الملحق الثقافي-عباس حيروقة:
عذراً لكرمتنا
قصّرتُ في قدحي
«أيحلفُ الكرمُ
ألاّ يحملَ العنبا»
أيحرِمُ الوالدُ الأبناءَ
مِنْ وطَنٍ
يلقونَ فيه
أطاييبَ الهدى حِقَبا
أيُحرمونَ منَ المِشْكاةِ ..
من قبسٍ
يسّاقطُ القلبُ
إن أطنابَها ضَرَبا
* *
إنّي أصلّي إلى كرمٍ
يفورُ به
شدوُ «ابنِ هاني»
ليُعْلِيني الهوى رُتبا
حتّى اهتديتُ
إلى دنٍّ يطوفُ بنا
فوقَ الخليقةِ سرباً
يفتُقُ الحُجُبا
حتّى اهتديتُ
فيا للهولِ من عَتَبٍ
«قصّرتَ بالراحِ..
ما آتيتَه النشبا..؟!
عذراً.. فإنَّ كؤوسي
لَنْ يعبئَها
إبريقُ غانيةٍ
يختالُها.. عجَبَا
ولا جليسي
مِنَ الأَسيادِ في بلدٍ
ولا الملوكُ هنا
زَانَتْ لنا ذَهَبَا
بالدَّارِ أَرْفعُ نَخبي
ساعيًا أبداً
نَحو السَّماءِ
التي غنّيتُها طَرَبا
**
عذراً لكرمتنا
قَصّرتُ في قدحي
لا حولَ للبئر
إِنْ فَارَتْ هنا لهبا
لا حولَ للماءِ
في بئرٍ يعاتِبُهُ
أهلُ الدِّيار
إذا ما دَلْوهُمْ عُطِبَا
لا حولَ للنَّهرِ
إنْ هانتْ عَزيمتُه
هذي الضفافُ لنا
مَن شجَّها سَغَبا؟؟!
فالدارُ في كدرٍ
والسّاحُ في شجنٍ
مَنْ غيرُ كرمتِنا
نادَتْ لنا.. عرَبا
طوبى لِكَرمتِنا
إنّي هنا ثملٌ
من ظامئ الكأسِ أَهذي..
ذا الذي عتَبا؟؟!
**
تلكَ السماءُ
على أقداحنا هبطتْ
كي تستريحَ
مع النورِ الذي انسكبا
تلكَ السماءُ
وهِبْنَا بعضَ زرقتِها..
فوقَ السحابِ..
فَسبحانَ الذي وَهَبا
يا كرمتي مِنْ هنا
أَشْرَعْتُ أسئلتي
أنا الحزينُ
على كأسي الذي انشعبَا
أنا الحزينُ
كما الأطفالِ في وطَنٍ
مُذْ غَرَّبتها المنافي..
احدودبت تَعَبا
ها إنني
من فَنَاءِ الدَّار أَرْمُقها
تَخبُّ في فَرحٍ..
أختارُها لقَبا
التاريخ: الثلاثاء 15-1-2019
رقم العدد : 16885