مع مطلع الأسبوع القادم يتوجه آلاف التلاميذ لتقديم امتحاناتهم الفصلية التي تعتبر مهمة جداً لتقييم وضعهم الدراسي، والانتقال بهم الى مرحلة دراسية جديدة ملؤها النشاط والجد والاجتهاد والتفوق.
وتشهد معظم الأسر حالة من الاستنفار الكامل للجهود والطاقات لمساعدة أبنائهم على اجتياز هذه الامتحانات بكل نجاح وتفوق، ويقوم بعض الاهل باتخاذ تدابير وإجراءات استثنائية استعدادا لأيام الاختبارات، وفي غالب الأحيان تكون تلك الإجراءات مفرطة في وقعها وأثرها السلبي على التلميذ، كحرمانه من اللعب ومضاعفة ساعات الدراسة بشكل لا يقدر عليه ومنعه من الاتصال والالتقاء بأصدقائه ورفاقه، وتخويفه من الامتحانات.
إن مثل هذه التدابير والإجراءات والسلوكيات التي يقوم بها الأهل غالباً ما يكون مفعولها عكسياً، حيث تزيد من توتر وقلق وخوف التلميذ من الامتحانات، بل يؤدي به الامر في بعض الأحيان الى رفضه وكرهه لها بشكل كبير وهذا ما يترك تداعياته وآثاره السيئة على نفسية التلميذ خصوصاً إذا كان طفلاً صغيراً في المراحل الدراسية الأولى.
إن مساعدة الاهل لأبنائهم خلال فترة الامتحانات تبدأ من ترغيبهم في الامتحانات لا من ترهيبهم وتخويفهم منها، ومن ثم تهيئة الظروف المواتية للدراسة والحفظ، خصوصاً أجواء الهدوء والطمأنينة بعيداً عن أجواء المشاحنات والخلافات والصراعات والمشاكل الاسرية والاجتماعية.
ومن أهم الأمور التي تساعد التلميذ على الدراسة والحفظ والتذكر هي عملية التسميع التي يقوم بها التلميذ لوحده أو بمساعدة الأهل لأنها تساعده على تثبيت المعلومات والاحتفاظ بها، ذلك أن القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات تتضاعف عندما يكون هناك قدر كاف لها من التسميع، وهذه المهمة أي مهمة التسميع غالباً ما تكون منوطة بالأهل لأنها لا تساعد التلميذ على الاحتفاظ بمعلوماته فحسب بل تعطيه قدراً كافيا من الثقة بنفسه وتصبغه بالطمأنينة والراحة النفسية التي تساعده على الحفظ والدراسة واجتياز الامتحانات بنجاح وتفوق.
فردوس دياب
التاريخ: الخميس 13-12-2018
الرقم: 16859