كشف مدير الغرف الزراعية المهندس يحيى المحمد للثورة أن مشكلة نقص الكميات المسوقة من البطاطا لهذه الفترة وارتفاع سعرها يعود إلى خسائر مزارعي العروة الخريفية نتيجة تغير الظروف المناخية خلال موسم 2017 /2018 بالإضافة إلى الخسائر التي لحقت بالتجار نتيجة تخزين البطاطا وطرح كميات كبيرة في السوق وتداخل العروة الخريفية والربيعية ونضوج المحصول بشكل مبكر بسبب ارتفاع درجات الحرارة الأمر الذي أدى إلى خروج هذين المكونين وصغار التجار من دورة الإنتاج.
وأوضح المحمد أن هذه العوامل أدت إلى نقص في الكميات المطروحة في الأسواق خلال الموسم الحالي ما انعكس ارتفاعاً على أسعار البطاطا التي تم تصدير كميات منها «رغم قلتها» عبر معبر نصيب، الأمر الذي دفع وزارة الاقتصاد إلى إيقاف تصدير البطاطا منعاً لفقدان المادة من السوق، لافتا إلى أن سعر كيلو البطاطا اليوم وصل إلى 400 ليرة بعد تسجيله 60 ليرة في الفترة الماضية، ما دفع وزارة الاقتصاد لوقف تصدير المادة اعتباراً من 15 تشرين الثاني الماضي لغاية 31 كانون الثاني الحالي، مشيراً إلى مقترح قيد الدراسة لفتح الاستيراد ولفترة محدودة لتغطية حاجة السوق.
واقترح لإعادة التوازن إلى الأسواق العمل على تطبيق الخطط الزراعية الموضوعة لتجنب تسجيل في فائض إنتاج كبير وخسارة المزارعين لمحصولهم نتيجة انخفاض أسعاره وأن يكون هناك تدخل ايجابي من قبل المؤسسة السورية للتجارة لاستجرار كميات من الفائض في حال حدوثه في ذروة الإنتاج وطرحها في أوقات فجوات الإنتاج, وتحديد كميات بذار البطاطا المستوردة وفقا لحاجة السوق الاستهلاكية.
مصادر في وزارة الزراعة أكدت إن الكمية الموجودة في الأسواق هي من الإنتاج الضئيل للعروة الصيفية الذي لا يكفي لتغطية حاجة السوق المحلي، لذا يتم رفده بمخزون العروة الربيعية المخزن في البرادات لحين ظهور العروة الخريفية، موضحاً أن خلال فترة العروة الربيعية المحددة في شهر أيار يكون الموسم فائضاً عن حاجة السوق، لذا يقوم التجار بتخزين البطاطا بالبرادات منعاً لتلفها ولتفادي انقطاعها خلال فترة الإنتاج القليل، مؤكدة إن البطاطا الموجودة في الأسواق حالياً هي بطاطا مخزنة في البرادات.
وبينت أن الإنتاج الموجود حالياً من العروتين الربيعية والصيفية يتجاوز 450 ألف طن وهذا كافٍ لتغطية السوق، وانه عندما حصلت أزمة البطاطا منذ عامين كانت أسواق التصدير مفتوحة على كل من الخليج والعراق، وهذا غير موجود حالياً، نافياً المصدر أن يكون التهريب سبباً في ارتفاع سعرها وأن الكميات المهربة بسيطة، مبينة أن المساحة المزروعة لهذا الموسم من العروة الربيعية بلغت 13911 هكتاراً تركز أغلبها في حلب بمساحة 3389 هكتاراً تليها محافظة حماة 2700هكتار، ثم طرطوس بـ 2483، وحمص بينما لم تتجاوز المساحة المزروعة بالعروة الصيفية 965 هكتاراً اقتصرت على ريف دمشق ودرعا وطرطوس، فيما لم تبلغ المساحة المزروعة بالعروة الخريفية لهذا الموسم أكثر من 3367 هكتاراً، موضحة عدم تغير أنواع البطاطا فالأصناف المزروعة هي نفسها لكن هنالك أصناف أثبتت جدارتها وتحملها للفحة الحرارية هذا الموسم.
دمشق – وفاء فرج:
التاريخ: الثلاثاء 22-1-2019
الرقم: 16891