جمرة الجنوب اليمني تحرق أوراق بني سعود… اليمن: مستعدون لمشاورات تجلب السلم وتنزع صواعق استكمال الحرب العدوانية
تعلن الاطراف اليمنية مجدداً من باب رد الذرائع وتيسير الأمور استعدادها لأي مشاورات تدعو لها الأمم المتحدة بشرط تنفيذ اتفاق السويد، مشيرة إلى أهمية الدور الذي تلعبه الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن من خلال ممارسة الضغط على تحالف العدوان للانصياع للقرارات الأممية وتنفيذ مقتضيات اتفاق «ستوكهولم «الذي تعثر تنفيذه حتى الآن آخذة بعين الاعتبار التعاطي مع ملف الحديدة الذي يحتاج الى تكريس الجهود والطاقات لتحقيق خطوات ملموسة من أجل تنفيذه على الأرض بما ينعكس إيجاباً على المشاورات القادمة.
لكن ذلك بحاجة لإظهار حسن النية من قبل تحالف العدوان والتي هي أبعد ما تكون عن صفات هذا التحالف المجرم، أما ما يتعلق بالمراوغة وطرح المزيد من الألاعيب التي تخدم المصالح الاستعمارية فهو أمر مرغوب ومحمود بالنسبة للنظام السعودي وحليفته واشنطن ليرفع ستار مسرحيته الجديدة على لسان متزعمه «سلمان بن عبدالعزيز» بالإعلان عن تمديد ما تسمى «هوية زائر» لليمنيين في مملكة الرمال لعله بهذا الأسلوب المتملق يرضي المبعوث الأممي في لقائه الأخير فيما يرى محللون أنها محاولة جديدة لتجنيد عناصر ربما تكون الفتيل الذي يعيد إشعال نيران الحرب الوحشية على اليمن بطرق قد تبدو دبلوماسية كون الحرب الميدانية حسمت من قبل الجيش اليمني لان ما يجب فعله بموجب اتفاق السويد لا يفعل فيما تعدت خروقات تحالف العدوان 263 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة خلال الساعات الماضية.
لتطفو على السطح فقاعات أكاذيب آل سعود ومشغلتهم واشنطن خاصة بما يتعلق بملف الجنوب اليمني الذي كان بمثابة تفريغ لانهزامهم في بقية المحافظات اليمنية وكنوع من نفخ السم على أهالي الجنوب لعل وهمهم بامتداد أراضيهم عبر الجنوب يتحقق ولعل منسوب خزائنهم يرتفع من حقول النفط والغاز جنوبي اليمن لكن القراءة كانت سهلة وواضحة من قبل الشعب اليمني، حيث وضع نفسه أمام خيارين، وحدة أراضيه أو الموت، مواجهاً كل أساليب التجنيد التي عملت على زرع وتوظيف عملاء لها في كل منزل يمني وأيضا كان المخطط بالنسبة لصعدة فهي تعبير عن توظيف خاطئ بكل المقاييس لحسم الأمر باستدعاء الفتنة في أشد صورها قبحاً ظناً من النظام السعودي أنه قادر على احتوائها بعد أن تنجز مهمتها، غير أنه لم يدرك أنه وضع بيد المتمردين والمرتزقة من أتباعه أكبر قوة عسكرية سترتد عليه مع مرور الوقت بعد أن تكف واشنطن عن دعم هؤلاء المرتزقة.
لذلك تبدو الشراسة التي واجهت بها قبائل شبوة مداهمات الميليشيات المدعومة سعودياً في منطقة مرخة كأنها تحول نوعي في مسار مواجهة الاحتلال وحلفائه مسار لا يفتأ يكتسب مزيداً من الالتفاف والتعاطف الشعبيين في ظل قتامة النموذج الذي قدمته الرياض وواشنطن لسيطرة حكمها على الجنوب اليمني حيث عزز محور شبوة بقوات عسكرية وبمضادات طيران وعدد من الأطقم العسكرية من عتق إلى منطقة الظاهرة في مديرية جردان.
فالأحداث التي شهدتها منطقة مرخة في محافظة شبوة تعيد تسليط الضوء على ممارسات مرتزقة النظام السعودي سابقاً على معظم هذه المناطق الغنية بالنفط والغاز، وتذكر بالممارسات القمعية ضد أهاليها بدواعي ما يسمى «مكافحة الإرهاب» إذ إنها تداهم منازل اليمنيين دون سابق إنذار وتنفذ عمليات قتل من دون محاكمات إضافة إلى حرق المنازل أو هدمها.
فما عاشه ويعيشه الشعب اليمني اليوم يختصر نهج الإجرام السعودي بحق اليمنيين العزل ليغلف باستمرار الخروقات والالتفاف على العملية الداعمة للسلام لذلك الحديث عن جولة مقبلة لمشاورات السلام اليمنية التي قد تنعقد على أراضي الكويت يحتمل عدة أوجه.
ميدانياً: شن طيران تحالف العدوان 29 غارة على مختلف المحافظات في حين واصل تحليقه المكثف في سماء مدينة الحديدة والمديريات الأخرى بالمحافظة كما استشهد خمسة جنود من الجيش اليمني بقصف لطيران العدوان على محافظة الجوف الحدودية.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الأربعاء 9-1-2019
رقم العدد : 16880