسببت بأعمدة كثيفة من الدخان الأسود اختلطت بالدخان الناجم عن القنابل المسيلة للدموع.
وكانت باريس شهدت احتجاجات ضخمة في إطار ما بات يعرف بحركة «السترات الصفراء» والتي تشهدها فرنسا للأسبوع الثاني على التوالي تنديداً بسياسات ماكرون الاقتصادية والتي أثارت غضب عشرات الآلاف من العمال والمتقاعدين وأدت الى تفاقم المشكلات التي يواجهها بما فيها تراجع شعبيته بين الفرنسيين على نحو متسارع، كسلفه فرانسوا هولاند، وحيث احتشد السبت الماضي عشرات آلاف المتظاهرين في ساحات باريس ضد ارتفاع تكاليف الوقود والسياسات الاقتصادية لحكومته.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 26-11-2018
رقم العدد : 16845