فجأة ودون مقدمات وبعد استقرار دام أشهراً للدولار بدأ بالارتفاع دون سبب مبرر ولم يعكس توقعات الناس التي استبشرت خيراً بعد انتصارات الجيش العربي السوري وعودة الأمان إلى معظم ربوع الوطن.
طبعا كثرت التحاليل والاقاويل عن سبب هذا الارتفاع المفاجئ للدولار وجميعها اتفقت على أن السبب هو المضاربات .
وعلى الرغم من اجماع أصحاب الشأن والفعاليات الاقتصادية على أن الدولار سينخفض قريباً في ظل وجود عوامل اقتصادية داعمة لليرة مع نشاط الحركة عبر منفذ نصيب الذي يعد أحد مصادر القطع الأجنبي وأن التوازن سوف يعود للسوق وهذا أمر مؤكد وسوف يخسر المضاربون”.
ولكن الدولار خالف التوقعات ولم ينخفض بل هو في صعود مستمر أي أن الأمر لا علاقة له بالصفقات التجارية ولا بمعبر نصيب… بل الأمر مضاربات خالصة…؟!
وازداد هؤلاء المضاربون شراسة عندما لم يجدوا من يردعهم من الجهات المختصة…!وهم قد عقدوا العزم على ايصاله الى الالف ليرة .
وأصبح الدولار يغلق كل يوم على ارتفاع جديد…وليلحق به الذهب الذي قفزت أسعاره خلال فترة لا تتجاوز الشهر إلى ما يقارب الألفي ليرة وتحت حجج وذرائع مختلفة لا تندرج تحت أي نظرية اقتصادية…!!
ففي كل صباح تطالعنا نقابة الصاغة بنشرة أسعار الذهب وهي طبعاً على ارتفاع..!
مرة بحجة أن الدولار المحلي ارتفع لذلك تم تسعير الذهب اليوم بناء على هذا السعر…؟ّ!وفي اليوم التالي يتم التسعير بناء على سعر الأونصة عالمياً…وكأن باعة الذهب يستوردون الذهب بشكل يومي.. على مبدأ باعة الخضار والفواكه.!
ومرة يرفعون سعر الذهب بحجة أن المالية فرضت عليهم ضريبة كبيرة ،وهكذا دواليك..
والمواطن وقع في حيص بيص… ولم يعد يعرف ماذا يفعل، ومن يصدق، وهو الخاسر الوحيد في معركة المضاربات من قوت عياله وصحتهم وتعليمهم.
ولكن كيف نسمح لهؤلاء المضاربين أن يعيثوا فساداً باقتصادنا؟!
وهل حقاً بعد هذه السنوات العجاف لم نستطع أن نكبح جماح هؤلاء المتلاعبين بأحلام الناس , قبل ان يذهبوا بكل الانجازات التي تحققت ادراج الرياح؟! .
اسئلة نطرحها على مبدأ أسمعت لو ناديت حقاً.
ياسر حمزة
التاريخ: الخميس 13-12-2018
الرقم: 16859