صناعة الرغيف!

على الرغم من حجم الدعم المادي الكبير الذي تقدمه الدولة لقطاع المخابز والأفران ودأبها المستمر لتأمين الدقيق والمازوت والخميرة وتزويدها بكل مستلزمات عملها بالسعر المدعوم حتى في أصعب الظروف، إلا أن الكثير من المخابز سواء العامة أم الخاصة لم ترتق بعد بمستوى صناعة رغيف الخبز الذي يدخل كل بيت وضمن احتياجات كل أسرة.
ورغم وعود وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وتعاميهما المتكررة بضبط الأفران وتقديم خبز بمواصفات جيدة إلا أن جهودها لم تفلح بالشكل المطلوب والدليل على ذلك سوء نوعية الخبز المنتج لدى الكثير منها ونقص الوزن أو عدد الأرغفة والأكياس التي يجب توزيعها بحسب عدد الربطات. ناهيك عن فوضى عملية التوزيع ومزاجية العاملين وإعطاء الأولوية للباعة الذين يقومون ببيعها بضعف سعرها الحقيقي على بعد أمتار من الفرن. وعدم الالتزام بمواعيد الفتح والإغلاق أو بساعات الدوام المحددة والتي ترتبط باستهلاك الوقود والدقيق الأمر الذي يخلف الازدحام الشديد ويخلق معاناة للمواطن للحصول على أبسط حقوقه. ناهيك عن عدم التقييد بأبسط معايير النظافة الواجب اتباعها.
مشكلة رغيف الخبز وتحسين نوعيته وجودته من القضايا التي تتطلب تدخلاً من الجهات الرقابية ولا سيما في ظل الفوضى المرتكبة في صناعة الخبز وتجارته، الأمر الذي يخلق أزمات مفتعلة ويسبب ضرراً مباشراً للمواطن وخسائر للدولة التي تنفق مبالغ كبيرة لتأمين رغيف الخبز بسعر يتناسب مع القدرة المعيشية للمواطن.
التأكيد على توفير حاجات المواطنين من المواد الأساسية وفي مقدمتها الخبز يجب أن تكون أولوية، الأمر الذي يتطلب إجراء مراجعة عاجلة وشاملة لموضوع صناعة الرغيف وكيفية التوزيع وقمع المخالفات والتجاوزات وذلك لإيصال الدعم الذي تقدمه الدولة لهذه المادة إلى مستحقيه لا إلى التجار الذين يسعون للربح على حساب قوت المواطن اليومي، وتشديد الرقابة على موضوع تهريب الدقيق التمويني واتّخاذ أشد العقوبات الرادعة بحق المخالفين وتكثيف الجهود للحد من هدر مادة الطحين في المخابز ومستلزمات إنتاج رغيف الخبز، واتخاذ أقصى العقوبات الرادعة بحق من يحاول تهريب الدقيق التمويني أو التلاعب بمواصفات الخبز المنتج من حيث الوزن أو الجودة أو السعر، ووضع سيارات وأكشاك خاصة لبيع الخبز في الأماكن التي لا توجد فيها أفران عامة أو خاصة.
بسام زيود
التاريخ: الأربعاء 26-12-2018
رقم العدد : 16870

آخر الأخبار
بين إدارة الموارد المائية والري "الذكي".. ماذا عن "حصاد المياه" وتغيير المحاصيل؟ شراكة صناعية - نرويجية لتأهيل الشباب ودعم فرص العمل تطوير المناهج التربوية ضرورة نحو مستقبل تعليميٍّ مستدام لجنة التحقيق في أحداث الساحل تباشر عملها بمحاكمات علنية أمام الجمهور ٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة