البيئة هي الوسط الذي يعيش فيه الإنسان والحاضنة له، وتعتبر مشكلاتها من أعقد المشكلات لذلك يسعى المختصون لإيجاد حلول والحفاظ عليها، ولايتم ذلك إلا من خلال الوعي البيئي لأفراد المجتمع كافة، لهذا كان لابد من التوعية البيئية أمام ما أحدثه الإنسان من استنزاف لموارد الطبيعة وتلويث البيئة.
تساعد التربية البيئية على فهم العلاقة الوثيقة بين الإنسان والبيئة لإيجاد الحلول لتلك المشكلات البيئية.
تواجه البيئة مشكلات كثيرة بعد التطور التكنولوجي الذي شهده العالم وما ترتب من أخطار على الأفراد والبيئة، وللوقوف في وجه تلك الأخطار والتحديات برزت التربية البيئية في مؤسسات اجتماعية لحماية البيئة من خلال توضيح العلاقة بين الإنسان وبيئته، لذلك كان علينا البدء من طفل الروضة والمدرسة الإبتدائية كونها مؤسسة تربوية تعليمية مهمتها صقل سلوك الأطفال وتوجيههم ونشر ثقافة الوعي لديهم خاصة البيئي ويبرز دور المعلم عاملاً أساسياً لإنجاح التربية البيئية لأنه المنشّط والمنظّم للعملية التعليمية والمكلف بتربية الجيل الجديد وإعداده وتكوينه خاصة في المرحلة الابتدائية، فعندما يتعرف الأطفال إلى البيئة سوف يرتبطون بها ويهتمون بحمايتها من خلال قراءة الكتب والقصص وممارسة النشاطات الفعلية التي تساهم في حماية البيئة وتعليمهم ترشيد استخدام الطاقة والموارد البيئية والهدف من التربية البيئية تأسيس أجيال تستطيع إصلاح ماخربه الإنسان عبر العصور.
تشير التّربية البيئيّة إلى الجهود المنظّمة لإدخال التّعليم حول الكيفيّة الوظيفيّة للبيئات الطبيعيّة بشكل عام، وبشكلٍ خاص كيفيّة تمكين العنصر البشريّ من إدارة سلوكه والنّظام البيئيّ بهدف العيش بطريقة مستدامة، وتُعرّف بأنّها عمليّة تعلّم، الهدف منها زيادة المعرفة والوعي لدى الناس فيما يتعلق بالبيئة والتّحديات التي ترتبط بها، والمساهمة في تطوير الخبرات والمهارات المطلوبة لمواجهة الصّعوبات والتّحديات والمعوّقات، وكذلك تعزيز المواقف والدّوافع لاتّخاذ قرارات مستنيرة ومسؤولة.
مبادئها
لكل نمط من أنماط التربية مبادئه الخاصة وقواعده التي يسير عليها ليحقق غاياته وأهدافه والتربية البيئية لاتقل أهمية عن أي فرع من فروع التربية لذلك كان لها نواحٍ متعددة:
من الناحية الاقتصاديّة يحقّ لأيّ إنسان استغلال موارد البيئة للوصول إلى تنمية اقتصاديّة ورفاهيّة في عيشه، ولكن يجب أن يكون هذا الاستغلال منظماً وغير عشوائيّ، ومراعياً النواحي البيئيّة، أما من الناحية العلميّة فيعني هذا اعتماد الجانب العلميّ من أجل التعامل مع البيئة سواء كان ذلك بالتخطيط العلميّ، أو بالمقترحات والتوصيات للتقليل من المخاطر البيئيّة. لتبرز الناحية الخُلقيّة بأهميتها ويعود ذلك للإنسان نفسه ومستوى استعداده بأن يكون فرداً نافعاً في المجتمع، ويحرص على مصلحته، ويدرك ما يحيط به من أضرار وأخطار تُضرّ به ومجتمعه وبيئته، ولذلك حماية البيئة واجبٌ على كلّ فرد في المجتمع.
