عيـــــــن ســـــــــورية علـــــــــــى الأدب اليابانــــــي..

 

ما إن يسمع اسم اليابان حتى يتهيأ لنا انها دولة الروبوتات والتقنيات, وأن الشعب الياباني لاعمل له إلا أن يقدم التقنيات, وليس ثمة مجال لأي أمر آخر, وربما يعود هذا إلى الاستلاب الذي ترسخ لعقود من الزمن, من خلال سيطرة وسطوة الأدب الغربي على المشهد الثقافي العالمي, والضخ الذي عمل عليه, وأن الآداب العالمية كلها تدور في فلك ما ينتج وينشر في الغرب, ومن خلال نظرية المركز بكل شيء.
لكن الأمر ليس كذلك, وحين لا نرى الشيء أو نتابعه لايعني أنه غيرموجود, بل علينا أن نعمل على مراجعة أنفسنا والبحث عما نريد, البحث عن نوافذ لثقافات أخرى تثري مشهدنا الأدبي, المشهد الادبي في اليابان لم يكن تحت المجهر دائما, ثمة اعمال قليلة ترجمت إلى العربية ولاقت صدى طيبا ومهما, وهذا لايكفي, فلا بد من العمل على المزيد من التواصل والتلاقح, وربما علينا أن نشير هنا إلى ما قدمه محمد عضيمة, في هذا المجال, وصدر عن دار التكوين, وكان عاملا على تشجيع ماسمي «الهايكو» كنمط شعري ياباني بدأ الشعراء الشباب بالنسج على منواله, الجديد في رصد ومتابعة الأدب الياباني.
كتاب مهم جدا صدر عن دار التكوين بدمشق حمل عنوان: أعلام الرواية اليابانية, للشاعر والمترجم السوري, الاستاذ علي كنعان الذي قدم للمكتبة العربية عشرات الكتب المترجمة, غير أعماله الشعرية المهمة, وهو علم من أعلام الحداثة الشعرية ليس في سورية, إنما الوطن العربي كله.
تقديم
تقديم جميل وصادق, خطه قلم الدكتور حسن مدن, وفيه التحية للشاعر كنعان, حيث يقول مدن: حين يدور الحديث عن علي كنعان, الإنسان والشاعر والمترجم والمثقف, فإننا بصدد قامة ثقافية وإبداعية عربية مهمة, عرف عن صاحبها ليس فقط العطاء الخلاق, في الشعر وفي الادب والترجمة, وإنما أيضا الرهافة في الروح والخلق وفي السلوك والنقاء في السريرة والصدق في الحياة والالتزام بالموقف الوطني والقومي و قلم تفقده الموجات العاتية التي داهمت الوطن العربي بوصلته السليمة في كل هذا كما فعلت بالكثيرين فظل قابضا على جمرة الحقيقة منحازا للقيم التي لايليق بالمثقف والاديب ان يحيد عنها كي يبقى جديرا بهذه الصفة.
أما عن الكتب فيرى المقدم: أن علي كنعان يقدم مفاتيح مهمة, غير متاحة للقارىء العربي حتى الآن, كي يصبح بوسعه الولوج بسلاسة الى عوالم الرواية في البيان, لأننا إزاء شهادة نابعة من معرفة اليابان بلدا وشعبا وحضارة وأدبا, لا, بل من خلال صلات مباشرة بأدباء وكتاب يابانيين مهمين جرى تناولهم في هذا الكتاب.
من خصائص الرواية اليابانية
في التقديم الذي وضعه المؤلف, وهو قراءة نقدية معمقة للرواية اليابانية, يستعرض الكثير من خصائص وصفات الرواية اليابانية, واذا كان المجال لا يتسع هنا لسردها كلها, فلابد من الاشارة السريعة لبعضها, يقول الاستاذ علي كنعان: الرواية اليابانية الحديثة تتمتع بخصائص تميزها عن نظيرتها في الغرب الاوروبي أو الاميركي مثلما تتمتع الرواية في اميركا اللاتينية بمميزاتها الخاصة, وهذه الخصائص هي التي تجعلها رواية يابانية مكتوبة بلغة يابانية ومعبرة عن تجربة انسانية لمجموعة من البشرفي شروط خاصة بهم, وإن لامست من قريب أو بعيد روايات عالمية أخرى, وميزة اخرى تتجلى لدى العديد من الكتاب اليابانيين في التقاط التشكيل ورهافة الحس البصري في قدرة المبدع على التعبير بوفرة من الصور الحسية الملموسة وحين يتمادى الكاتب بخياله البصري فإنه يترك آثارا عاطفية وجمالية في نفس القارىء, ومن خصائصها أيضا تحاشي التوتر الدرامي حتى في أكثر المواقف التي تستدعي بنية درامية محبوكة, والكاتب غير معني بإثارة القارىء والاستحواذ على مشاعره باختراع مواقف مأزومة لأن طبيعة المجتمع الياباني تكره العنف والصراع, ولذلك يراعي الكاتب هذا الجانب وينقله (الصراع) من الحالة الاجتماعية الى داخل النفس البشرية, وهو تعبير عن عجز الفرد بمواجهة ما يعانيه من مشاكل.
والروايات اليابانية تميل إلى الايجاز والتكثيف ولاتصرح بكل شيء, بل تترك للقارىء أن يستخلص لنفسه أكثر مما يعطيه النص المكتوب.
يقع الكتاب المهم في242 صفحة من القطع الكبير, ويتناول مجموعة من الاسماء المهمة في الادب الياباني, نذكر منهم: (اكو تاغاوا.. ناتسوميه.. كاواباتا.. تانيزاكي.. أووه.. آبيه.. أوؤكا..).
Yomn.abbas@gmail.com

