جهود حثيثة تبذلها وزارة الصحة لرفع سوية الحالة الصحية للأفراد، وخدمات جليلة تقدمها من خلال المشافي والمراكز الصحية المتوزعة، إلا أنها لا تفي بالغرض ولا تسد حاجة المرضى المراجعين، ولاسيما أن عددها لا يتناسب مع عدد المرضى الذين يقصدونها من كافة المحافظات.
لعبت الأزمة دوراً كبيراً في تراجع تأمين المستلزمات الطبية من أجهزة وأدوية وغيرها، إضافة إلى الإجراءات الاقتصادية الجائرة الأحادية الجانب التي فرضت على مختلف القطاعات وشملت القطاع الصحي بشكل كبير، ونتج عن ذلك نقص في قطاع المشافي العامة والخاصة بالأجهزة الصحية وخاصة ما يتعلق بأجهزة المنافس الطبية التي تستخدم للمرضى الذين أصبحت حالتهم حرجة.
حتى أن غرف العناية المركزة أضحت مصدر قلق مخيف ليس للمرضى وحدهم، بل طالت ذويهم، وغدت مكتظة بالمرضى بمختلف معاناتهم، في وقت تزايدت الأمراض المختلفة وخاصة لدى كبار السن وغيرهم ممن بحاجة إلى المنفسة الطبية، كما بات البحث عن سرير شاغر أمراً في غاية الصعوبة والمنال.. لسبب أن الكثيرين لا يسمح وضعهم المادي في الدخول إلى المشافي الخاصة نظراً لأجورها الباهظة بلا أي رقابة.
بالمقابل الحالات الصحية الحرجة لا يمكن إرجائها لمريض بحاجة لسرير شاغر في قسم العناية الفائقة، أو جهاز التنفس الاصطناعي- المنفسة الطبية- لمريض قد يتوقف نبضه أو طفل حديث الولادة بحاجة لحاضنة، وكم هو كثير عدد حالات الوفيات وخاصة الأطفال لهذه الأسباب.
لا ننكر أي جهود للنهوض بالخدمات الاستشفائية والعلاجية في كامل المشافي والمراكز الصحية العامة، ورفدها بالأجهزة الطبية، الأخرى، إضافة إلى جودة الخدمات ومجانيتها وتميزها على كافة الأصعدة، وتلافي النقص وتأمين كل المستلزمات الطبية التي يحتاجها القطاع الصحي، لكن من الضرورة بمكان إيجاد بدائل سريعة لتدارك النقص في المنفسات الطبية وغيرها والتي تنقذ أرواح الكثيرين من مرضى الحالات الحرجة في حال توافرها.
عادل عبد الله
التاريخ: الثلاثاء 18-12-2018
رقم العدد : 16863
السابق