أهدافها
تهدف التربية البيئية إلى إظهار أهميّة مصادر الطّبيعة حيث إنّ النّشاطات البشريّة جميعها تعتمد عليها منذ بداية نشوء الإنسان حتّى وقتنا الحاضر. إظهار السلبيّات المترتّبة عن سوء استِغلال مَصادر الطّبيعة، وكل ما يترتّب عليها من نتائج وآثار اقتصادية ونفسيّة واجتماعية لتفاديها وتصحيح الاعتقاد الخاطئ السّائد بأنّ مصادر الطّبيعة مُستمرّةٌ وثابتةٌ وغير قابلة للنّضوب. إطلاع الأفراد والجماعات على البيئة المحيطة بهم وما تحتوي عليه من أنظمةٍ بيئيّة، وتعريفهم بها، وإعلامهم بالعلاقةَ التبادليّة بين عناصر البيئة الحيّة وغير الحيّة، واعتماد كلِّ مكوّن على الآخر. إكساب الناس وعياً بالبيئة الكلّية وذلك بتوضيح المفاهيم البيئيّة والعلاقة المتبادلة بين الإنسان والبيئة، وتنمية الفهم بعناصر البيئة، وكيفيّة استغلالها وصيانتها بالشكل الأمثل بتوعيتهم حول التّعامل الإيجابيّ مع البيئة.
إنّها عمليةُ تعلُّم أسلوب إدارةِ وتحسين علاقة الإنسان ببيئته، حيث تحكم سلوكَه، وتُثير اهتمامَه ومُيوله، فيُحاول الحرصَ على صيانتها، والمُحافظة عليها، لأجله أولّاً ثم من أجل مُجتمعه. عُرفت التربية البيئية بأنها عبارةٌ عن طريقةِ إعداد الإنسان من أجل التّفاعل النّاجح مع البيئة، وما تتضمّنه من موارد مُتعدّدة، وذلك من خلال إكسابه المعرفة البيئيّة التي يستطيع من خلالها فهم العلاقات التّبادلية بين الإنسان وعناصر البيئة المُحيطة، والعلاقة ما بين هذه العناصر مع بعضها البعض، بالإضافة إلى تنمية المهارات الإنسانيّة التي تُساهم في تطوير الظُّروف البيئيّة للأفضل.
وهكذا نرى أنّ التربية البيئيّة وسيلةٌ من الوسائل التي تُحقّق أهداف حماية البيئة وصيانتها، وتُشكِّل بُعداً مهمّاً من أبعاد التّربية الشّاملة والمُستديمة لتعديل سلوك الإنسان، وتنميته إيجابياً لإعداده للحياة وتكيفه معها، وتطبيعه اجتماعياً مع وسطه الذي يعيش فيه مع بيئته الطّبيعية جنباً إلى جنب.
وأخيراً
التّزايد المستمر لمشاكل البيئة وتفاقمها وزيادة تعقدها أفادت الإنسان ولكن نتجت عنها آثار خطيرة ومدمرة للبيئة. ولتدارك الوضع البيئيّ الحاليّ علينا اتخاذ أفضل التّدابير التي تستلزم تنمية العلاقات الإيجابيّة بين الناس والبيئة، وما بين عناصر البيئة المحيطة، وزيادة الوعي والخبرة لدى الإنسان في معرفة آثار المخلفات التّكنولوجيّة والصناعية على البيئة. حاجة الناس إلى تربية بيئيّةٍ ليستطيعوا فهم الوظائف الأساسيّة بواسطتها واستغلالها بالشكل الأمثل عن طريق توعيتهم بكيفيّة التّعامل الإيجابيّ مع البيئة وللوصول إلى الهدف لابد من معرفة كيفية نشر الثقافة البيئيّة في التعليم، وذلك من خلال إضافة مواد دراسية إلى النظام التعليمي للأطفال منذ الصغر بحيث تتناول هذه المواد كيفيّة المحافظة على البيئة وبناء صداقة مع البيئة المحيطة وهذا ماتضمنته وتعمل عليه مناهجنا التربوية للحلقة الأولى.
خلود حكمت شحادة
التاريخ: الاثنين 28-1-2019
الرقم: 16895