 

يمن سليمان عباس
التاريخ: الجمعة 18-1-2019
الرقم: 16888

 

 

 

 

آخر الأخبار
حي غزال في سبينة ..منسي خدمياً.. رئيس البلدية: الإمكانيات محدودة للارتقاء بواقع الخدمات الدعم العربي لسوريا في إعادة الإعمار يؤسس لشراكات اقتصادية واستثمارية سوريا ترسم هويتها العربية الجديدة على أسس المصالح المشتركة الشبكة السورية لحقوق الإنسان تعلن انطلاق عملها الرسمي من العاصمة دمشق  من العزلة إلى الانفتاح.. سوريا تعود لمكانها الطبيعي في البيت العربي التأهب مستمر لمنع تجدده.. السيطرة على حريق مشهد العالي في مصياف الدفع السياسي يعزز التعاون والتنسيق السوري العربي بمواجهة التحديات الأمنية لم تعد للجميع.. حدائق دمشق لمن يدفع المال تأهيل مهندسي القنيطرة وفق المعايير الحديثة  لماذا لا يُحوَّل سجنا تدمر وصيدنايا إلى متاحف توثّق الذاكرة وتُخلّد الضحايا..؟ الذكاء الاصطناعي ودوره في الوعي المعلوماتي لدى الشباب الجامعي نائب مدير البورصة لـ"الثورة": فترة جس النبض انتهت والعودة طبيعية اتفاقية بين مفوضية اللاجئين وجمعية خيرية كويتية لدعم السوريين في الأردن دور المغتربين السوريين في إعادة الإعمار .. تحويل التحديات إلى فرص هل حان وقت تنظيم سوق السيارات ..؟ وزير المالية يعلن خطّة تطوير شاملة لسوق دمشق للأوراق المالية التنمر الإلكتروني.. جرحٌ لا يُرى وضحايا لا تُسمَع أصواتهم قفزة في الصادرات الأردنية إلى سوريا بنسبة 454% في الربع الأول من 2025 لغز السيارات في سوريا .. يثير ألف سؤال حول توقيت قرارات السماح بالاستيراد أومنعه !!. الخضار الصيفية بدرعا تبحث عن منافذ للتسويق والتصدير